عاجل
الأحد 5 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

صنع الله إبراهيم إرث أدبي وإنساني ورائد تطور الأدب في العصر الحديث

صنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم

رحل عن عالمنا اليوم الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز 88 عاما، بعد رحلة عطاء امتدت على مدى أكثر من خمسة عقود تاركا إرثا أدبيا وإنسانيا جعله من الشخصيات المحورية المهمة في حركة الأدب العربي المعاصر.



 

وجاء رحيل صنع الله إبراهيم بعد معاناته من وعكة صحية خلال يوليو الماضي إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، ما استدعى دخوله إلى المستشفى ووضعه على أجهزة تنفس اصطناعي .

وتقديرا من الدولة المصرية لمبدعيها في كافة المجالات فقد وفرت رعاية طبية كاملة وتكفلت بعلاجه على نفقتها، كما كانت هناك متابعة مستمرة لحالته الصحية من قبل وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، تقديرا لمكانته الأدبية.

ولم يكن صنع الله إبراهيم الذي ولد في القاهرة عام 1937، من أبرز الكتاب والأدباء الذين تركوا بصمة في الرواية العربية في القرن العشرين فحسب، بل تميز بفتح مجالا واسعا للنقد وتجسيد واقع المجتمع في الأعمال الأدبية بأساليب سردية مبتكرة، فقد نجح من خلال كتاباته الواقعية عبر أعمال أدبية أن يقدم أبعادا جديدة في السرد الأدبي، ما جعله من الشخصيات المحورية المهمة في حركة الأدب العربي المعاصر.

ومن خلال دمجه للقضايا الإنسانية والاجتماعية في كتاباته بأسلوب نقدي وسردي، أصبح إبراهيم الذي تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة أحد أهم الكتاب تأثيرا في الأدب العربي المعاصر خاصة فيما يتعلق بفهم الثقافة المصرية والعربية.

وقد حملت أعماله دائما رسائل إنسانية واجتماعية مهمة، إلى جانب المزج بين الأدب والسياسة والفلسفة، وهو ما جعلها ذات أثر مهم في تطور الأدب العربي الحديث، كما تميزت بعمقها على الأصعدة الفكرية والاجتماعية والإنسانية والسياسية، وبرز في كتاباته الدمج بين الواقع والنقد الاجتماعي والتوثيق والفلسفة بأسلوب مميز، فنرى تركيزا على المزج بين الحكايات الشخصية والأحداث الرمزية التي تعكس واقع المجتمع بطريقة سردية وتوثيقية في الوقت ذاته .

ومن أبرز أعماله الأدبية"شرف" التي تناولت قضايا عدة في المجتمع عرضها بطريقة سردية شديدة التعقيد والغموض، و"ذات" والتي تسرد عبر نظرة نقدية بعض التحولات المجتمعية عبر وثائق وتجارب شخصية.

واستعرضت "نجمة أغسطس" المشهد الثقافي للمجتمع المصري في فترة السبعينيات من القرن الماضي، بأسلوب توثيقي للتحولات الاجتماعية في تلك الفترة .

انفرد أسلوب صنع الله إبراهيم الأدبي بدمج السرد الواقعي مع الرمزية عبر أسلوب تحليلي يتداخل فيه الخط الزمني ويقوم على تعدد وجهات النظر لشخصيات الرواية، مما يجعل كتاباته شديدة الثراء والتعقيد، كما كان للجانب الفلسفي نصيبا في كتاباته خاصة فيما يتعلق بمفاهيم الحرية والهوية وغيرها، لذلك فهو لا يعتبر أديبا فقط، بل مفكر اجتماعي وفيلسوف قدم الأوضاع الاجتماعية والثقافية السياسية في مصر والعالم العربي وترك أثرا في الحركة الأدبية والنقدية في المنطقة، ومحاكاة الواقع بصورة تعكس حال الشارع والمجتمع، حتى أصبحت أعماله بمثابة مرجعا للفهم العميق لواقع الشرق الأوسط في فترات مختلفة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز