عاجل
السبت 26 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ثورة 30 يونيو
البنك الاهلي

من نافذة المنزل.. كنت أُشاهد ثورة

ثورة ٣٠ يوليو
ثورة ٣٠ يوليو

في الثلاثين من يونيو عام 2013، كنت طفلة لم تتجاوز العاشرة من العمر.



 

كنت أجلس مع عائلتي داخل منزلنا، أبي وأمي وأختي ذات الثالثة عشرة عامًا، وأخي الصغير الذي لم يُكمل عامه الرابع بعد.

 

لم نكن في الميادين، لكننا كنا نتابع كل شيء من خلف الشاشات، ومن خلف نافذة تطل على العالم الذي كان يتغير.

 

كان أبي متسمّرًا أمام التلفاز، عينيه لا تفارقان الشاشة، صوت المذيعين يرتفع، وصور الحشود تمتلئ بها كل القنوات. كنت صغيرة لا أفهم تمامًا ما يحدث، لكني شعرت أن هناك أمرًا كبيرًا يدور في الخارج، أكبر من قدرتي على الفهم، لكنه قريب جدًا من قلبي.

 

أمي كانت تشرح لأختي ما يدور، وأختي بدورها كانت تطرح أسئلة كثيرة.

 

أما أنا، فكنت أراقب وجوههم جميعًا. كنت ألتقط ملامح القلق، ملامح الترقب، وموجات من الأمل تُخفيها نظرات صامتة.

 

في لحظة ما، سمعت من النافذة هتافات قادمة من بعيد. كان الناس يرددون: "ارحل"، "الشعب يريد"، وكانت تلك أول مرة أشعر فيها بقوة صوت الناس. لم أكن أفهم السياسة، لكنني كنت أُدرك أن الشعب قرر أن يقول كلمته، وأن شيئًا ما في الوطن يتحرك.

 

قال لي والدي يومها جملة لم أنسها حتى الآن: "مصر تتغير اليوم، يا ابنتي".

 

لم أفهم معناها وقتها، لكني كلما كبرت، بدأت أعي كيف تكون اللحظة الصغيرة التي نعيشها، هي في الحقيقة منعطف تاريخي كبير.

 

بالنسبة لي، لم يكن يوم 30 يونيو مجرد حدث في الأخبار، بل كان أول احتكاك بيني وبين فكرة الوطن. لم أكن في الميدان، لكنني كنت هناك.. أتابع، أستمع، وأحفظ كل شيء في ذاكرتي الصغيرة.

 

ثورة 30 يونيو، رأيتها بعين الطفلة، وشعرت بها بقلب البنت التي كانت تتعلم كيف تُحب بلدها، من نافذة منزلها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز