
قبل مونديال 2026.. تنظيم أمريكا لكأس العالم للأندية حاليا يثير القلق

يوسف ناصر
تُقام بطولة كأس العالم للأندية 2025 لأول مرة في الولايات المتحدة بنظامها الجديد الذي يضم 32 فريقًا، وسط اهتمام عالمي باعتبارها “البروفة الكبرى” قبل استضافة أمريكا لكأس العالم 2026.
لكن النسخة الحالية لم تَخلُ من الانتقادات، بعد سلسلة من المشكلات التنظيمية التي ألقت بظلالها على مستوى البطولة، بدايةً من الأحوال الجوية المتقلبة، وحتى التوقيتات الصعبة للمباريات وتفاوت الحضور الجماهيري.
واحدة من أبرز الأزمات كانت في مباراة تشيلسي ضد بنفيكا، والتي توقفت لأكثر من ساعتين بسبب عاصفة رعدية، مما أجبر الفريقين على الانتظار طويلًا وسط اعتراضات كبيرة من المدرب إنزو مارسكيا، الذي وصف التنظيم بأنه غير مرن ويفتقد لحلول الطوارئ.
الموقف نفسه تكرر في مباراة الأهلي المصري ضد بالميراس، والتي شهدت توقفًا بسبب سوء الأحوال الجوية حين كانت النتيجة تشير إلى تقدم بالميراس 2-0. توقفت المباراة في الدقيقة 60، ثم استؤنفت دون تغيير في النتيجة، وسط تأثر واضح في الأداء بسبب فقدان التركيز والضغط الزمني.
بعيدًا عن العواصف، أبدت بعض الأندية وخاصة نادي مونتيري المكسيكي تحفظه على توقيت بعض المباريات، خاصة تلك التي أُقيمت في أجواء شديدة الحرارة. المدرب "دومينيك تورنت" أشار في تصريحات إعلامية إلى أن "اللعب في درجات حرارة تتجاوز 35 مئوية لا يساعد على تقديم كرة قدم حقيقية"، مؤكدًا أن مثل هذه القرارات تؤثر على سلامة اللاعبين وجودة الأداء داخل الملعب
الجماهير أيضًا كانت جزءًا من النقاش. فبينما شهدت مدن مثل ميامي وأتلانتا حضورًا كبيرًا في مباريات فرق مثل مباراة الافتتاح بين النادي الأهلي المصري ونادي إنتر ميامي الأمريكي المستضيف، وعانت مدن أخرى من مدرجات شبه خالية، في مشهد لا يتماشى مع بطولة بهذا الحجم. البعض أرجع ذلك إلى ضعف الترويج الداخلي، واعتماد المنظمين على الحضور الجماهيري من الجاليات فقط.
ورغم هذه التحديات، تلقى بعض جوانب التنظيم إشادة مثل توفير المرافق الحديثة في مقرات إقامة الفرق، وسهولة التنقل بين المدن، مما يعكس وجود بنية تحتية جيدة، لكنها لا تزال بحاجة إلى استغلال وتنظيم أفضل.
هذه التجربة تفتح تساؤلًا كبيرًا قبل تنظيم كأس العالم للمنتخبات في 2026: هل ستنجح أمريكا في استيعاب ضغوط البطولة الأكبر في العالم؟ أم أن ما حدث في مونديال الأندية مجرد إنذار مبكر بوجود خلل يجب معالجته سريعًا؟