
الدكتور نظمى عبدالبر رئيس المركز الجيولوجى للتعدين بالمنيا: «البحوث العلمية» ساهمت فى دعم القطاع الزراعى وابتكرنا مستحضرًا طبيًا بديلا للمبيدات الكيميائية الضارة

حوار - حسن أبو خزيم
شهد قطاع البحث العلمى، طفرة غير مسبوقة فى ظل الاهتمام والدعم والمتابعة المستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال السنوات الماضية، وأدى ذلك إلى تطور كمى وكيفى فى هذا القطاع المهم، وفتح الباب أمام العلماء والمراكز البحثية، للابتكار والاختراع والاكتشاف، وكان القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات التي شهدت بحوثًا متميزة ساهمت فى دعم القطاع وزيادة الرقعة الزراعية واستنباط سلالات جديدة للمحاصيل، فضلًا عن اكتشاف بدائل للمبيدات والأسمدة الكيماوية الضارة بالإنسان والبيئة، وكان مركز «جى إم سى مصر» بالقطاع الزراعي فى المركز الجيولوجى للتعدين بالمنيا، إحدى أذرع الدولة لتحقيق الأمن الغذائى بعد نجاح باحثيه فى التوصل لمستحضر زراعي طبيعى بديل للمبيدات الكيميائية يدعم إنتاجية الحاصلات الزراعية، لذلك أجرت «روزاليوسف» حوارًا مع الدكتور نظمى عبدالبر مدير المركز، للحديث عن المستحضرات الطبيعية ودورها فى دعم الاقتصاد الوطني.. وإلى نص الحوار..
■ فى البداية.. حدثنا عن المركز الجيولوجى للتعدين؟
- المركز الجيولوجى للتعدين هو مركز بحثى علمى إنتاجى، يضم القطاع الزراعي المعنى بالإنتاج الزراعي الطبيعى والعضوى، ويقدم خدماته المتطورة بأحدث الأساليب العلمية فى ابتكار تقنية جديدة لإنتاج مركبات طبيعية مبتكرة وجديدة كليًا، تُستخدم فى علاج النبات المصاب والمقاومة للآفات الزراعية بالرش والحقن، ومناسب تمامًا للزراعة وطرق الرى الحديثة والقديمة.
■ هل المستحضر آمن على العاملين وهل له آثار ضارة على الزراعة؟ وهل تم إجراء التجارب عليه؟
- المستحضر آمن تمامًا على العاملين بها، وليس له آثار ضارة على الزراعة المعالجة به واللاحقة لها، ليس ذلك فحسب بل تم إجراء تجارب تطبيقية حقلية عديدة على أنواع مختلفة من الحاصلات وكانت النتائج مبهرة، ولا يوجد أثر للملوثات على الإنتاج من الحاصلات الزراعية وخالية تماما من متبقيات المبيدات، وذلك بفضل الفريق البحثى برئاسة الدكتور نظمى عبدالبر الخبير الاستشارى فى الجيولوجيا والخامات الاقتصادية والتربة الزراعية، بالتعاون مع المجموعة الدولية للتكنولوجيا الجديدة (أنتج جروب)، حيث كانت نتائج البحث متميزة.
■ ما توجه المركز الجيولوجى للتعدين لدخول عالم الاستثمار؟
- المركز سعى لإنتاج المستحضر الطبيعى بالمنيا لخدمة كل المحافظات والتصدير للخارج، بهدف المساهمة فى توفير العملة الصعبة، خاصة أن جميع مكونات المنتجات محلية بنسبة 100%، بالإضافة إلى أننا نعمل على تنفيذ تكليفات القيادة السياسية بتوطين الصناعة وطبقا لتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى نعمل على بذل المزيد من الجهد والوقوف مع المزارع والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، إذ تمت إقامة وتشغيل مصنع بالمنطقة الصناعية، وذلك تحت رعاية وتشجيع اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، الذي يدعم البحث العلمى والاستثمار عمومًا، وفى مجال الزراعة لإنتاج حاصلات زراعية نظيفة وسليمة وصحية وخالية من الملوثات والمسببات المرضية، فضلا عن متبقيات المبيدات وذلك لدعم ملف الأمن الغذائى الخالى من الملوثات.
■ كيف يسهم المستحضر فى القضاء على أمراض النبات؟
- نعمل على مكافحة أمراض النبات، عبر التحكم والسيطرة على جميع العناصر المؤثرة فى (النبات ودورة حياته) بداية من البذرة، وذلك باستحسان البذور المنتخبة وطرق الإنبات والتغذية والمقاومة للأمراض ومعاملات ما بعد الحصاد، وذلك حتى تمكن فريق البحث من التوصل لإنتاج المستحضر الزراعي المبتكر حديثا، حيث تم القضاء على المشكلات المتعددة المتسببة فيها المبيدات الكيميائية واستخداماتها الخاطئة، ما يسهم فى الحفاظ على الصحة العامة ووقف استيراد الأسمدة الكيماوية الضارة.
■ كيف يوفر المستحضر الجديد العملة الأجنبية؟
- مع الاستغناء عن المبيدات الكيميائية والتوجه للمستحضرات الطبيعية، ستقل فاتورة الاستيراد وسيتم توفير العملة الصعبة، وذلك حال التوسع فى استخدام هذا المستحضر الزراعي فى المقاومة والمكافحة لأمراض النبات، وبالتعميم والتوعية بالإرشاد الزراعي والاستخدام الأمثل للمستحضر الزراعي ستتم الوقاية من تعرض الزراعات للإصابة بالأمراض مجددًا لتصبح لدينا آلية طبيعية لامتلاك حاصلات زراعية طبيعية وعضوية صحية وسليمة خالية من الملوثات، مع ضرورة الاهتمام بنظافة مياه الرى ومتبقيات المبيدات والمسببات المرضية للإنسان والحيوان على السواء والحفاظ على البيئة من حولنا، لنستعيد جودة الحياة بالريف المصري كما كان قبل 100 عام، وتحديدا ما قبل بناء السد العالى والتحول للاعتماد على الأسمدة الكيماوية، ثم المبيدات الكيميائية حتى أصبح لا يمكن إتمام الزراعة إلا بهما.
■ حدثنا عن المخصبات الأرضية المعدنية الطبيعية المقاومة للنبات؟
- فريق البحث فكر فى البديل الأمثل للأسمدة الكيماوية والمبيدات الكيميائية فتوصل إلى المخصبات الأرضية المعدنية الطبيعية من قبل، ثم المركبات الطبيعية من المستحضرات الزراعية المقاومة والمكافحة لأمراض النباتات، وذلك لاستخدامها فى إنتاج حاصلات زراعية خالية من الملوثات ومن المسببات المرضية، وليس بها أى متبقيات من المبيدات الكيماوية، فمشروع البحث يقدم حلا نهائيا مقدما لنا من رواد الحلول المبتكرة، التي تغلبت على المشكلات المعروفة سابقا بحلول جذرية وغير نمطية، أو تقليدية بضرورة وضع تصور لنظام عام لتغيير الآلية الحالية لتوفير الغذاء الطبيعى والآمن والصحي لكل المستخدمين والمستفيدين بتعميم استخدام هذه التقنية أو الطريقة، ونتمنى أن تحظى بالاهتمام والرعاية والدعم اللازم لتعم الفائدة على العالم أجمع.
■ ماالخطط لتعريف المزارعين بالمستحضرات الطبيعية؟
- الحل الأمثل يكمن فى التوعية بالعودة للزراعة الطبيعية، مع استخدام التقنيات الحديثة، حيث تساعد المستحضرات الزراعية الطبيعية فى الارتقاء بالقطاع الزراعي وتسويق مخرجاته من المنتجات العضوية المرغوبة بالأسواق والتي تحظى بالطلب المستمر، ولقد كان للأضرار الجمة التي تعرض لها الإنسان والبيئة المحيطة به جراء استخدام المبيدات الكيماوية على مدى السنوات الماضية، أكبر الأثر فى الاتجاه نحو استخدام البدائل الآمنة للمبيدات الكيميائية المسببة للأمراض.
