
"رمش عينه" لم يغب.. محرم فؤاد في ذكراه صوت لا يشيخ

بسنت محمد
في مثل هذا اليوم، 27 يونيو من عام 2002، غيّب الموت أحد أبرز نجوم الغناء والتمثيل في مصر والعالم العربي، الفنان محرم فؤاد، بعد رحلة فنية امتدت لعقود، جمع فيها بين الأداء العاطفي الغنائي والظهور السينمائي اللافت، تاركًا إرثًا كبيرًا تخطّى حدود الزمن.
ولد محرم فؤاد في القاهرة، لكنه كان صوتًا عابرًا للحدود بدأ مشواره بقوة في عام 1959 من بوابة السينما، حين قدّمه المخرج الكبير هنري بركات في فيلم حسن ونعيمة، إلى جانب سندريلا الشاشة سعاد حسني، وهو في الخامسة والعشرين من عمره. لم يكن مجرد مطرب يشارك في فيلم، بل كان حضورًا جديدًا لصوت مميز يليق بفجر الغناء الحديث.
تعاون محرم فؤاد مع كبار الملحنين مثل بليغ حمدي وفريد الأطرش، ثم انطلق ليكوّن لنفسه خطًا لحنيًا خاصًا، فبدأ يُلحّن لنفسه ولغيره، في تجربة أثبتت موهبته المركبة كفنان شامل.
وتميز رصيده الغنائي بتنوعه الكبير، إذ قدّم أكثر من 900 أغنية، منها 500 أغنية عاطفية وشعبية، و400 أغنية وطنية، منها 20 أغنية لفلسطين، حتى ظن البعض أنه فلسطيني الأصل.
من أشهر أغانيه التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور: رمش عينه، تعب القلوب، يا واحشني رد عليه، أوعى تكون بتحب يا قلبي، والنبي لنكيد العزال، سلامات، غدارين، زي نور الشمس، داري جمالك، قلبي اللي خدتيه رجعيه، وأنا مالي ومال الناس. تلك الأغاني كانت بمثابة نوافذ على وجدان المصريين والعرب، تنوّعت بين الشجن، والعاطفة، والوطن.
في السينما، لم يكن غزير الإنتاج بقدر ما كان حريصًا على الاختيار، فبلغ رصيده 13 فيلمًا فقط، كان أولها حسن ونعيمة، وآخرها الملكة وأنا عام 1975، مع جورجينا رزق، التي أصبحت لاحقًا إحدى زوجاته. شارك في أفلام لبنانية ومصرية مثل: وداعًا يا حب، لحن السعادة، سلاسل من حرير، عشاق الحياة، وغيرها.
رحل محرم فؤاد عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد صراع مع أمراض القلب، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا، قلّما يجتمع لصوت واحد: التمثيل، الغناء، والتلحين و في ذكرى وفاته، يتجدد الحديث عن فنان عاش حياته بصخب فني وإنساني، وترك أثرًا لا يُنسى.