

أيمن عبد المجيد
ضمير مصر ولسانها المبين
بلسان مصري إنسانى مبين، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي للرأى العام العالمى، ومن يهمه الأمر 15 رسالة بالغة الوضوح والقوة والحزم.
واجه الرئيس «الإفلاس» بـ«الحقائق»، كشف حقيقة «أهداف الحرب» الصهيونية فى غزة، حذر «أشخاصًا ودولًا كثيرة»، من أن التاريخ «سيحاسبهم ويحاكمهم» على موقفهم من تلك الحرب، وأنّ «ضمير الإنسانية» لن يظل على صمته كثيرًا أمام ما يحدث من مأساة إنسانية.
وضع الرئيس السيسي النقاط على الحروف، جدد التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم والدائم للقضية الفلسطينية، والسند الحقيقى للشعب الشقيق فى الضفة والقطاع، مؤكدًا بكل حسم: «ستظل مصر دومًا بوابة لدخول المساعدات ولن تكون بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني».
تستخدم مصر دبلوماسيتها النشطة فى مواصلة جهودها الدائمة الداعمة للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، انطلاقًا من ثوابت مصرية تاريخيّة لا تتغير ولا تتبدل، على مدار تاريخ الصراع، وفى لحظاته الفارقة، وأخطرها ما تواجهه القضية الآن. منذ الثامن من أكتوبر 2013، وبدء الحرب الخامسة على القطاع، ومصر تواصل جهودها الدائمة لوقف الحرب وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وبناء رأى عام دولى بحقيقة القضية، وجذورها فى مواجهة السردية الصهيونية التي اتخذت من أحداث السابع من أكتوبر ذريعة لممارسة حرب الإبادة ومحاولات التهجير، بينما جذور القضية تعود لعقود من العدوان وحلولها لن تكون إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
خلال القمة الرئاسية التي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى، مع نظيره الفيتنامى لوونج كوونج، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، بقصر الاتحادية الثلاثاء الماضى، والتي شهدت توافقًا على ترفيع العلاقات بين البلدين لمستوى العلاقات الشاملة، وما أسفرت عنه من توافق على تعزيز التعاون فى مختلف المجالات وفى مقدمتها المجال الاقتصادى، كانت القضية الفلسطينية حاضرة بكل قوة.
وفى المؤتمر الصحفى المشترك عقب القمة، بعث الرئيس برسائل قوية، ردًا على محاولات التضليل التي استهدفت مصر، والمخطط الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
فقد شهدت الأسابيع السابقة مخططات تنظيم الإخوان الإرهابى ومن خلفه من أجهزة ودول معادية، محاولة ابتزاز مصر، لتبلغ تلك المحاولات ذروتها بالتظاهر المتزامن أمام السفارات المصرية فى العديد من العواصم، وبلغت قوة الانكشاف بتظاهر عناصر التنظيم من عرب 48 أمام السفارة المصرية فى إسرائيل تحت حماية الاحتلال وبتصريح منه.
هذا التضليل وتلك الحملة تنافى واقع ما يحدث على الأرض، فمصر لم تتخل يومًا عن الأشقاء فى فلسطين، منذ حملات تهجير اليهود إلى فلسطين فى ثلاثينيات القرن الماضى، وحرب ١٩٤٨, ومرورًا بالعدوان المتكرر على القدس والضفة والقطاع، وحتى الحرب الأخيرة.
فعلى الحدود برفح المصرية يقف أكثر من خمسة آلاف شاحنة محملة بالمساعدات تنتظر العبور لإغاثة الأشقاء، وما تلقاه القطاع على مدار ٢١ شهرًا من بداية الحرب أكثر من ٧٠٪ منها مساعدات مصرية، والحقيقة أن الاحتلال هو من يحول دون وصول تلك المساعدات.
فالقطاع يتصل بالعالم عبر خمسة معابر، أربعة منها مع الاحتلال الصهيونى وواحد فقط هو معبر رفح يربطه بمصر بشكل مباشر، والاحتلال أغلق ما يسيطر عليه، واستهدف بالقصف معبر رفح من الجانب الفلسطينى خمس مرات خلال الحرب لإعاقة دخول المساعدات قبل أن تصل قواته للجانب الفلسطينى وتسيطر عليه.
لكن لماذا هذا الحصار الصهيونى للقطاع وهذا الدمار للبنيان والتجويع للإنسان؟ ما حقيقة أهداف هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية؟ فى رسائل الرئيس السيسي إجابات واضحة عن هذه التساؤلات فى 15 رسالة:
يصحح الرئيس عبدالفتاح السيسي المفاهيم فى رسالته الأولى منطلقًا من الهدف الحقيقى للعدوان على غزة:
(١)
«يجب أن يكون واضحًا للجميع أن الحرب الدائرة فى غزة لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو تحرير رهائن فقط، فقد تجاوزت منذ زمن أى منطق أو مبرر، بل هى حرب تجويع ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية».
(٢)
يخاطب الرئيس العالم
«أقول للرأى العام العالمي: حياة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية تستخدم كورقة سياسية للمساومة، والضمير الإنسانى والمجتمع الدولى يقف متفرجًا على ما يحدث».
(٣)
ويفند الافتراءات ضد مصر
«قطاع غزة يربطه بالعالم الخارجى خمسة منافذ منها معبر رفح مع مصر وأربعة مع إسرائيل».
(٤)
موقف مصر الدائم محاولة التهدئة والحيلولة دون اندلاع حرب بالقطاع أو استمرارها لحمايته
«على مدار عشرين عامًا وخلال خمس حروب على قطاع غزة كان دور مصر التهدئة ومحاولة منع وإنهاء أى اقتتال بين إسرائيل وغزة لتقديرنا أن أى اقتتال سيكون مدمرا للقطاع».
(٥)
دورنا كان ولا يزال ومستمر
«دورنا كان وما زال دورا إيجابيا ونسعى بجهد شديد منذ السابع من أكتوبر لإدخال المساعدات ولم ينته هذا الدور».
(٦)
ردع الأكاذيب والإفلاس
«القول إن مصر تغلق المعبر وتمنع دخول المساعدات إفلاس وكلام غريب جدًا، فمعبر رفح تم تدميره أربع مرات ومصر تقوم بإصلاحه، ومع وصول القوات الإسرائيلية للجانب الآخر، تواصل مصر دورها لإدخال المساعدات».
(٧)
5 آلاف شاحنة مساعدات فى انتظار العبور
«خمسة آلاف شاحنة مساعدات على الجانب المصري تنتظر الدخول للقطاع وإسرائيل هى من تحول دون دخولها».
(٨)
مصر لا تتخلى عن أشقائها
«أكثر من ٧٠٪ من المساعدات التي دخلت للقطاع خلال ٢١ شهرا والتي تنتظر الدخول مساعدات مصرية، و٣٠٪ من مختلف دول العالم».
(٩)
إبادة ممنهجة
«القضية.. يجب إدخال المساعدات الآن هناك إبادة ممنهجة للقطاع لتصفية القضية».
(١٠)
الرئيس السيسي يكرر نداءه للعالم وأمريكا
«ناديت العالم من قبل وأكرر هذا النداء.. قبل الحرب كان يدخل للقطاع يوميًا من ٥٠٠ إلى ٦٠٠ شاحنة محملة بالمواد المطلوبة لإعاشة ٢.٣ مليون، وتخيل تم تقليصها للصفر خلال ٢١ شهرا، والوضع فى القطاع الآن ناجم عن ذلك».
(١٢)
وهنا يؤكد الرئيس السيسي:
«هذا لا يعنى أن مصر تمنع دخول المساعدات فمن يدعى ذلك فهو مفلس، ونحن لدينا استعداد ندخل أضعاف المساعدات التي كنا ندخلها للقطاع من أجل إغاثة الشعب الفلسطينى ونسعى لوقف الحرب ونواصل العمل على ذلك».
(١٣)
الرئيس يحذر:
«التاريخ سيتوقف كثيرًا جدًا وسيحاسب ويحاكم أشخاصا ودولا كثيرة على موقفها من هذه الحرب وصمت الضمير الإنسانى لن يستمر طويلًا».
(١٤)
مصر بوابة للمساعدات لا للتهجير
«ستظل مصر دومًا بوابة لدخول المساعدات ولن تكون بوابة لتهجير الشعب الفلسطينى، هذا موقفنا منذ ٨ أكتوبر وسيظل هذا الموقف ثابتا، مستعدون فى كل وقت لإدخال المساعدات ولكننا لسنا مستعدين لاستقبال أو قبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم».
(١٥)
هدف المحرضين ضد مصر
«هناك من لديه هدف تشتيت الانتباه عن المسؤول الفعلى عن الوضع المأساوى الفلسطينى وحذرت سابقًا من هذا الوضع».
وفى ختام كلمته ورسائله ثمن الرئيس عبدالفتاح السيسي موقف جمهورية فيتنام الاشتراكية الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، ورفض تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، والتوافق على أن الحل الشامل للصراع يكون بمنح الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة.
هنا يتضح موقف مصر ودبلوماسيتها التي تحشد الموقف الدولى العالمى لصالح حقوق الأشقاء المشروعة، فهى السند الحقيقى الشريف للأشقاء، لا تترك فرصة إلا وكانت فلسطين حاضرة بها بقوة.
وتبقى زيارة الرئيس الفيتنامى الأولى لمصر منذ نحو سبع سنوات، حلقة جديدة فى تعزيز شراكات مصر الاستراتيجية مع دول العالم، فى ضوء سياسة التوازن الاستراتيجى، ففى المؤتمر الصحفى أشار الرئيس السيسي إلى أن مصر يمكنها أن تكون نافذة لفيتنام إلى أفريقيا ودول المتوسط، كما يمكن أن تكون فيتنام نافذة لمصر إلى شرق آسيا، عبر تعاون اقتصادى وتجاري فى مختلف المجالات من الزراعة لتكنولوجيا المعلومات للاستزراع السمكى وصناعة المنسوجات وغيرها.
حفظ الله مصر