
رئيس اتحاد الكرة الليبي «المغربي» لـ«روزاليوسف»: عودة المصريين مؤقتة.. وأجلت الدوري والكأس للتحاور بهدف توفيق الأوضاع

وليد العدوي
- مصر وليبيا.. شراكة لا تنكسر على مدار التاريخ وعلاقتي بأبوريدة على تواصل مستمر
- تواجهني تحديات كبيرة في بلدي أبرزها نقل صورة حضارية عما يشاع ويتردد
-إيطاليا وقطر والجزائر أبرز المرشحين لاستضافة «السداسي»
-أسعى إلى إعادة إحياء النشاط الكروي والانفتاح على العالم الخارجي بهدف كسر رتابة التوتر
في ظل التطورات السياسية والأمنية الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، وما تلاها من تداعيات على مختلف القطاعات، يأتي ملف كرة القدم ليكشف عن تحولات جديدة تعكس مساعي العودة إلى الاستقرار الرياضي، لذا قررنا في «روزاليوسف» الاتصال برئيس اتحاد كرة القدم الليبي عبدالمولى المغربي لنناقش معه ملفًا لافتًا يشغل الجمهور الرياضي في ليبيا ومصر، بعد عودة المدربين المصريين إلى بلدهم، بسبب ما زعمه البعض بأنه على خلفية الأحداث السياسية الساخنة في العاصمة، لمعرفة رأيه وهل هى عودة مؤقتة أم ماذا؟ وما هو حجم التعاون بين اتحاد البلدين الشقيقين في الفترة الأخير، فكان هذا الحوار:
- في البداية.. كيف ترى عودة المدربين المصريين وعلى رأسهم مدرب الأهلي طرابلس حسام البدري ومدير الكرة هادي خشبة؟ وما الرسالة التي تبعث بها للجانبين الليبي والمصري؟
- هى خطوة في وقت تسعى فيه ليبيا جاهدة إلى إعادة إحياء دورها الرياضي الإقليمي، وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة، وعلى رأسها مصر، التي تربطها بليبيا علاقات تاريخية ورياضية عميقة، وأنا كرئيس للاتحاد الليبي قررت تأجيل مسابقتي الدوري الممتاز والكأس لينطلق بعد أيام لحين استعادة العاصمة عافيتها، والتأجيل جاء تحسبا لأي طارئ واعطاء مساحة للأندية بأنها تستعيد عافيتها والتحاور مع لاعبيها ومدربيها الأجانب بشكل عام وليس الأشقاء المصريين فحسب، لكن الأمور جيدة وتسير على ما يرام ولا يوجد ما يعرقل أو يزعج، وأمام هذا التأجيل والإجازة القصيرة كان قرار السفر الجماعي، لكن الجميع محتفظ بمكانه.
- ما هو تقييمك للمدربين المصريين ودورهم في تطوير الكرة الليبية؟
- المدرب المصري دوره مهم في الكرة الليبية، وله بصمة قوية على مدار التاريخ الطويل الذي يربط البلدين، وأنا شخصيا تربطني علاقات قوية وجيدة بصديقي هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، ودائما ما تدور بيننا منافشات وأحاديث أخوية لبحث ما يهم تطوير اللعبة في البلدين.
- هل يمكن أن تمتد الشراكة إلى مجالات أخرى مثل تبادل الخبرات والمواهب؟
- هذا ما يتم بالفعل على أرض الواقع، فلا يوجد موسم رياضي دون أن يشهد ظهور اللاعب والمدرب المصري مع مختلف الأندية في الشرق والغرب، فضلا عن اعتيادنا على عمل معسكرات في القاهرة والإسكندرية للأندية والمنتخبات المختلفة، فالعلاقة قوية وممتدة منذ زمن، ودائما متواصلة على خير.
- هل حُسم قرار نقل دوري السداسي خارج ليبيا؟
- قرار بهذا الحجم لا يُتخذ بسهولة، ولن يكون فرديًا حتى لو صدر عني. أنا أؤمن بالمشاركة الجماعية، لذا سنتشاور مع الأندية الستة المتأهلة (ثلاثة من الشرق وثلاثة من الغرب) والجهات الحكومية.
