عاجل
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
غزة كل يوم

غزة كل يوم

«وغَزَّة لا تجد متَّسعًا من الوقت، لكى تقرأ تحيَّاتنا  



ولا بريد إلى غَزَّة، لأنها مُحاصَرَة بالأمل والأعداء،

ورَغْمَ ذلك، نقف اليوم، وكلّ يوم،

لكى نصلِّى لاسمها النادر بين الأسماء»

وكأنه معنا اليوم فى أغسطس 2025، وليس فى ديسمبر 1971، عندما كتب محمود درويش «شاعر الأرض والمقاومة» من فوق أرض الكنانة هذه الكلمات، فى مقال نشرته الأهرام، بعنوان «غزة كل يوم».

ليتكم معنا اليوم، مع أطفال غزة، وشيوخ غزة، ونساء غزة، ورجال غزة، وبيوت غزة، وحجارة غزة، وتراب غزة الذي يرتوى بدماء أهلها فى كل وقت وحين.

هكذا مع غزة وفى كل صباح أخاطب من أحن إلى أشعارهما، «كما أحن إلى خبز أمى وقهوة أمى».. أحن إلى محمود درويش، وسميح القاسم، كما ألعن الصهاينة وجرائمهم البشعة، وحرب الإبادة الجماعية التي يواصلونها بلا هوادة منذ نحو عامين فى حق الفلسطينيين داخل قطاع غزة وفى الضفة أيضًا.

لدرويش فى ذكراه كل الرحمات والتحيات، وللغريب الذي فى بيتنا كل اللعنات، الغريب الذي لم يكتف باحتلال الدار بل دمره بالقنابل الحارقة على ما فيه ومن فيه! 

الغريب الذي يقتل أطفال غزة وشيوخها ونساءها ورجالها بالتجويع الممنهج، ربما كان أدولف هتلر رحيما بمن زعموا انه ألقاهم فى أفران الغاز حقا لقد نجح الصهاينة فى «تبييض صفحة النازى».

وبفرض صدق زعمهم، فهتلر لم يعذب ضحاياه، أحرقهم مرة واحدة، جملة واحدة، لم يعذب أبًا يرى طفله يموت أمام عينيه من الجوع وهو يقف عاجزا عن إنقاذه، وإذا حاول أن يصل إلى وجبة طعام أو كيس حليب فى طوابير المساعدات ربما فقد حياته برصاص قوات الاحتلال أو أعوانهم. 

شعوب العالم كله انتفضت ـ إلا العرب ـ دفاعًا عن أبرياء غزة، فى مشاهد تضامنية غير مسبوقة، حولت القضية الفلسطينية من قضية عربية إقليمية، إلى قضية عالمية إنسانية بامتياز.

لكل ذلك، ورغم كل ذلك، لا أجد ما أقوله لقتلتنا، سوى ما قاله لهم شاعر المقاومة العظيم سميح القاسم: 

«تَقدّمُوا

تَقدّمُوا

كلُّ سماء فوقكم جهنّمُ

وكل الأرض تحتكم جهنّمُ

تَقدمُّوا

يموت منّا الطّفلُ والشّيخُ

ولا يستسلمُ

وتسقط الأمُّ على أبنائها القتلَى

ولا تستسلمُ

تَقدّمُوا

تَقدّمُوا

بناقلاتِ جندكمْ

وراجماتِ حقدكمْ

وهَدِّدُوا

وشَرِّدُوا

ويَتِّمُوا

وهَدِّمُوا

لن تَكسِرُوا أعماقَنا

لن تَهزمُوا أشواقَنا

نحن القضاءُ المبرمُ».

نعم.. وغدًا سيمضى كل طفل وكل فتاة فى فلسطين مرفوع الهامة يمشى وسيذهب المحتل الصهيونى إلى حيث ألقت، فغدًا لناظره قريب!

 

نقلًا عن صحيفة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز