عاجل
الجمعة 5 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

83 عامًا على ميلاد قاهر الموساد.. خدع جهاز كشف الكذب

البطل المصري أحمد محمد عبد الرحمن الهوان
البطل المصري أحمد محمد عبد الرحمن الهوان

تحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد البطل المصري أحمد محمد عبد الرحمن الهوان وشهرته "جمعة الشوّان" الذي أبصر الدنيا  6 أغسطس 1939، وجندته المخابرات المصرية كعميل مزدوج بعد نكسة 1967.



 

يعتبر من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري ـ الإسرائيلي.

وبرز دوره من خلال مسلسل دموع في عيون وقحة باسم جمعة الشوان من إنتاج التلفزيون المصري ومن بطولة النجم عادل امام.

ولد وتربّى ونشأ بمدينة السويس والتي اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته أمه وأخوه وزوجته بعد نكسة يونيو 1967 وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وتدمير لنش صغير ملكا للشوان.

اليونان والموساد  حاول العمل في القاهرة عن طريق بيع المواد التموينية والتي كان محظور التجارة فيها لظروف الحرب حتى انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في المسلسل باسم باندانيدس وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للشوان بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجود في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الشوان ويوافق على أي شيء وفي اليونان قابل الشوان الريس زكريا "هو اللواء عبد السلام المحجوب من المخابرات العامة الأسبق وحاول إقناعه بالعودة ولكن الشوان لم يستمع له. 

وبعد مرور الوقت قرر الشوان العودة إلى مصر لولا أنه عرف أن باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بإعطائه عمل على إحدى سفنه والذاهبة إلى بريستون بإنجلترا.

وهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي أحبها وأغرته للعمل معها وطبعا كان ذلك تخطيطا من الموساد، بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود" في الحقيقة شمعون بيريز رئيس إسرائيل ورئيس وزرائها فيما بعد" يعمل بالشركة وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.

وعندما عاد الشوان إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية وأخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه أخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط عبد السلام المحجوب والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لاقاه، وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسًا. عمله مع المخابرات   وبدأ تعاون الشوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه وأخبارهم بما يريده المصريين مما جعله جاسوسًا هامًا بالنسبة للإسرائيليين، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الشوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله وهنا قرر الشوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدًا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر. 

بمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال. 

 وعاش الشوان باقي حياته في منطقة المهندسين بالقاهرة وبالتحديد في شارع الرشيد المتفرع من شارع أحمد عرابي، حتى توفي جمعة الشوان يوم 1 نوفمبر 2011، بعد أن خدم بلده وأعطى الشباب المثل والقدوه في حب الوطن

 

وفي أحد أحاديثه الصحفية، كشف أحمد الهوان -المعروف باسم جمعة الشوان- أن 6 من ضباط الموساد الإسرائيلي أقدموا على الانتحار عقب إبلاغهم بالفخّ الذي وقعوا فيه، وأنهم تعرضوا للخداع طوال مدة تعاوني المزعوم معهم.

 

وقال الهوان إن الضباط الستة هم الذين كانوا يتولون تدريبه طلية فترة عمله معهم، حيث خدعهم، ونجح في جلب أجهزة لاسلكية للمخابرات المصرية كانت حينها أحدث الأجهزة الاستخباراتية في العالم، كما أشار إلى تمكنه من تجنيد ضابط بالمخابرات الإسرائيلية لصالح مصر.

ووسط عدد من صفحات الجرائد التي كتبت قصته والنياشين والأوسمة والقلادات التي حصل عليها سرد الشوان لـ"MBC في أسبوع" قبل وفاته كيفيةَ تجنيد الموساد الإسرائيلي.

وقال الهوان "بعد تهجير أسرتي مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على محافظة السويس، والتي حوَّلتها إلى أطلال بعد نكسة 1967 كانت لي مستحقات مالية لدى رجل يوناني كان يعمل معي في الميناء، وعندما اشتدت بنا ظروف الحياة قررت السفر إلى اليونان للحصول عليها".

 

وأضاف الشوان الملقب بـ"قاهر الموساد": التقيت بجاك وأبراهام، وهما جنديان للموساد الإسرائيلي، ولم أكن أعرف هويتهما، وبعد لقاءات بيننا أعجبا بي جدا بسبب إجادتي لغات أجنبية عديدة، وبعد أن توطدت العلاقة بيننا عزماني في يوم على عشاء فاخر جدا، وطلبا مني صراحةً العمل معهما.

ولم يكن الأمر سهلا على الهوان، الذي قرر وهو على متن الطائرة في أثناء رحلة العودة لمصر بأن ينزل مباشرة إلى الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا لكي يبلغه بما حدث معه.

وأضاف في حديثه:" عندما نزلت من الطائرة وأنا ما زلت شابا في العشرينيات من العمر تساءلت كيف لي أن أقابل رئيس الجمهورية؟ وكيف سأصل إليه؟ وهنا قررت الذهاب إلى المباحث العامة في ميدان التحرير وسط القاهرة، وبعدها بثلاثة أيام وصلت منشية البكري، وقابلت هناك الرئيس عبد الناصر، ومنذ ذلك الحين أصبحت عميلا مزدوجا أعمل لصالح بلدي".

ويروي الشوان تفاصيل ذلك قائلا "قاموا بتدريبي على جهاز إرسال خطير يعتبر أحدث جهاز إرسال في العالم، يبعث بالرسالة خلال 5 ثوانٍ فقط.. وحصلت على الجهاز بعد نجاحي في اختبارات أعدوها خصيصا لي قبل تسليمي الجهاز".

وأكد الشوان في حواراته الصحفية أن أول رسالة أبعثها إلى إسرائيل بواسطة الجهاز الجديد هي "من المخابرات المصرية إلى رجال الموساد الإسرائيلي نشكركم على تعاونكم معنا طيلة السنوات الماضية عن طريق رجلنا جمعة الشوان، وإمدادنا بجهازكم الإنذاري الخطير، وإلى اللقاء في جولات أخرى".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز