عاجل
الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أبو الغيط: المنطقة العربية حققت نقلة نوعية بمسار التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن بعض الدول العربية حققت قفزة واسعة على مسار التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن نقلة نوعية قد تحققت في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة بهذا المسار رغم التحديات التي تشهدها المنطقة. 



جاء ذلك في كلمة أمين عام الجامعة العربية خلال مشاركته، اليوم الثلاثاء، في افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط 2025، والذي يعقد خلال الفترة (20 - 22) مايو الحالي في دبي، برعاية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي.

ًووجه أبو الغيط الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على حسن الاستضافة والتنظيم لأعمال المؤتمر، وعلى اختيار شعار "مستقبل التجارة الرقمية" ليكون العنوان الرئيسي للمؤتمر هذا العام، وهو ما يعكس إدراك المنظمين لأهمية وخطورة التطورات التي يمر بها الاقتصاد العالمي بالمرحلة الحالية، والرغبة في مواكبة أحدث ما يتوصل له العالم في قطاع التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. 

كما وجه الشكر والتقدير إلى وزير الداخلية الإماراتي لحرصه على أن يكون هذا المؤتمر ملتقى ومحفلًا لكل العاملين في المجال الرقمي كإضافة مهمة على طريق تحقيق التنمية الرقمية في المنطقة العربية.

وأضاف "أن عالمنا اليوم يشهد تطورات سريعة فيما أصبح يعرف بـ"الاقتصاد الرقمي" باعتباره تجسيدًا للتفاعل والتكامل والتنسيق المستمر بين تكنولوجيا المعلومات والاتصال من جهة، وبين الاقتصاد القومي والقطاعي والدولي من جهة أخرى؛ بما يحقق الشفافية والفورية لجميع القرارات الاقتصادية والتجارية والمالية في الدولة".

وأكد أن الاقتصاد الرقمي يعتمد على نشر اقتصاد المعرفة، ويحقق مجموعة من المزايا أبرزها تحويل وتغيير أنماط الأداء الاقتصادي في المال والأعمال والتجارة والاستثمار من الشكل التقليدي إلى الشكل الفوري، بالإضافة إلى زيادة اندماج الاقتصاد الوطني للدولة في الاقتصاد العالمي، وزيادة فرص النفاذ إلى الأسواق العالمية؛ بما في ذلك تلك القطاعات التي كان من الصعب الوصول إليها في الماضي. 

وقال "إننا نتابع جميعًا احتدام المنافسة والحرب الاقتصادية بين القوى العالمية في القطاع الرقمي الذي صارت شركاته هي الأعلى عالميًا في القيمة السوقية، وكأن هذا القطاع الذي يرتكز على المعلومات والمعرفة في الأساس، قد صار "نفط هذا العصر" الذي نعيش فيه، وكأن الفجوة الرقمية بين الأمم صارت المؤشر الأهم للمقارنة بينها في مضمار التقدم الاقتصادي الشامل". 

وتابع "أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية على كافة الأصعدة سواء في فلسطين أو في عدد من الدول التي تواجه تحديات أمنية وسياسية وإنسانية، وكذلك الصعوبات التي تواجه الاقتصادات العربية بشكل عام، ولكن رغم تلك التحديات فقد تحققت نقلة نوعية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة؛ لتشغل بعض الدول العربية مكانة متقدمة، وتقفز قفزة واسعة على مسار التحول الرقمي، وهو ما يعكس الرغبة في مواكبة التطورات السريعة والتحولات الجذرية التي يعيشها العالم، والاستفادة مما تمتلكه المنطقة من امكانيات وطاقات كامنة وربما غير مستغلة، على رأسها هذه الأعداد الهائلة من الشباب المتعلم".

وأضاف "لقد رأينا 3 دول عربية تدخل ضمن أفضل 20 دولة على مستوي العالم وفق مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024 وهي السعودية، والإمارات والبحرين)، كما أن هناك 5 دول عربية ضمن أفضل 20 دولة وفق مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، كما جاءت 8 دول عربية (الإمارات، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، سلطنة عمان، قطر، السعودية) في تصنيف الفئة الأولى والأعلى عالميًا لمؤشر الأمن السيبراني لعام 2024. وقال أبو الغيط "إن نموذج وتجربة دولة الإمارات تعد مثالًا فريدًا يحتذى به، فقد نجحت في ترسيخ مكانتها كقوة محركة في الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي العالمي من خلال مبادرات رائدة شملت إنشاء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، واستثمارات نوعية في البنية التحتية الرقمية وصناعة الرقائق الذكية، حيث تجسد هذه المبادرات رؤية طموحة لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات دولية واسعة، وتعاون مؤسسي مع رواد هذا القطاع على مستوى العالم".

وتابع "أن الإمارات تضع مسألة الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي في صلب أولوياتها باعتباره الضمان للاستفادة به في تحقيق تنمية مستدامة تحترم قيمنا الإنسانية وتعزز ثقة المجتمعات في هذه التقنيات المتقدمة".

وأضاف "ليست كل الدول العربية تتمتع بنفس المستوى من البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى تفاوت نسبة الوعي الرقمي للمواطنين في كيفية التعامل مع أدوات العصر الحديث".

ووجه الشكر والتقدير إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على الدعم الكبير للرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي اعتمدها القادة العرب وأسهمت في إطلاق عدد من المبادرات والاستراتيجيات النوعية من أبرزها الأجندة الرقمية، والاستراتيجية العربية للأمن السيبراني واستراتيجية الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن هذه الجهود جاءت مستلهمة من التجربة الإماراتية الرائدة والمدعومة بشراكات استراتيجية مع دول مثل: فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بجانب التعاون الفعال مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وأشاد أمين عام الجامعة العربية - في ختام كلمته - بجهود الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والدور الهام الذي يقوم به لاسيما في ظل استراتيجية الاتحاد الجديدة للأعوام (2025 - 2030)، والتي تستند إلى الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي وتستوعب مستجدات التحول الرقمي العالمي، مرتكزة على أفضل الممارسات الدولية والمبادرات النوعية التي أطلقها الاتحاد.

وثمن مبادرات الاتحاد العربي في التعاون مع جمهورية الصين الشعبية، والتي تشكل نموذجًا رائدًا للتكامل الاقتصادي الدولي، ونأمل أن يعود بالنفع على الدول العربية من خلال مشروعات حقيقية، وشراكات استراتيجية، واستثمارات أجنبية مباشرة تعزز من التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

وشكر مجددًا كل من ساهم في الإعداد الجيد لهذا المعرض، متمنيًا التوفيق والسداد لدعم مسيرة العمل العربي المشترك في واحد من أهم قطاعات التنمية ، قائلًا "نعمل سويًا على تحقيق نقلة نوعية تفيد الأمة العربية"

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز