
طوارئ فى الأحزاب استعدادا لاستحقاق الجمهورية الجديدة
الطريق إلى البرلمان

كتبت - زينب ميزار
فى لحظة سياسية محورية من عمر الجمهورية الجديدة، أعلنت عدة أحزاب سياسية مصرية دخولها مرحلة التعبئة والاستعداد الكامل لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، برؤية جديدة وبرامج انتخابية طموحة تُلامس احتياجات المواطن المصري، وتستند إلى مبادئ الشفافية والتمكين والتنوع.
وفى التقرير التالى نستعرض لكم أبرز جهود واستعدادات الأحزاب لخوض المعترك الانتخابى.
الإصلاح والنهضة: برامج قابلة للتطبيق.. ونواب حقيقيون لا واجهات
من داخل أروقة حزب الإصلاح والنهضة، كان المشهد واضحًا: غرفة عمليات، اجتماعات متواصلة، وملفات تنظيمية شارفت على الاكتمال.
الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس الحزب، أعلن أن حزبه بات فى المرحلة النهائية من الاستعدادات، مؤكدًا أن لجنة الانتخابات المركزية بالحزب أنهت الجزء الأكبر من خطتها، وأن الحزب سيتقدم بمرشحين من مختلف المحافظات.
لكن الملفت فى الطرح، كما يؤكد عبد العزيز، هو التركيز على «التنوع الجغرافى والمهنى والعمري»، فليس الهدف التمثيل الشكلي، بل خلق برلمان يعكس واقع المصريين.
وأضاف أن الحزب سيخوض الانتخابات برؤية متكاملة تتناول الملفات التي تؤرق المواطن: المعيشة، العدالة الاجتماعية، التشريعات الاقتصادية، الصحة، التعليم، والتنمية المستدامة.
البرنامج الانتخابى للحزب، كما يوضح، ليس نظريًا، بل تمّت بلورته من خلال ورش عمل وحوارات مجتمعية بمشاركة الشباب والخبراء وممثلى القطاعات الحيوية.
ويشدد عبد العزيز على أن “الحزب لا يسعى لمقاعد بقدر ما يسعى إلى أداء رقابى وتشريعى يُترجم طموحات الناس إلى واقع”.
المصريين الأحرار: «برلمان الجمهورية الجديدة».. رؤية لا شعار
وفى حزب المصريين الأحرار، تتصاعد وتيرة التحضيرات تحت عنوان «برلمان الجمهورية الجديدة»، وهو عنوان البرنامج الانتخابى للحزب، الذي لا يراه رئيسه، الدكتور عصام خليل، مجرد شعار، بل تجسيدًا لرؤية وطنية شاملة.
خليل يؤكد أن حزبه يتحرك بثقة نحو برلمان يمثل الناس بصدق، لا ينعزل عن همومهم، ولا يتقاعس عن مهامه الدستورية.
ويضيف: «نخاطب كل مصري يؤمن بعظمة وطنه.. ندعو لبرامج قابلة للتنفيذ، لا شعارات جوفاء، ونفتح الطريق أمام قيادات شابة تؤمن بأن مصر درة الأوطان».
ويشير إلى أن البرنامج سيتناول ملفات محورية تشمل الإصلاح الاقتصادي، الحماية الاجتماعية، تمكين الفئات المهمشة، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، مؤكدًا أن الحزب جاهز لغرفتى البرلمان، وأن «المعركة الانتخابية ليست استحقاقًا عاديًا، بل لحظة تاريخية لبناء جمهورية قوية حديثة».
الجيل الديمقراطى: مصر مصنع العالم.. وبرلمان من رحم الشعب
على الجانب الآخر، أعلن ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، حالة الاستنفار الكامل داخل الحزب.
الاجتماعات لا تتوقف، واللجان التنظيمية تنشط فى كل المحافظات لاختيار مرشحين يتمتعون بالكفاءة والقبول الشعبي.
ويضيف الشهابى أن الحزب يُنظّم حاليًا برامج تدريبية مكثفة لمرشحيه، تركز على المهارات التشريعية والرقابية، والتواصل مع المواطنين، مؤكدًا أن النائب يجب أن يكون ممثلًا حقيقيًا عن دائرته لا واجهة إعلامية.
برنامج الجيل الديمقراطى الانتخابي، كما يطرحه الشهابى ينادى بتحقيق الاكتفاء الذاتى فى الغذاء والدواء والملبس، وتطوير الصناعة والزراعة، وتحويل مصر إلى «مصنع عالمي».
ويشمل البرنامج أيضًا قضايا التعليم والصحة والمشروعات الصغيرة وتوفير فرص العمل.
العربى الناصرى: العدالة الاجتماعية أولويتنا.. وتمكين الشباب خيار استراتيجى
أما فى الحزب العربى الناصري، فقد أعلن الدكتور محمد أبو العلا عن تشكيل لجنة مركزية لاختيار مرشحى الحزب، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس الجدية فى خوض الانتخابات وفقًا لثوابت الحزب الوطنية.
ويضع الحزب فى صدارة أولوياته، بحسب أبو العلا، الالتزام الحقيقى بتنفيذ برنامجه السياسى الذي يتصدره مبدأ العدالة الاجتماعية، وهو جوهر المشروع القومى الناصري.
وتُعنى اللجنة بدراسة السير الذاتية للمرشحين، مع التركيز على قدراتهم فى التواصل وخدمة المواطنين.. والحزب، كما يؤكد أبو العلا، هو جزء فاعل من تحالف الأحزاب المصرية، المكوَّن من 42 حزبًا، وأن خوض الانتخابات سيكون ضمن تنسيق وطني يضمن وحدة الصف وتكامل الأدوار.
ولعل أبرز ما يطرحه الحزب هو تمكين الشباب، عبر الدفع بكوادر شبابية ذات فكر معاصر، وتجديد دماء الحياة السياسية. ويشدد أبو العلا على أن حزبه سيظل داعمًا للدولة، ويؤمن بأن استقرار الوطن هو الأساس لأى إصلاح شامل، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا.
«هنشارك علشان بلدنا»
«روزاليوسف» ترصد طموحات الشباب مع قرب الاستحقاقات البرلمانية
كتب - محمد السيد
المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية لم تعد مجرد حق يكفله الدستور، بل أصبحت واجبًا وطنيًا يعكس وعى المواطن وحرصه على المساهمة فى صناعة القرار وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وتطورًا.
وفى هذا السياق، رصدت «روزاليوسف» آراء عدد من المواطنين، لا سيما من فئة الشباب، حول رؤيتهم لهذا الاستحقاق المرتقب، وتطلعاتهم لما ينبغى أن يكون عليه المشهد السياسى فى المرحلة المقبلة.
يقول محمد حماد، طالب بكلية الحقوق جامعة طنطا، والبالغ من العمر 20 عامًا:
«الانتخابات تمثل فرصة حقيقية لتجديد الدماء داخل الساحة السياسية المصرية. نحتاج إلى وجوه جديدة تتمتع بالخبرة والفهم العميق لمتطلبات المواطن المصري. نأمل أن نرى من يتحدث بصوت الشعب وينقل همومه بصدق إلى صناع القرار».
من جانبه، يرى مصطفى السماحى، طالب بكلية الآداب، أن الوعى السياسى يبدأ من المتابعة الدقيقة، وهو ما يحرص عليه من خلال متابعته المستمرة لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، قائلًا:
«أؤمن بأن نشر الوعى الانتخابى بين الأصدقاء والعائلة جزء لا يتجزأ من الممارسة الديمقراطية. الصوت الانتخابى ليس فقط حقًا، بل هو أمانة ومسؤولية».
أما غادة رمضان، الطالبة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فقد ربطت مشاركتها السياسية بتاريخ من التفاعل الوطني بدأ بعد ثورة 30 يونيو، مشيرة إلى أن عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي منحها إحساسًا بالحرية والكرامة فى اختيار من يمثلها.
وقالت: «أتمنى أن يستشعر كل مواطن هذه النعمة، وأن نبحث بعناية عن الشخص الذي يستحق فعلًا أن يمثل صوت الناس تحت قبة البرلمان».
وفى نفس السياق، أعربت منار محمود، الحاصلة على ليسانس حقوق، عن قناعتها بأهمية الدور الذي يلعبه مجلس الشيوخ، معتبرة أن تأثيره يطال جميع فئات الشعب، مؤكدة: «التصويت ليس مجرد إجراء روتينى، بل هو قرار مصيرى مرتبط بمستقبل أبنائنا».
من جانبه، تحدث أحمد فكرى، خريج حقوق من جامعة المنصورة، قائلًا:
«هشارك علشان بناء البلد»، وأضاف بثقة أن الانتخابات القادمة ستكون الأفضل، لما يتوقعه من انخراط شباب يمتلكون أفكارًا وطنية حقيقية، وحرصًا على التغيير الإيجابى من خلال العمل السياسى المسؤول.
ويرى محمود جمال، طالب بكلية التربية بجامعة المنصورة، أن مجلس الشيوخ يضطلع بدور محورى فى صياغة السياسات العامة، مؤكدًا أهمية الدراسة الدقيقة والتشريعات المتأنية التي تمر بمراحل نقاش مستفيضة بإشراف خبراء من مختلف التخصصات. وقال:
«المشاركة مسؤولية كبيرة تبدأ من الإدلاء بالصوت وتنتهى عند اختيار نائب يستحق الثقة».
أما حسن الدكرورى، خريج تجارة، فقد شدد على أن التصويت واجب وطني لا يمكن التهاون فيه، قائلًا: «لن أسمح لأحد أن يختار نيابة عنى، مشاركتى هى مساهمتى الحقيقية فى صناعة مستقبل بلدى».
فى هذا الإطار، أوضح الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، أن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية ليست فقط حقًا، بل مسؤولية وطنية تفرضها مقتضيات المرحلة، مشيرًا إلى أن المواطن الواعى يدرك أن غيابه يفسح المجال لمن لا يمثل طموحاته. وقال: «تمثيل حقيقى للإرادة الشعبية لن يتحقق إلا عبر مشاركة فعّالة. غيابنا عن المشهد يخدم فقط من يعرقل مسيرة الإصلاح».
وأضاف أن المرحلة التي تمر بها مصر تتطلب تلاحمًا وطنيًا من جميع الأطراف، مشددًا على أن صوت المواطن هو السلاح الحقيقى فى معركة التنمية والإصلاح.
أما الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، فقد سلط الضوء على أهمية إشراك الشباب والنساء فى العملية السياسية، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الدولة فى هذا الإطار من خلال برامج إعداد القادة والمؤتمرات الشبابية، مؤكدًا أن الشباب ليسوا فقط «مستقبل الوطن» بل هم «حاضره القوى»، القادر على صنع التغيير الفعلى.