المسألة ليست بسيطة؛ نقل 6 فرق مع بعثة الاتحاد يعني إرسال قرابة 420 فردًا، وهذا يتطلب تخطيطًا دقيقًا.
- هل اتحاد الكرة مستعد ماديًا لهذه الخطوة؟
- مستحيل أن يتحمل الاتحاد التكلفة بمفرده. نحتاج دعم الدولة، والحمد لله، الدعم موجود دون تقصير.
التحدي الحقي هو الترتيبات اللوجستية، مثل تأمين الملاعب والإقامة والتنقل، خاصة أننا ندرس عروضًا من إيطاليا وقطر والجزائر.
- هل ليبيا قادرة على استضافة السداسي محليًا؟
- الظروف الحالية لا تسمح، لسببين رئيسيين: الأول خاص بنقص الملاعب الحيادية المؤهلة لمرحلة بهذه الأهمية.
أما الثاني خاص برغبتنا في تحسين صورة ليبيا دوليًا، وإثبات انفتاحنا عبر الرياضة. لذلك، نتجه للاتحاد الدولي (فيفا) ودول صديقة لاستضافة المباريات.
- هل للأوضاع الأمنية في طرابلس دور في هذا القرار؟
- بالتأكيد. التوترات القائمة بين حكومتي الشرق والغرب تجعل اللعب الداخلي محفوفًا بالمخاطر.
لا أريد المجازفة بسلامة اللاعبين والجماهير.
هدفنا الأكبر هو توظيف الرياضة لنقل صورة مختلفة عن ليبيا، بعيدًا عن الحرب، وإبراز إنجازات شبابنا.
- ما حجم الدعم الحكومي المقدم لاتحاد الكرة؟
- الدعم المالي موجود بالكامل عبر وزارة الرياضة، وليس لدينا أزمات مالية. لكننا نحتاج دعمًا فنيًا "فيفا" و"كاف"، مثل استقدام خبراء وإنشاء مراكز تدريب. هذه مشاريع تموّلها الاتحادات الدولية، ونحن نطالب بحصتنا منها.
- هل يعيق الوضع السياسي تطوير الكرة؟
- منذ 2011، البنية التحتية تعاني، لكن الأمور تتحسن تدريجيًا. طموحنا هو إنشاء مركز فني متكامل بدعم "فيفا"، ليكون نواة لتطوير الكرة على كل المستويات.
- هل إيطاليا الخيار الأرجح لاستضافة السداسي؟
- إيطاليا مرشحة قوية لقربها ونجاح التجربة الموسم الماضي، لكن لدينا عروضًا من قطر والجزائر أيضًا.
سنقارن الخدمات (الفنادق، المواصلات، الأمن) قبل القرار، لأن التكلفة ستكون كبيرة، ونريد ضمان رضا الجميع.
- ما أبرز التحديات غير التقليدية التي تواجهكم؟
- في ظل الأزمات الأمنية، نسعى جاهدين لإحياء الكرة الليبية كأداة للانفتاح وإعادة الأمل. لدينا خطة استراتيجية تشمل تطوير البنية التحتية، ورفع مستوى اللاعبين، وتعزيز العلاقات الدولية.
نريد للرياضة أن تكون جسرًا لليبيا جديدة.
- كلمة أخيرة لجماهير الكرة الليبية؟
- نعدكم بأننا نعمل بلا كلل لتحسين واقع الكرة، رغم كل التحديات. نريد أن تكون الملاعب عنوانًا لوحدتنا، وأن يكون مستقبل الرياضة الليبية مشرقًا، يعكس إرادة شعبنا في البناء والتواصل مع العالم.
ويظل التحدي الأكبر هو توظيف الرياضة كأداة دبلوماسية لتحسين صورة ليبيا دوليًا، وهذا هو هدفي الأكبر والأهم.