عاجل
الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثورة 30 يونيو مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
ثورة 30 يونيو وسقوط «قلعة الإرهاب»

ثورة 30 يونيو وسقوط «قلعة الإرهاب»

« النار بالنار» هكذا حصدت جماعة الإخوان الإرهابية ما زرعته فى ربوع مصر من إشعال الحرائق سواء فى أقسام الشرطة والمتاحف فى أعقاب ثورة يناير 2011 .. أو ما هددت به بتحويل مصر إلى «كتلة من النار» إذا ثار الشعب فى وجه التنظيم بعد الكوارث التي ارتكبها طوال عام أسود فى الحكم.



 

فى يوم 30 يونيو 2013 «سقطت قلعة الإرهاب» المعروفة باسم مكتب الإرشاد واحترقت بنيران العنف الذي استخدمه أنصارها فى وجه كل من عارضهم وحتى من كان يؤيدهم فى بداية حكمهم ثم انقلبوا عليهم. وتحول المكتب الذي شهد كل المؤتمرات التي دبرها الإخوان إلى كومة من النيران ودخان كأنه ينفث عن غضب المصريين ضد كل من خان وتآمر وأراد أن يبتلع بلدًا بحجم مصر ويدمجها فى تنظيم إرهابى تأسس على العنف والخيانة.

 

هرب أعضاء التنظيم الإرهابى فى 30 يونيو وتركوا مقراتهم ومنها المعقل الرئيسى بالمقطم بعد أن اشتعلت فيها النيران ودخلها الثوار والمعتصمون وداسوا صور قيادات الإرهاب تحت أقدامهم وكشفوا مخططات التنظيم طوال عام من الحكم.

 

«قلعة الإرهاب» تحولت فى عهد التنظيم الإرهابى إلى «رمز للحكم الفاشى» بديلا عن قصر الرئاسة فمنذ أن أعلنت لجنة الانتخابات فوز محمد مرسى بالرئاسة تعالت الأصوات من داخل المقر «الله أكبر ولله الحمد» شعار الإخوان التارخى الذي سطره الإرهابى الأول حسن البنا مؤسس التنظيم منذ نحو مائة عام وخرج علينا مسؤول الإخوان بمحافظة الجيزة ليؤكد أن الجماعة «ستقف فى ظهر ابنها» وأن المرشد محمد بديع صلى بأعضاء الجماعة إمامًا شكرًا لله على نجاح مرشحها.

 

ليتحول مكتب الإرشاد إلى المحرك لكل مفاصل الدولة داخليا وخارجيا ويستقبل قيادات دولية وأعضاء من حركة حماس لترتيب خيوط الفترة المقبلة فى التعاون ودفع فاتورة ما قد سبق من عمليات إرهابية وعمليات عنف فى حق الجميع منذ أحداث ثورة يناير وما قبلها.

 

كانت قلعة الإرهاب بمثابة الحصن الحصين بأسواره العالية وتأمينه بشباب من الجماعة ولا يعرف ما يدور بداخله سوى قلة قليلة من أعضاء الجماعة حتى سقط واشتعلت به النيران جراء ما ارتكبه أعضاء الجماعة فى حق المعتصمين الرافضين لحكم الجماعة الإرهابية وقام أعضاء الجماعة بالاعتداء على المعتصمين الذين أدركوا حقيقة الأمر أن إدارة الدولة تتم من داخل المكتب وأن كل ما عداها هم مجرد منفذين فقط لما يصدر عن قيادات الإرهاب.

 

سقط مشروع الإرهاب.. سقط فى مصر كما بدأ.. انتهى فى قلب وعقل أتباعه قبل خصومه واتضح أن مشروع الوهم ما هو إلا نزاع على السلطة ومحاولة لفرض نظام سياسى وميليشيات مسلحة لا ولاء لها إلا للتنظيم ومعتقداته.

 

سقط الإسلام السياسى فى مصر مع نجاح ثورة 30 يونيو التي قام بها المصريون وساندها الجيش الوطني العظيم استجابة للملايين التي خرجت فى ميادين مصر رافضة حكم المرشد وحكم التنظيم، ودخل الثوار قلعة الإرهاب المعروفة بمكتب الإرشاد بعد الحريق الذي نشب به وداسوا بأقدامهم على صور مرشد الإرهاب محمد بديع وصور المؤسس الأول حسن البنا الذي صور لأتباعه أنهم خلقوا لسيادة العالم مستخدمين كل الطرق للوصول لهذا الهدف.

 

فشل التنظيم الإرهابى الذي تأسس على الخراب والأوهام والشعارات.. لأنه لم يكن «مشروعا» بالأساس لكن مجموعة من الشعارات والأحلام بدولة الخلافة.. فلا أقام الخلافة ولا انصهر فى الوطن ولم يندمج مع المصريين، بل كان يتعامل معهم على أنهم طبقة دنيا لا تفهم ولا يحق لها أن تفكر.. فشل فى الإدارة وفى تجميع الشعب على مشروع واحد وظن أتباع المرشد بعد أن سيطروا على الأغلبية البرلمانية فى مجلسى الشعب والشورى أنهم سيبدأون فى مشروع التمكين، وروجوا أن هذه آخر انتخابات وستبدأ بعدها دولة الخلافة الإسلامية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز