عاجل
الثلاثاء 5 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات

ارتفاع «فاتورة خسائر» جيش الاحتلال

مع كل يوم جديد لقواته فى قطاع غزة، يتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلى خسائر كبيرة فى صفوفه وعتاده أمام صمود الشعب الفلسطينى ومقاومته، ورغم محاولاته التعتيم على خسائره، إلا أنه يضطر فى النهاية إلى الإعلان عنها محاولًا إخفاء أكبر قدر منها.



ووفقا للبيانات الرسمية للجيش الإسرائيلى – حتى مثول الجريدة للطبع – فإن الخسائر البشرية فى صفوفه من جنود وضباط بلغت 893 قتيلًا، بينهم 449 قتيلًا سقطوا منذ بدء التوغل العسكرى فى قطاع غزة، فيما بلغ عدد الإصابات  6099 مصابًا، بينهم 2800 إصابة، تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة والحرجة.

وتشمل تلك الإحصائيات القتلى والمصابين فى الحوادث التشغيلية - أى الذين سقطوا خلال حوادث بعيدة عن القتال مثل اصطدام مركبات أو انقلاب آليات أو خروج رصاص بطريق الخطأ خلال تنظيف الأسلحة وغيرها، إذ تؤكد العديد من التقارير الصحفية والاستقصائية أن الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى بصفوف الجيش الإسرائيلى أكبر مما يتم الإعلان عنه.

وفى تقرير لموقع «كلكاليست» فى وقت مبكر من الحرب فى أبريل 2024، أفاد بأنه من بين نحو 16.5 ألف جندى أصيبوا فى الحرب - رغم أن العدد المعلن وفقًا للبيانات الرسمية للجيش هو 6099 جنديًا مصابًا - يوجد 7300 جندى يعانون من أضرار نفسية جراء الحرب.

ووسط كل تلك الأرقام تختفى تمامًا أية بيانات عن الخسائر المادية للجيش من الخسائر فى الدبابات والمركبات والمعدات، إذ لا يتم الإعلان عنها فى أى محفل إعلامى أو أى بيان من جانب الجيش.

تصاعد حالات الانتحار

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تصاعد لافت فى معدلات انتحار الجنود داخل جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، إذ أفادت صحيفة «هآرتس» بانتحار جندى فى قاعدة عسكرية فى شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن تلك الواقعة هى الثالثة فى أقل من أسبوعين.

وبحسب «هآرتس»، فإن عدد المنتحرين من جنود الجيش الإسرائيلى منذ مطلع العام الجارى بلغ 15 جنديًا، لافتة إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى نهاية العام ذاته انتحر سبعة جنود، فيما أقدم واحد وعشرون جنديًا على الانتحار خلال عام 2024، علاوة على أن الحصيلة الإجمالية لحالات الانتحار فى صفوف الجيش منذ اندلاع الحرب على غزة ارتفعت إلى 43 حالة.

وفى تقرير سابق لهآرتس، أشارت إلى أنه منذ بداية الحرب، ازداد عدد الجنود الذين انتحروا أثناء الخدمة الفعلية مقارنةً بالسنوات السابقة، موضحة أن الجيش يرفض الإدلاء برقم رسمي لعدد حالات الانتحار منذ بداية العام.

ووفقًا لمصادر فى الجيش، فإن تحليل الحالات أظهر ارتفاع حالات الانتحار المرتبطة بالتعرض لأحداث قتالية منذ بداية الحرب، ما يعنى أن نسبة كبيرة من المنتحرين تعرضوا لحوادث قتالية شديدة، مما أثر على حالتهم النفسية على ما يبدو.

كما لفتت إلى أن الإحصائيات التي ينشرها الجيش لا تشمل الجنود الذين انتحروا بعد التسريح الخدمة، منوهة إلى رصد انتحار ما لا يقل عن 11 مدنيًا منذ بدء الحرب بسبب مشاكل نفسية، ناجمة على ما يبدو عن خدمتهم العسكرية. 

ويأتى هذا فى ظل صمت عن تفشى «الاضطرابات النفسية» بين جنود الاحتلال، وهى التي أدت إلى ارتفاع معدلات الانتحار. 

وفى تحقيق أجراه موقع «هماكوم»، أكد أن جيش الاحتلال يرفض الكشف عن أية بيانات توثق الصورة الكاملة للأذى النفسى الذي يتعرض له الجنود، والإبلاغ عنها. 

وفقًا للبيانات التي قدمها الجيش الإسرائيلى، فى الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و6 أكتوبر 2024، فقد حصل 5471 مجندًا على إعفاء دائم من الخدمة لأسباب نفسية. 

وخلال عام من الحرب منذ بدايتها، قدّم جيش الاحتلال بياناتٍ تفيد بأن 6,154 جنديًا (6,057 منهم فى الخدمة الفعلية و97 فى الاحتياط) خضعوا لـ«استبعاد مهني» وتغيير فى مهامهم لأسباب نفسية. 

ووصف الجنود نظام الصحة النفسية بـ«المُعقّد»، والذي لا يُقدّم استجابة كافية لمن يشكون من ضائقتهم. 

وفى شهر مايو الماضى، كشف تحقيق لصحيفة هآرتس أن الجيش يخشى من إجراء فحوصات نفسية للجنود، تجنبًا لـ«فتح باب المشاكل» ما سيجعله يسرح الآلاف من الجنود ويظل بدون قوى بشرية.

وفى ظل هذا الإجراء، أكدت الصحيفة أنه أعيد تجنيد المئات من الجنود المصابين بأمراض نفسية، وبعضهم يعانى من إعاقة ذهنية تامة.

نقلاً من صحيفة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز