عاجل
الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
موسم بيع الفنكوش

موسم بيع الفنكوش

يلجأ العديد من التجار إلى عدة حيل مختلفة، بهدف جذب المواطنين من أجل إنعاش حركة البيع والشراء، وتزداد هذه الحيل والأساليب التسويقية والترويجية بعد انتهاء كل فصل من فصول السنة "صيف، خريف، شتاء، ربيع"، بالإضافة إلى الأعياد والمناسبات، حيث يقوم أصحاب المحال التجارية بالإعلان عن تخفضيات وخصومات متنوعة، هناك من يجذب الزبائن باللافتات على واجهات المحلات، وهناك من يروج لمنتجاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدماً عبارات وشعارات جاذبة للزبائن ومنها: بنصف الثمن، اشتري واحدة واحصل على الأخرى مجاناً، وغيرها من الكلمات والشعارات التسويقية.



 

في ظل ارتفاع الأسعار تُعد "الأوكازيونات"محط أنظار المستهلكين، وتحديدًا أصحاب الدخل المحدود والمتوسط، وقد تبدو مواسم التخفيضات والخصومات وكأنها طوق نجاة لهم، حيث يمكن من خلاله تلبية بعض احتياجاتهم الأساسية أو اقتناء سلع كمالية بعيدة المنال، خاصة أمام التحديات الاقتصادية التي يواجهونها في أمورهم الحياتية، بالإضافة إلى زيادة أعباء المعيشة، مما دفع المواطن إلى البحث واللجوء الى أماكن التخفيضات والعروض الخاصة ببعض السلع والمنتجات.

 

تتفاوت مصداقية أصحاب المحلات في نسب الخصومات التي يقدمونها، منهم من يقوم بكتابة سعر مرتفع على السلعة وبجانبة السعر بعد الخصم، وأحياناً يكون الخصم ضئيل مقارنة بسعره الأساسي، وهناك من يقدم العروض الوهمية تحت شعار "المجانية" بهدف شد الإنتباه وجذب أنظار المستهلك نحو منتجاته، حيث يكتب اشتري قطعتين والثالثة مجاناً، وعندما تتحقق من سعر القطعتين "العرض المقدم" تكتشف أن سعر القطعة المجانية موزع سعرها على باقى القطع الأخرى، حيل ومحاولات من قبل بعض التجار للتغلب على حركة ركود المبيعات.

فى حين يقوم بعض أصحاب المحلات خلال موسم "الأكازيونات" بتقديم تخفيضات حقيقية وملموسة يشعر بها المستهلك، حيث يقوم أصحاب المنتجات بوضع هامش ربح بسيط على سعر تكلفة المنتج، وآخرون يكتفون بما حققوه من مكسب طوال الموسم ويقوموا بطرح منتجاتهم وبيعها بسعر المصنع، وهناك تجار يسوقون سلعهم ومنتجاتهم بأسعار زهيدة، نظرا لخوفهم من تلفها أو ركودها خصوصاً البضائع المرتبطة "بموديل" العام.

تتنوع مواسم التخفيضات على سبيل المثال في وقت الأعياد، تُلاحظ قبلها بأيام الإعلان عن تخفيضات كبيرة على الأدوات المنزلية والسلع التي تستخدم في الضيافة، بالإضافة إلى الملابس والأحذية ومستلزمات الأطفال، بهدف تشجيع الأسر على شراء احتياجاتهم. أيضا فاعلية الجمعة البيضاء والسوداء مظهر من المظاهر العالمية التي لا ترتبط بموسم او مناسبة معينة، إلا أنها أصبحت مناسبة رئيسية للتخفيضات الضخمة بمجتمعاتنا العربية، كما أصبحت نهاية العام وبداية عام جديد ضمن مواسم الأوكازيونات، بالإضافة إلى الموسم الشتوي والصيفي، الكل يسعى لزيادة القوة الشرائية، بهدف تصريف بضائعه المخزنة والمتبقية من المواسم السابقة، مما يضمن لأصحاب البضائع سيولة نقدية .

ختاماً.. "بيع كثير واكسب قليل" شعار يحمل بين ثناياه معاني ومفاهيم كثيرة منها: الرضا بالقليل وقبول ما قسمه الله لكل فرد ، بالإضافة إلى انه يساهم في زيادة قاعدة العملاء وحجم المبيعات، وغيرها من فوائد متعددة تصب في صالح التاجر والمستهلك معاً، حيث تجد الكل مستفيد، فالتاجر يتمكن من بيع بضائعه، والمواطن لا يشعر بالاستغلال أو عبء الشراء، كما أنها تلعب دوراً حيوياً في إثراء الحركة الاقتصادية بالأسواق المصرية.

أخيراً.. طالما من الممكن والمتاح منح المستهلك هذه العروض الهائلة من التخفيضات والخصومات على العديد من المنتجات، فما الداعي إذن لبيعها بأسعار خيالية باقي أيام السنة، أعتقد لو استمر "الأوكازيون" دون التقيد بموسم أو مناسبة، فسوف تنتعش حركة البيع طوال العام، لذا أتمنى أن تطبق هذه الفكرة بخصومات حقيقية ملموسة، وليست على نظام التخفيضات الوهمية "الفنكوش" والذي يُبنى على أقوال وشعارات ليست لها أي علاقة بالواقع والحقيقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز