
حزبيون: كلمة مصر في«الأمم المتحدة» تفضح الفيتو الأمريكي وتحذر من الانزلاق نحو الفوضى

محمود محرم
أكدت قيادات حزبية أن كلمة مصر في الأمم المتحدة، التي ألقاها السفير أسامة عبدالخالق، جاءت كاشفة لمخاطر الانحياز الأمريكي عبر استخدام الفيتو، ومعبّرة عن موقف مصري ثابت يرفض الانتهاكات الإسرائيلية، محذرين من تداعيات التصعيد الإقليمي والانزلاق نحو الفوضى والعنف.
أشاد محمد عيد، أمين المصريين بالخارج في حزب مصر أكتوبر، بالكلمة التي ألقاها السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، اليوم والتي ندد خلالها باستخدام الفيتو الأمريكي وحمايته للانتهاكات الإسرائيلية الغاشمة في المنطقة ضد الشعب الفلسطيني وتسببها في التصعيد المستمر وإشعال الحرب ضد إيران بما يهدد الأمن والسلم الدوليين، لتعبر مصر عن موقفها الثابت والداعم لكافة الخطوات التي تقضي على الانتهاكات الإسرائيلية وتقضي بأمن واستقرار المنطقة بشكل كامل.
وقال عيد في بيان له اليوم، إن مصر أعربت عن موقفها الثابت والرافض لأية محاولات لتبرير استخدام العنف أو توظيف أدوات الحرب خارج نطاق الشرعية الدولية، بما يدفع لانتهاك القوانين ومخالفة المواثيق الدولية بالاعتداء على حقوق شعوب المنطقة كالشعب الفلسطيني بارتكاب أبشع أنواع جرائم حرب الإبادة الجماعية واستخدام سياسة التجويع لتنفيذ مخطط التهجير القسري، ثم شن عدوان على إيران وارتكاب كافة الجرائم التي تودي بالمنطقة إلى حافة الهاوية وسقوط مروع في مستنقع الفوضى والهلاك.
وشدد أمين المصريين بالخارج في حزب مصر أكتوبر على أن كلمة مصر جاءت لتؤكد أن موقفها لم يجتزأ، بل تتعامل مع العدوان الإسرائيلي أمام المحافل الدولية جميعها باعتباره مهددا لمنظومة القانون الدولي بالكامل، ومانعا أمام تحقيق السلام والاستقرار وحق الشعوب في تحديد مصيرها وإقامة دولته المستقلة، وتستخدم من القوة المفرطة قانونا للوجود ليتحول العالم فيها إلى غابة دون ضوابط أخلاقية أو قانونية أو إنسانية، غابة البقاء فيها للقوة الغاشمة فقط.
وثمن محمد عيد، دعوة مصر لإصلاح مجلس الأمن وإعادة النظر في مسألة "الفيتو" لعلاج الخلل الجوهري الذي بات يُستخدم لعرقلة العدالة، وتحقيق الأمن والاستقرار دون تمييز بين دولة وأخرى على أساس المصالح أو التحالفات .
من جانبه أكد الدكتور أحمد محسن قاسم، أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي، إدانته الكاملة للتصعيد العسكري الخطير في المنطقة والحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، محذرًا من تداعياتها الكارثية على استقرار الشرق الأوسط بأسره.
وقال قاسم، في تصريحات صحفية اليوم، إن إسرائيل بتصرفاتها العدوانية تدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، دون اعتبار لما قد تخلفه المواجهات من دمار وسفك دماء، ليس فقط في إيران أو فلسطين، بل في عموم الإقليم، الذي يعاني أصلًا من أزمات معقدة.
وأضاف أن اندفاع الولايات المتحدة نحو التورط المباشر في هذه الحرب سيمثل تطورًا بالغ الخطورة، بما يعنيه من احتمال توسع رقعة النزاع لتشمل أطرافًا وقوى دولية، ما ينذر بإشعال حرب إقليمية أو حتى عالمية لا يمكن التحكم في مسارها أو عواقبها.
وأشار أمين تنظيم حزب الجيل إلى أهمية البيان المشترك الذي أصدرته مصر إلى جانب 19 دولة عربية وإسلامية، والذي أدان العدوان الإسرائيلي على إيران، مؤكدًا أنه يمثل موقفًا جماعيًا يعكس رفضًا صريحًا لمحاولات إسرائيل جر المنطقة إلى نزاع مفتوح، كما يعبر عن دعم إقليمي واضح لمبدأ التهدئة وضبط النفس.
وشدد قاسم على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والقوى الكبرى، لوقف التصعيد فورًا، وفرض التزام صارم بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة ما يتعلق بعدم الاعتداء على الدول ذات السيادة.
واختتم بالتأكيد على أن حماية أمن المنطقة واستقرارها تقتضي موقفًا موحدًا وحازمًا ضد كل من يسعى إلى إشعال الحروب أو فرض واقع جديد بقوة السلاح، داعيًا إلى تعزيز الدور العربي الجماعي في الدفاع عن المصالح المشتركة وصون الأمن الإقليمي.
أشاد محمد ناجي زاهي، الأمين المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة القليوبية، والمحلل السياسي في الشؤون الإقليمية، بالكلمة القوية والواضحة التي ألقاها السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، والتي جاءت لتعبر عن الضمير الإنساني والحق العربي في مواجهة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وذلك في ظل الحماية الأمريكية المستمرة باستخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن.
وأكد زاهي أن مصر أظهرت مجددًا من خلال هذه الكلمة مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وحرصها على كشف تناقضات المجتمع الدولي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالحقوق العربية، مشددًا على أن الفيتو الأمريكي لم يعد مجرد أداة قانونية، بل بات غطاءً سياسيًا للعدوان والإفلات من العقاب، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات في المنطقة ويهدد الأمن والسلم الدوليين، كما هو الحال في تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران.
وأضاف أن الموقف المصري يعبر عن وعي سياسي عميق بمخاطر استمرار الصراع الإقليمي، ويؤكد ضرورة إعلاء صوت العدالة الدولية ومحاسبة المعتدين، بدلًا من سياسة الكيل بمكيالين التي تقوّض هيبة الأمم المتحدة ومؤسساتها.