ثورة 30 يونيو.. إرادة شعب وإنقاذ وطن

في مثل هذا اليوم من كل عام، يستعيد المصريون ذكرى واحدة من أبرز اللحظات الفارقة في تاريخهم الحديث، وهي ثورة 30 يونيو 2013، حين خرجت الملايين في مشهد شعبي غير مسبوق، مطالبين باستعادة الوطن من براثن الفوضى والانقسام، وإنقاذ الدولة من الانهيار.

ثورة تصحيح المسار

لم تكن 30 يونيو مجرد احتجاج على حكم جماعة، بل كانت صرخة مدوية أطلقها شعب أدرك أن هويته الوطنية في خطر، وأن مقدراته تدار لصالح فئة تسعى للتمكين على حساب وحدة الوطن ومصالحه العليا. جاءت الثورة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير، بعد أن اختُطفت من قبل جماعات لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا مؤسساتها.

الجيش والإرادة الشعبية

في لحظة تاريخية فارقة، انحاز الجيش المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي -آنذاك- إلى صوت الجماهير، معلنًا خارطة طريق سياسية، أعادت بناء مؤسسات الدولة، بدءًا من الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، واستعادت مصر استقرارها ومكانتها الإقليمية والدولية.

ثمار الثورة

ما بعد 30 يونيو شهد انطلاقة تنموية في شتى المجالات: مشروعات بنية تحتية عملاقة، تطوير قطاعات الصحة والتعليم، بناء العاصمة الإدارية، وتحقيق نسب نمو اقتصادي رغم التحديات الإقليمية والعالمية، كما استعادت مصر دورها القيادي في ملفات الأمن القومي العربي.

والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن ثورة 30 يونيو لم تكن لحظة غضب، بل كانت تعبيرًا عن وعي شعب لا يقبل أن يُختطف وطنه. ستظل هذه الذكرى عنوانًا لإرادة أمة قررت أن تصنع مستقبلها بيدها، وتبني دولتها الحديثة على أسس من الاستقلال، والعدل، والتنمية.