
عاجل| فرصة "ترامب" لاصطياد "نتنياهو".. سر الـ"هوس" بإلغاء المحاكمة؟

عادل عبدالمحسن
بعد أن هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا الليلة الماضية، استمرار محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي طالب بإلغائها قبل أيام قليلة فقط، يتساءل الوسط السياسي والدبلوماسي الإسرائيلي عن سبب "هوس" الرئيس الأمريكي بهذه القضية.
ويتساءلون عن سبب استيقاظ ترامب صباحًا ودعوته لإلغاء محاكمة نتنياهو، وما علاقة ذلك بخطط الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، وتوسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية.. التطبيع مع الدول العربية وأولها مع النظام السوري الجديد في دمشق.
وفي غضون ذلك، حدثت خطوة غير مألوفة أخرى اليوم الأحد، تُشير إلى أهمية محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي: فقد وصل رئيسا الموساد والمخابرات العسكرية - ديدي برنياع وشلومي بايندر - على غير العادة إلى جلسة استماع سرية في المحكمة، والتي انضم إليها نتنياهو نفسه بعد رفض طلباته بتأجيل شهادته.
وعقب تلك الجلسة - التي وصفها القضاة بأنها "شُرح فيها الأمر بطريقة مختلفة تمامًا" - ألغت المحكمة شهادة رئيس الوزراء الإسرائيلي للأسبوع المقبل.
ويعتقد أحد كبار المعارضين الإسرائيليين أن الرئيس الأمريكي يفعل ذلك بناءً على طلب نتنياهو، وأن "ترامب، مثله مثل ترامب"، قد أدرك ضعفًا في الطلب، وفي الضعف فرصة.
ويرى المعارض الإسرائيلي البارز أن ترامب يُعطي نتنياهو أمرًا مهمًا بالنسبة له لإجباره على اتخاذ خطوة في غزة، وخاصةً لمنح شركائه التجاريين في الخليج العربي- ما يهمهم: إنهاء الحرب و"أمرًا آخر" بشأن القضية الفلسطينية - ربما استعدادًا لقبول صيغة ما لدولة فلسطينية مستقبلية.
ويزعم المعارض الإسرائيلي أنه إذا كان نتنياهو مستعدًا "للتضحية بالوطن" مقابل "مساعدة شخصية"، فإن ترامب سينتهز الفرصة بكل سرور.
ويقول المقتنعون بأن نتنياهو طلب من ترامب كتابة تلك المنشورات إنه من المستحيل أن يكون الرئيس على علم بجميع التفاصيل المذكورة فيها، ولكن في المقابل، يجب ألا ننسى أنه يعلم جيدًا ما يحدث في إسرائيل، وهو على صلة به من خلال رجاله، وبالتالي فهو غير ملزم بتلقي المعلومات من نتنياهو.
ونفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن بشدة التقارير التي تفيد بأن السفير يحيئيل ليتر كان وراء هذا الطلب.
كانت المؤسسة السياسية الإسرائيلية قد صُدمت بتغريدة ترامب الليلة الماضية، التي هدد فيها ضمنيًا بتجميد المساعدات الأمنية الأمريكية لإسرائيل إذا لم تُلغَ محاكمة نتنياهو، وبالربط الذي ربطه بين الأمرين.
وفي السابق، قُدِّر أن ترامب قادر حتى على فرض عقوبات على قضاة نتنياهو، كما فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، وعلى قضاة المحكمة.
وترامب مولع بسلاح العقوبات، لكن تجميد المساعدات لدولة بسبب معاملتها لرئيس وزرائها؟ لم يحدث مثل هذا من قبل.
بشكل عام، تعتقد المؤسسة السياسية أن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو محاولة أمريكية لاختبار نفوذها في إسرائيل، وهو بمثابة إطلاق "بالون اختبار"، إذ تريد واشنطن معرفة مدى استعداد إسرائيل لمثل هذه الخطوة التاريخية نحو إقامة دولة فلسطينية.
وترتبط الدعوة لإلغاء محاكمة نتنياهو بهذا، ويختبر ترامب حدود صلاحياته.
تجدر الإشارة إلى أن لترامب أيضًا "قاعدته الشعبية"، وليس من المؤكد أنه سيرغب في إثارة غضب الإنجيليين، الذين لا يرغبون في محاولة فرض دولة فلسطينية على إسرائيل.