
في ذكرى ميلادها "نجاة الصغيرة".. مسيرة فنية خالدة

سلمي السلنتي
تحتفل النجمة الكبيرة نجاة الصغيرة، اليوم الاثنين، بعيد ميلادها الـ87، لتسطر اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي.
وتعتبر "نجاة" قامة فنية استثنائية تركت بصمة لا تمحى في عالم الغناء، بصوتها الدافئ وإحساسها المرهف الذي لامس قلوب الملايين عبر الأجيال، فصارت رمزا للرومانسية والرقي.
ولدت نجاة محمد كمال حسني في عام 1938 لأسرة دمشقية، والدها الخطاط الدمشقي محمد كمال حسني البابا، وأمها مصرية، وهي الأخت غير الشقيقة للفنانة سعاد حسني، هاجر والداها إلى مصر في شبابهما.
وبدأت مسيرتها الفنية في سن الخامسة بالغناء في التجمعات العائلية، وشاركت في أول أفلامها "هدية" في سن الثامنة، في هذه المرحلة المبكرة، وصفها الكاتب الصحفي فكري أباظة بأنها "الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها".
وعندما بلغت التاسعة عشرة، تولى شقيقها الأكبر "عز الدين" تدريبها على أغاني أم كلثوم، مما مكنها من تقليدها بإتقان. هذه المرحلة كانت نقطة تحول في مسيرتها الفنية، حيث بدأت مرحلة جديدة من الاحتراف، مما دفع فكري أباظة للمطالبة بدعم موهبتها، تركت نجاة التقليد عندما غنت أول أغنية خاصة بها عام 1955، وهي في سن السادسة عشرة، بعد ذلك، بدأت في تقديم أغاني طويلة تحكي قصصا، وتستمر الواحدة منها بين 20 و40 دقيقة في بعض تسجيلات الاستوديو.
تعاونت نجاة مع عمالقة الفن والأدب، ونالت تقديرهم الكبير، فقد رأى محمد عبد الوهاب أن ألحانه كانت أكثر أمانًا معها، ووصفها بأنها "صاحبة السكون الصاخب"، أما نزار قباني فقال إنه عندما تنشر نجاة إحدى قصائده، فإنها تجتذب الملايين في العالم العربي، في حين أن ديوانه الشعري قد يجد 15 ألف قارئ على أحسن تقدير.
نجاة الصغيرة ليست مجرد مطربة، بل فنانة شاملة جمعت بين قوة الصوت وعمق الأداء، كل أغنية من أغنياتها كانت بمثابة قصة حب نابعة من القلب، وممزوجة بحالة من الشجن الجميل الذي لا يزال يتردد في قلوب مستمعيها، في ذكرى ميلادها، نحتفي بمسيرة فنانة قدمت للفن أكثر مما أخذت، وظلت حاضرة بأغانيها التي لم ولن تنساها الذاكرة.
من جانبه ، يقول الناقد الفني محمد فاروق: نجاة الصغيرة من الصعب الحديث عنها هي فنانة صاحبة باع طويل في الوسط الفني، واعتقد أن الجميع يعلم أن نجاة الصغيرة هي الأخت غير الشقيقة للنجمة سعاد حسني، لكنهما لم يتقابلا معا في أي عمل فني، ونجاة قديما أعلنت أنها كانت بصدد تقديم فيلم مع سعاد، لكن الفكرة للأسف لم ترى النور.
وأضاف فاروق أن أهم ما ميز نجاة الصغيرة هو أنها كانت صاحبة شخصية مختلفة استطاعت أن تنفرد بنفسها بعيدا عن شقيتها سعاد حسني،ولذلك فإن الجمهور لم يربط بينهما فنيا على الإطلاق، خاصة وأن "نجاة" صاحبة تاريخ كبير بغض النظر عن ظهورها الأخير الذي لم يكن موفقا لأنها قررت الاختفاء منذ عام 2002، فهي فنانة لم ولن تتكرر في مصر أو الوطن العربي.
ولفت إلى أنها كانت صاحبة بصمة منفردة، صوتها يقترب من الآلات الوترية، وهو الأمر الذي ميزها عن باقي جيلها، هي بصمة من بصمات الزمن اختلفت عن أم كلثوم وأسمهان، وهي كانت فتاة أحلام الشباب في ذلك الوقت.