عاجل
الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ثرثرات ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴن .. ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ من المقاهي

ثرثرات ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴن .. ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ من المقاهي

ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ ﻭﻟﻌﺐ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺍﻣﺔ ﺃﻭ ﺩﻭﻣﻴﻨﻮ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺗﺪﺧﻴﻦ ﺍﻷﺭﺍﻛﻴﻞ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰءﺍ ﺣﻴﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻣﻘﺮﺍ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺗﺠﻤُّﻊ ﹴ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮﺍﺕ، ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺪﻫﺎ ﻣﻌﻠﻤًﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ.



ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ؛ ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻣﻨًا ﻭﺣﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ، ﺧﺼﺐ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻓﻜﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﻘﻬﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﹸﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻨﻔﻲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﺎﺷﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ.

 

 

ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺮﻭﺍﺩ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﺖ.

 

 

ﺟﺎﺀ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻲ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻓﺘﺮﺷﻮﺍ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻻﺗﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺺ ﻣﻘﻬﻰ ﻫﻮﺭﺱ ﺷﻮ«: ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻣﻊ ﺃﻧﺴﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ »ﻣﺠﻠﺔ ﺷﻌﺮ؛ ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻴﺮﻭﺕ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻗﻪ، ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻃﺒﻊ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻃﻔﻮﻟﺔ ﻧﻬﺪ؛ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ؛ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ؛ ﻧﺬﻳﺮ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ؛ ﻓﺆﺍﺩ ﺭﻓﻘﺔ؛ ﺑﺪﺭ ﺷﺎﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺏ؛ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﺗﻲ؛ ﺑﻠﻨﺪ ﺍﻟﺤﻴﺪﺭﻱ؛ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ؛ ﻋﺼﺎﻡ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺰﻟﺨﺖ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻜﻮﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﺃﻥ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﺩﻛﺎ ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻨﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺠﺎﻣﺎ!

 

 

ﻫﻮﺭﺱ ﺷﻮ، ﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍ، ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺳﻤﺎﻋًا ﻟﺜﺮﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ.. ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﻟﻘﺎ. ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ (ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﻳﻨﻲ) ﻓﻲ ﺯﻭﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺭﺳﺎﻣﻮﻥ ﻭﺇﻋﻼﻣﻴﻮﻥ ﻭﺭﻭﺍﺋﻴﻮﻥ ﻭﻣﺴﺮﺣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺮ أﻧﺴﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ، ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﺮﻱ، ﻭﻏﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ، ﻭﺳﻮﻧﻴﺎ ﺑﻴﺮﻭﺗﻲ، ﻭﻟﻴﻠﻰ ﺭﺳﺘﻢ، ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻨﻴﺮ ﻃﻘﺸﻲ، ﻭﺭﻭﺟﻴﻪ ﻋﺴﺎﻑ، ﻭﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﻛﺮﺑﺎﺝ، ﻭﻣﻴﺸﺎﻝ ﻧﺒﻌﺔ، ﻭﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﻭﻃﻴﻔﺔ ﻣﻠﺘﻘﻰ، ﻭﻣﻨﻴﺮ ﺍﻟﺪﺑﺲ، ﻭ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺸﺪﺭﺍﻭﻱ، ﻭﺭﺿﺎ ﻛﺒﺮﻳﺖ، ﻭﻣﻮﺭﻳﺲ ﻣﻌﻠﻮﻑ – ﺭﺍﺋﺪ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻹﻳﻤﺎﺀ MIMIQUE ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ ﻣﺎﺭﺳﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﺋﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ - ﻭﺭﻳﻤﻮﻥ ﺟﺒﺎﺭﺓ، ﻭﺳﻌﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻮﺱ، ﻭﺑﻮﻝ ﻏﻴﺮﺍﻏﻮﺳﻴﺎﻥ، ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﺼﺒﻮﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺤﺘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ.

 

 

ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻀﻨﺖ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻲ ﺑﻴـﺮﻭﺕ، ﻣﻘﻬـﻰ ﻻ ﺩﻭﻟﺘﺸــﻲ LA DOLCE VETA ﻭﺗﻌﻨﻲ: ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ - ﻭﺍﻻﺳﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻓﻴﻠﻠﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻋﺎﻡ 1960 - ﻓﺎﺣﺘﻀﻦ ﻋﺪﺩا ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺷﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ: ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻋﻔﻠﻖ، ﻭﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ، ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﻧﻲ.. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﻋﺼــــﻤﺎﺀ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳـــــﻬﺎ ﻻ ﺩﻭﻟﺘﺸﻲ ﻓﻴﺘﺎ ﻭﻫﻮﺭﺱ ﺷﻮ؛ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺗﹸﺼﺪَّﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻭﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻐﻠﻮﻥ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻟﻠﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ!

 

 

ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﻗﻌﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﻬﻰ ﻫﻮﺭﺱ ﺷﻮ ﺳﻨﺔ 1969، ﻓﻘﺪ ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﺴﺮﺡ ﺑﻴﻜﺎﺩﻟﻠﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُعرض ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻣﺠﺪﻟﻮﻥ، ﻭﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ »ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻠﻤﺴﺮﺡ«، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﺪﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﺨﺎﺫﻝ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺍﻧﻄﻼﻗا ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ.

 

 

ﺗﻮﺟَّﻪ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻮﻥ، ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻨﺮﻱ ﺣﺎﻣﺎﺗﻲ، ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﺭﻭﺟﻴﻪ ﻋﺴَّﺎﻑ ﻭﻧﻀﺎﻝ ﺍﻷﺷﻘﺮ، ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ »ﻫﻮﺭﺱ ﺷﻮ« ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ، ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﺄﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻣﻮﺯَّﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ، ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮ ﻗﻮي ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﺳﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺪﺧَّﻞ.

 

 

ﺗﻌﻠﻠﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺑﺄﻥ »ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺑﻴﺮﻭﺕ« ﻟﻢ ﻳﻨَل ﺇﺟﺎﺯﺓ ﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻮﺟَّﺴﺖ ﺷﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﺃ ﻳﻌﻴﺪ ﻛﺮَّﺓ ﻣﺎ ﺟﺮي ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﺍﻷﺳﻮﺩ - 1970 - ﻭﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺍﺗﻔﺎﻕ القاهرة ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻋﺎﻩ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻔﺾ ﺍﻹﺷﻜﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﻗﻀﻴﺔ، ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻋﺎﻳﺸﺖ ﻣﻀﺎﺀﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺣﺘــــــﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ( 1975-1990 )، ﻓﻄُﻌﻨﺖ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﻭﺫُﺑﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ،

ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺘﻔﺮَّﺟﻮﻥ.

 

 

مزيد من الحكاوي عن أيام فى بيروت، واسرار الحرب اللبنانية فى كتاب "أوراق الغربة" الصادر عن الدار اللبنانية المصرية.. في المكتبات.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز