

رشاد كامل
أسلحة فاسدة ضد «روزاليوسف»!
وبدأت معركة وحرب.. مكرم عبيد وسكرتير الوفد ضد روزاليوسف بشكل لم تتوقعه فقد كان الخلاف محتدمًا لا يعرف الرأى العام عنه شيئًا.
وتروى السيدة روزاليوسف التفاصيل قائلة:
ألقى «مكرم» القفاز علنًا لأول مرة فأوعز إلى «الجهاد» الجريدة التي تنطق بلسانه بمهاجمة «روزاليوسف» فى أول الأمر غمزًا إذا أخذت تقول «إن الوزارة سوف تنشر كشوف المصاريف السرية التي كانت تعطيها الوزارات السابقة للصحفيين!
المصاريف السرية؟! الحجة الخالدة التي تتعلل بها كل حكومة لتجريح الصحف المعارضة! وعجبت لهذه الإشارة جدًا! من تقصد الجهاد يا ترى؟!
فبالنسبة لروزاليوسف بالذات.. كانت روزاليوسف هى المجلة الوحيدة التي واظبت على خطة المعارضة العنيفة طوال السنوات السابقة على «حكومة نسيم» وهى المجلة التي حملت ثقل وعبء من الاضطهاد والمصادرة حتى مرت بعض السنين عليها والمصادر من أعدادها أضعاف الصادر! ومحررو روزاليوسف جميعًا من الذين عرفوا بعنف معارضتهم فلا يعقل أن يكون أحدهم قد امتدت يده إلى المصروفات السرية دون علمى، ولو كانت روزاليوسف على صلة طيبة بالحكومات لأعفتها الحكومات من المصادرات ولكان هذا خيرًا لها من ألف مصروف سرى! وتمضى السيدة روزاليوسف قائلة: والتقطنا القفاز وكتبنا فى العدد 182 من الجريدة نتحدى الحكومة أن تنشر كشف المصروفات السرية لنرى أى الوجوه تبيض وأيها تسود.. وسكتت الحكومة طبعًا. وأمعنا نحن فى التحدى وجعلنا ننشر فى الجريدة كلمة يومية فى أبرز مكان بعنوان «لا تنسوا» نقول فيها:
«نعود اليوم إلى تذكير الوزارة بنشر ما وعدت بنشره من قوائم المصروفات السرية المتضمنة أسماء صحفيين كانوا يتقاضون فى العهد البائد أجورًا شهرية ثمنًا لضمائر تشترى وأقلام تسخر!! ونعود إلى تذكير الوزارة بأن الخير كل الخير فى أن تتضمن تلك القوائم بيان إعانات «غير شهرية» غمرت بعض الصحفيين فى مناسبات خاصة وهم صحفيون تظاهروا ويتظاهرون بوطنية رخيصة وحماسة قوامها الغش والتضليل، ولن نمل التذكير حتى تبر بالوعد الذي أذاعه عنها المذيعون.
وغنى عن البيان أن الوزارة لم تقبل التحدى، ولم تنشر كشف المصروفات السرية حتى كتابة هذه السطور..
لم تنفع إذن هذه «الغمزة» من الجهاد فانطلق يهاجم روزاليوسف بصراحة بالعناوين الضخمة والمقالات الطويلة وأطلق على أسرة تحرير روزاليوسف اسم «فرقة روزاليوسف»، وأجبنا على الحملة بأحسن منها، وكان هجومنا على «الجهاد» أيضًا من الناحية السياسية والوطنية، فقد كانت الحرب الإيطالية الحبشية فى ذلك الوقت على الأبواب ولوحت إنجلترا فى تصريحات المسؤولين فيها بأن مصر ستكون فى حمايتها طوال مدة الحرب التي توشك على الاشتعال وكان «للجهاد» موقف مائع منها ونشر مرة يقول:
هكذا شاءت سياسة الاحتلال أن تظل مصر فى حاجة إلى حماية القوم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين..
فاتخذنا من هذه العبارة مادة لحملات عنيفة ضد «الجهاد» ومضت المعركة بين «روزاليوسف» والوفد متصلة العنف، بالغة المرارة.. لا تنقطع الصحف الوفدية عن مهاجمتنا صباحًا ومساءً.. ولا يكف «العقاد» عن شن الحملات على «مصطفى النحاس» و«مكرم عبيد».
وللذكريات بقية!