عاجل
الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

"بنت بـ100 راجل".. قصة "إيمان" تتفوق على ظروفها وتتصدر أوائل الجمهورية في التعليم الزراعي

إيمان صلاح الأولى على الدبلومات الفنية بالشرقية
إيمان صلاح الأولى على الدبلومات الفنية بالشرقية

داخل منزل متواضع في الحي العاشر بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، علت الزغاريد، وارتسمت على الوجوه ابتسامة لا يعرفها إلا من ذاق مرارة الكفاح، بطلة المشهد "إيمان صلاح عبادي أحمد مصطفى" الطالبة التي تحدت كل الصعاب، لتتربع على قمة أوائل الجمهورية في دبلوم المدارس الثانوية الفنية الزراعية، نظام الثلاث سنوات، تخصص "فني الصناعات الغذائية "عجائن ومخبوزات"، بعد أن حصدت 561 درجة بنسبة 95.8% بمدرسة سلطان العويس للتعليم والتدريب المزدوج.



 

 لم تكن "إيمان" مجرد طالبة متفوقة، بل فتاة عصامية كتبت قصتها بنفسها، وعبرت كل الحواجز دون انتظار دعم مادي أو مساندة خارجية، والدها يعمل مشرف أمن، ووالدتها تكد في مصنع كوالين، ورغم ضيق الحال، لم تسمح إيمان لنفسها أن تكون عبئًا، بل تحملت المسؤولية حتي تكون يد بيد لأسرتها متوسطة الحال وقررت أن تُنفق على دراستها من عرق جبينها حتي تخفف عن كاهل والديها.

 

منذ مراحل التعليم الأولى، كانت تعمل في مصنع أغذية ملحق بالمدرسة مقابل أجر بجانب الدراسة، ثم ما إن أنهت الثانوية حتى التحقت بمصنع أحذية بالمنطقة الصناعية الثالثة، سعيًا لتأمين مصاريف كليتها القادمة، دون أن تنتظر شيئًا من أحد بحسب روايتها لـ "بوابة روزاليوسف". 

 

تحكي والدتها "بنتي دي عمرها ما طلبت جنيه مننا، بالعكس، كانت دايمًا بتشتغل وتصرف على نفسها، لما نحاول نديها حاجة تقول: معايا ومش محتاجة، شالت عنا، ورفعت راسنا".

 

 

 تميزت إيمان بقدرة نادرة على التوازن بين العمل والدراسة رغم صغر سنها، فكانت تذاكر بجدية وتساعد في شؤون المنزل، وترعى إخوتها، ولم تكن تترك دروسها تتراكم بل كانت تستيقظ فجرا تؤدي صلاة الفريضة ومن ثم تبدأ بمذاكرة دروسها أولًا بأول، من أجل تحقيق هدفها الذي وضعته نصب عينيها منذ البداية: "كنت أقدر أدخل ثانوي عام، لكن اخترت التعليم الزراعي الفني بإرادتي، وقلت لنفسي من أول يوم: هدفي أكون من أوائل الجمهورية، وفعلاً وصلت لدا بعد تعب ومجهود كبير جدا".

 

اللافت في مسيرة إيمان أنها لا تلتفت لما يشغل جيلها وزميلاتها بالمدرسة من مواقع التواصل الاجتماعي، فلا وقت تضيع فيه، تقول والدتها: "ملهاش في الفيس، وملهاش أصحاب كتير، يومها كله بيتقسم بين الشغل والمذاكرة ومساعدتي في البيت بعد ما ترجع من الشغل، حتى مدرسينها بيشكروا فيها وفي أخلاقها واحترامها".

 

 "ناصر وصفي" رئيس قسم الصناعات الغذائية بالمدرسة، قال في حديثه ل "بوابة روزاليوسف": "إيمان من النماذج المشرفة، طالبة مجتهدة جدًا، معتمدة على نفسها بالكامل، وتستحق كل تكريم وكانت دائما أمام أعيننا وكنت واثقين أنها هتكون من الأوائل".

 

لا تقف طموحات إيمان عند حدود التفوق الدراسي، بل تطمح للالتحاق بكلية الزراعة، وتحلم بأن تصبح "دكتورة تغذية أو مهندسة في مجالها"، لتثبت كما تقول: "إن التعليم الفني مش أقل من أي تعليم تاني، وإن اللي عنده عزيمة وإصرار يقدر يحقق أي حاجة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز