
عاجل.. سيناريوهات حرب الصين لاستعادة جزيرة تايوان

إذا قررت الصين استعادة السيطرة على جزيرة تايوان، فكيف ستبدو الفصول الأولى من المعركة؟ هل ستقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي؟ وتشير السيناريوهات المتوقعة إلى أن بداية أي حرب محتملة سوف تتميز بهجوم صيني كاسح، بما في ذلك الضربات الجوية والصواريخ التي تهدف إلى تحييد القوات الجوية والبحرية التايوانية في الساعات الأولى من الصباح، مع تطويق الجزيرة لمنع الإمدادات من الوصول إليها.
_20250525140454.jpg)
وبعد ذلك، تعبر القوات الصينية مضيق تايوان باستخدام مركبات برمائية مدعومة بقوات مظلية محمولة جوًا، كجزء من غزو واسع النطاق.
وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS"، الذي أعد دراسة بعنوان "الحملة الأولى في الحرب القادمة"، فقد تم إجراء 24 محاكاة للحرب بمشاركة كبار المسؤولين السابقين في البنتاجون والحكومة الأمريكية.
وتشير هذه المحاكاة إلى أن الهجوم الصيني قد يتلاشى بسرعة، في ظل حالتين رئيسيتين: قدرة الجيش التايواني، الذي يبلغ عدده نحو 169 ألف جندي، والمشاركة العسكرية الأمريكية، ورغم أن هذا العدد يبدو صغيراً مقارنة بنحو مليوني جندي صيني، فإن المعركة لن تحسم بالأعداد وحدها.
وعلى النقيض من موقفها في حرب أوكرانيا، والذي اقتصر على الدعم اللوجستي والسياسي، فمن المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر إذا اندلع صراع في مضيق تايوان.
وتعزز واشنطن وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، مع استعداد اليابان للعب دور رئيسي في الدعم، حتى من دون استخدام القواعد الأمريكية على أراضيها.

وأعلنت الولايات المتحدة، التي لا تملك قواعد عسكرية في تايوان وفقا لمبدأ "الصين الواحدة"، عن تقديم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، ومن المتوقع أن تركز على صواريخ كروز المضادة للسفن بعيدة المدى.
وستشكل هذه الصواريخ، وعلى رأسها صاروخ AGM-158 الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، خط الدفاع الأول ضد التقدم البحري الصيني.
ومن المتوقع أن تطلق الولايات المتحدة 5 آلاف صاروخ من طراز AGM-158، وهو صاروخ جو-أرض ذاتي التشغيل وخفي.
ولكن إذا اندلعت الحرب، فلن تكون طائرات إف-35 المقاتلة أو قاذفات بي-52 هي السلاح الحاسم، لأن حاملات الطائرات المنتشرة في البحر ستكون هدفاً سهلاً لأنظمة الأسلحة الصينية.
وبدلاً من ذلك، ستكون هذه الغواصات النووية من فئة فرجينيا، القادرة على إطلاق هجمات بعيدة المدى تحت الماء دون أن تكتشفها دفاعات العدو.
وهذا هو السبب بالتحديد وراء معارضة بكين الشديدة لتحالف AUKUS الذي أُعلن عنه في عام 2021 بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، والذي يهدف إلى دعم أستراليا بأسطول من هذه الغواصات المتقدمة. تتمتع الغواصات من فئة فرجينيا بالقدرة على الهجوم بسرعة ودون أن يتم اكتشافها، وإطلاقها صواريخ بعيدة المدى ويمكن أن تبقى مختبئة تحت الماء لعدة أشهر. لكن الدراسة تثير احتمالا قاتما: ماذا لو استسلمت تايوان قبل وصول التعزيزات الأمريكية؟ وفي هذه الحالة، قد تصبح الجزيرة رسميًا جزءا من السيادة الصينية، وهو ما من شأنه أن يعزز القوة العسكرية ونفوذ بكين، في حين ستتكبد واشنطن أضرارًا استراتيجية هائلة.
وعلى الرغم من بعض نقاط الضعف في القوات التايوانية، فإن قدرتها على الصمود ظلت حاسمة في شراء الوقت اللازم للتدخل الأمريكي.
ولكن إرسال قوات أمريكية إلى منطقة حرب برية أو بحرية سيكون قرارًا حساساً للغاية، ويتطلب مبررات مقنعة للشعب الأمريكي ومؤسساته السياسية.
وفي نهاية المطاف، يبدو أن الصين عازمة على كسر الحصار الأمريكي وبناء واحد من أكبر الجيوش في العالم، وهي تنتظر اللحظة الحاسمة. لكن يبقى السؤال: بأي ثمن؟