"صوت العقل في زمن الضجيج: المهندس إيهاب محمود يتحدث عن أمل الإصلاح السياسي مع اقتراب الانتخابات"

وسط مشهد سياسي يعج بالتحديات، ورغبة شعبية جامحة في استعادة الثقة بين المواطن وصندوق الاقتراع، يطل المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي، برؤية تحمل طابعًا مختلفًا عن السائد، حيث يجمع بين المعرفة العميقة بالملفات الاقتصادية والوعي الكامل بطبيعة التحولات السياسية التي تشهدها البلاد.
في حديثه الذي يأتي قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات، لم يكن المهندس إيهاب محمود يعيد ترديد الشعارات التقليدية، بل رسم بخطاب عقلاني خارطة طريق تستند إلى الواقع وتراهن على وعي المصريين، مؤكدًا أن الحياة السياسية في مصر تحتاج إلى جرعة من الشجاعة الفكرية، ومصارحة حقيقية بين المرشح والناخب، قائمة على الحقائق لا على الوعود الهلامية.
يرى المهندس إيهاب أن الحياة السياسية ليست مجرد سباق إلى المقاعد، بل مسؤولية وطنية تتطلب أن يتحول البرلمان إلى ساحة حقيقية للنقاش والتشريع والرقابة، بعيدًا عن المجاملات والانتماءات الضيقة. ويشدد على أن الإصلاح السياسي لا ينفصل عن الإصلاح الاقتصادي، فالعدالة الاجتماعية، وحماية الطبقة المتوسطة، ودعم الشباب، وتحفيز الاستثمار، لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مناخ سياسي نزيه وشفاف.
وفي وقت يشهد فيه الشارع حالة من الترقب وربما الفتور تجاه المشاركة السياسية، يراهن إيهاب محمود على فئة الشباب باعتبارها الأقدر على كسر حاجز الإحباط، مشيرًا إلى أن التغيير لا يأتي من الخارج، بل يبدأ من صناديق الاقتراع، ومن اختيار وطني واعٍ لمن يمثل الناس بحق، ويدافع عن أحلامهم بجرأة وضمير حي.
الملفت في رؤية المهندس إيهاب محمود أنها لا تتوقف عند حدود النقد، بل تمتد إلى تقديم حلول مدروسة ومقترحات عملية يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة. فهو يتحدث بلغة الاقتصادي عن ضرورة إعادة هيكلة الإنفاق العام وترشيد الدعم الموجه لغير مستحقيه، ويتحدث بلغة المواطن عن غلاء الأسعار وأزمات المرافق والخدمات، ويتحدث بلغة السياسي الوطني عن أهمية استقلال القرار البرلماني واحترام الدستور.
ويؤكد المهندس إيهاب أن مصر بحاجة اليوم إلى طاقة جديدة داخل البرلمان، طاقة تمتلك الخبرة لا الشعارات، والإرادة لا التردد، والقدرة على خلق التوازن بين الحقوق والواجبات، بين المطالب الشعبية والمصلحة العامة، بين الأحلام والطموحات.
حديثه لم يكن موجهًا فقط إلى جمهور الناخبين، بل حمل رسالة إلى كافة الفاعلين في الحياة السياسية: أن الوقت قد حان لتجديد الخطاب، ولضخ دماء جديدة في شرايين العملية السياسية، قادرة على التعامل مع متغيرات العصر وتحديات المرحلة.
وفي ختام حديثه، وجه إيهاب محمود رسالة ضمنية لكل من يشعر بالإحباط أو العزوف عن المشاركة، قائلًا: "من لا يصوّت اليوم لا يحق له الشكوى غدًا. الوطن لا يُبنى بالتمني، بل بالإرادة والمشاركة. وعلينا أن نختار من يعبر عنا، لا من يتكلم بدلًا منا".
وبين سطور هذا الخطاب، تتجلى صورة واضحة لرجل يدرك تمامًا أن العمل السياسي ليس ترفًا، بل التزامًا حقيقيًا تجاه الوطن والمواطن، وأن البرلمان ليس منبرًا للكلمات، بل منصة للفعل والتغيير.
تسجيلي