عاجل
الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
القدس عربية
البنك الاهلي

   نيويورك تايمز: هجمات إسرائيل على غزة ومناطق أخرى تعزز عزلتها وتزيد من ازدراء العالم لها

هجمات إسرائيل
هجمات إسرائيل

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الهجمات المتواصلة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ومناطق أخرى أدت إلى تعميق عزلتها الدولية وتوسيع رقعة الانتقادات العالمية الموجهة إليها.



 

وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير تحليلي إن ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العسكري المتواصل وغير المُبرر على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، رسخ صورة إسرائيل كمنبوذة حيث تُتهم قيادتها بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب، وينظر إليها بعض قادة العالم بازدراء، مشيرة إلى أنه في استطلاعات الرأي العالمية، يُبدي معظم الناس نظرة سلبية تجاه إسرائيل.

 

وأضافت أنه في غزة، خلفت الحرب ضد حماس خسائر فادحة، إذ أودت بحياة عشرات الآلاف وخلفت أكثر من مليون شخص بلا مأوى وجائع بينما دُمّرت أجزاء كبيرة من القطاع، وتفشى الفقر واليأس.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أفعال إسرائيل حطمت إجماعا راسخا من الحزبين في الولايات المتحدة للدفاع عنها حيث أصبح الآن دعم إسرائيل قضية خلافية حادة في الكونجرس، وموضوعًا لنقاشات غاضبة واحتجاجات في الجامعات، ويغذي تصاعدًا في الحوادث المعادية لإسرائيل في الولايات المتحدة وحول العالم.

 

وتابعت الصحيفة أنه داخل إسرائيل، أثّر قرار إعطاء الأولوية للانتصارات العسكرية على عودة الرهائن سلبًا على كثيرين كما أن عشرين شهرًا من القتال في جميع الاتجاهات كانت لها عواقب وخيمة.

 

ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل خلقت موجة جديدة من الرأي العام العالمي المنتقد لأهدافها وأساليبها بينما يشعر العديد من الإسرائيليين الآن بالتهديد وهم في الخارج، موضحة إنه في أحد أيام السبت الأخيرة، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في ساحة راسل بوسط لندن حيث كانت رسالتهم: "أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا تسليح إسرائيل. أوقفوا تجويع غزة".

 

ونظمت المسيرة حملة التضامن مع فلسطين ، التي تأسست عام 1982 حيث صرح بن جمال، مدير الحملة، بأن أفعال إسرائيل قد عززت جهودها لعزل إسرائيل عن ديمقراطيات العالم وإجبارها على تغيير سلوكها من خلال حملات المقاطعة والدعوات لسحب الاستثمارات.

 

كما أعلنت شركة بريطانية تدير سلسلة متاجر بقالة تعاونية، وهي إحدى أكبر الشركات هناك، الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن استيراد المواد من إسرائيل، لتضيفها إلى قائمة الدول المارقة.

 

وفي استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث شمل 24 دولة حول العالم ونُشر الشهر الماضي، تصاعدت الآراء السلبية تجاه إسرائيل بشكل حاد حيث قال أكثر من نصف المشاركين في 20 دولة إن لديهم وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل. وفي ثماني دول - أستراليا، واليونان، وإندونيسيا، واليابان، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا - أعرب أكثر من 75% عن هذا الرأي.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن التحركات الإسرائيلية طالت أيضا الضفة الغربية حيث شجعت حكومة نتنياهو المستوطنين الإسرائيليين على التعدي على أراضٍ تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وشهدت المنطقة تصاعدًا في عنف المستوطنين المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين كما شنّ الجيش الإسرائيلي أشد حملة قمع في الضفة الغربية منذ جيل، حيث نفذ غارات مدمرة، أسفرت عن مقتل المئات واعتقال الآلاف.

 

ومن ناحية أخرى، تكشف استطلاعات الرأي عن الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمة بين الإسرائيليين، ففي أحد الاستطلاعات، قال ثلثا الإسرائيليين إنهم يريدون إنهاء الحرب في غزة بتسوية يمكن أن تعيد الرهائن إلى ديارهم.

 

وفي الولايات المتحدة، أعرب 46% فقط من الأمريكيين في أحدث استطلاع أجرته مؤسسة جالوب عن دعمهم لإسرائيل، وهو أدنى رقم منذ أن بدأت المؤسسة طرح هذا السؤال قبل ربع قرن بينما أعرب ثلث المشاركين في الولايات المتحدة عن تعاطفهم مع معاناة الفلسطينيين، مقابل 13% فقط في عام 2003.

 

وفي جميع أنحاء العالم، تجلى الغضب من أفعال إسرائيل في غزة في احتجاجات سلمية تطالب بإنهاء الحرب، بالإضافة إلى إشادة بهجمات حماس. وقبل 7 أكتوبر 2023 بوقت طويل، كانت إسرائيل هدفًا لإدانة دولية رسمية.

 

وعلى مدى عقود، أصدرت الأمم المتحدة عشرات القرارات التي تنتقد إسرائيل لكن الإدانة اشتدت، حيث دعت المنظمات الدولية وقادة العالم إسرائيل مرارًا وتكرارًا إلى كبح جماح جيشها وإنهاء الحرب في غزة.

 

وفي عام 2024، اعترفت إسبانيا والنرويج وأيرلندا رسميًا بدولة فلسطينية، في لفتة حادة، وإن كانت رمزية إلى حد كبير، تهدف إلى الضغط على إسرائيل لوقف القتال. وقد أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ينوي القيام بالمثل قريبًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز