

أشرف أبو الريش
أوهام إسرائيل الكبرى
الشعب المصري العظيم سيظل رافضا للتطبيع مع الكيان الصهيونى على مر العصور، أجيال تسلم أجيالا هذا الرفض دون تدخل من الدولة المصرية.
عظمة كتابة التاريخ تكمن فى قدرته على حفظ الذاكرة الجماعية للأمم والشعوب، وتوثيق تجاربهم، وتقديم دروس مستفادة للأجيال القادمة، ومن يرد أن يتعرف على الشخصية الصهيونية فعليه أن يرجع إلى أعظم من كتب عن هذه الفئة العنصرية فى العصر الحديث،
الجغرافى العظيم جمال حمدان، والباحث المتخصص فى جذور هذا الكيان الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى.. من لم يطلع على مؤلفات الراحلين لن يعرف شيئا عن الصهيونية واليهودية وإسرائيل.
الماضى يقول إننا هزمنا العدو الإسرائيلى هزيمة مدوية، لا يستطيع أن يعترف بها نفسيا ولا تاريخيا حتى وقتنا الحاضر.. بالرجوع إلى التاريخ، نرصد واقع الجندى المصري بعد حرب 1973، عندما صنع ميدالية تذكارية من حطام طائرات ودبابات العدو الإسرائيلى، البعض الآخر احتفظ ببعض ملابس العدو وأسلحته الشخصية.. وعند الرجوع إلى السجلات والصحف المصرية وإلى أرشيف مستندات وصور توثيق حرب أكتوبر المجيد، عندما سجلت الصحافة المصرية مشاهد تلك الوجوه المنكسرة لضباط وأفراد جيش الدفاع الإسرائيلى وهم يرتدون «البيجامة الكستور» عند ترحيلهم إلى تل أبيب من خلال تبادل الأسرى، قصة «البيجامة الكستور» واحدة من التفاصيل الرمزية التي أثرت فى نفوس الجنود الإسرائيليين بعد الحرب، رحمة الله على الرئيس السادات صاحب هذه الفكرة والصورة العبقرية التي خلدها التاريخ ووثقتها عدسة التلفزيون المصري، وكتبت الصحف العديد من المانشتات بأحرف من نور كيف استطاع الجيش المصري هزيمة الجيش الذي لا يقهر كما كان يقال عليه فى هذا التوقيت.
أوهام إسرائيل الكبرى لا يمكن أن تتحقق فى هذا العصر تحديدًا، الظروف مختلفة والواقع مختلف، ومصر واقعها وحالها مختلف تمامًا عن أكتوبر 1973.
المصريون وقت الشدائد شعب واحد ضد العدو، وهذا التصرف سجله التاريخ فى معظم المعارك المصرية بداية من فجر الإنسانية وانتهاء بالعصر الحديث.
عقيدة هذا الوطن بما لا يدع مجالا للشك أن مصر بأرضها وجبالها وشعبها نساء قبل الرجال تريد أن تأخذ بثأر الثكالى وأطفال غزة.
الحلم الذي يراود بعض قادة إسرائيل بعد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة، سيتحول إلى كابوس مزعج وربما إلى سكتة دماغية لهؤلاء الموتورين، عندما يشاهدون بأنفسهم كيف استعدت مصر لهذه المواجهة عند أية محاولة لاختراق حدودنا المصرية المقدسة.
ونقول لهؤلاء أنتم واهمون، وعندنا مثل مصري قديم يقول «مش كل الطير إللى يتاكل لحمه».. جرب كدا تحط رجلك على حد من حدودنا.. قسما بالله قبل ما ترفع رجلك التانية تكون رقبتك طارت عن جسدك، ساعتها هتعرف من هى مصر التي تريد أن تتوسع على حساب أرضها كما زعمت.
أوهام «إسرائيل الكبرى» هى رؤية سياسية ودينية متطرفة، تستند إلى تفسير متشدد للتوراة، وتدعو إلى توسيع حدود دولة إسرائيل لتشمل مناطق واسعة من الأراضى العربية، وهذه الأوهام من الصعب تحقيقها على أرض الواقع فى وجود مصر والمصريين وجند مصر الذين وصفهم رسول الله ﷺ بقوله إنهم خير أجناد الأرض.. تحيا مصر.
نقلًا عن صحيفة روزاليوسف