■ ما نصيحتك للفلاح للاستفادة من المستحضرات؟
- المستحضرات آمنة وتوفر المجهود والوقت والتكاليف الزراعية، وتوفر منتجات صحية طبيعية سهلة التسويق وتحقق التنمية الزراعية خاصة والبيئية عامة.
■ ما الذي يميز تلك المركبات عن غيرها؟
- منتجاتنا من المركبات الطبيعية من المستحضرات الزراعية بمكونات طبيعية محلية وطبيعية 100%، تحتوى على جميع العناصر الغذائية الكبرى والصغرى معا والتي ترفع درجة خصوبة التربة الزراعية، وتعتبر المخزن الطبيعى بالتربة والتي يحتاجها النبات ويستمد منها العناصر، وتم إنتاج منتجات من حاصلات زراعية عضوية وطبيعية ونظيفة وسليمة وصحية وخالية تماما من متبقيات المبيدات.
■ هل التربة الزراعية ضعيفة وفقيرة نتيجة استخدام المواد الكيميائية؟
- افتقار الأراضى وحتى التربة الزراعية الحالية لمعدلات الخصوبة العالية، لكونها شاخت وأصبحت فقيرة وضعيفة جدا فى محتواها من العناصر المعدنية ولتحقيق معادلة الخصوبة يجب عند ملاحظة ضعف محتوى العناصر المعدنية بالتربة سواء بوجود قشرة ملحية بيضاء أو داكنة على سطح التربة بسبب انخفاض نسبة النفاذية والتهوية الجيدة للتربة وأيضا قلة تفككها وارتفاع نسبة القلوية فى التربة، مما يؤدى لضعف النباتات المنزرعة فى التربة واختلاف قوة نموها وتقزم النباتات وتلونها بلون أخضر داكن يميل للزرقة وظهور أعراض العطش بشكل ملحوظ أو احتراق واصفرار الأوراق وتحول أوراق بعض النباتات إلى أوراق عصيرية، وهذا بعد إتمام الزراعة، وبملاحظة بعض أو كل هذه المشاكل أو هذه العوامل ولتفاديها كليًا يجب استخدام هذا المنتج من المخصب “الفلاح 50” بالتأسيس قبل بدء أى عملية زراعية، بالإضافة مرة واحدة سنويًا وعليه من كل ما سبق نخلص المفاهيم المستجدة التي أصبحت وباتت مؤكدة لدينا من مخرجات تجاربنا الحقلية والميدانية التطبيقية والتي يجب تعميمها، حيث إن الاستخدام للمخصبات المعدنية الطبيعية الأرضية الزراعية والحيوية الطبيعية، يؤدى للحصول على محاصيل اقتصادية ويقلل تكاليف الإنتاج الزراعي، وبالتالى ترتفع العوائد الربحية للمحاصيل الزراعية.
وبينما منتج “الفلاح 52 “ له القدرة على إصلاح عيوب التربة الرملية بتحسين خواصها الفيزيقية بجعلها ممسكة للماء وقابلة للإنبات وللاستزراع والاستصلاح الزراعي الحقيقى لفظا ومعنى، والتجربة أثبتت أن التربة الرملية يتسرب منها الماء إلى الأسفل بمعدل سرعة يتراوح بين 92- 99% من لتر الماء فى الدقيقة تقريبًا، وذلك بحسب اختلاف نسب النفاذية والمسامية للتربة الرملية صيفا أو شتاء، وقد تمكنا من رفع هذه المعدلات بالعكس إلى 1200 ضعف تقريبا لتصبح التربة الرملية المستصلحة بالفلاح 52 ممسكة للماء بمعدل يتراوح من 82 - 96% بمنطقة الجذور خلال 22 ساعة من عملية الرى، وذلك مكننا من إضافة مساحات شاسعة من الأراضى المستصلحة للرقعة الزراعية.
■ هل المركبات الجديدة علاجية ووقائية؟
- فريق البحث أوضح أن المركبات الجديدة علاجية ووقائية وآمنة ومعها تمكنا من إنتاج حاصلات زراعية خالية من المسببات المرضية ومتبقيات المبيدات، فضلا عن التلوث الكيميائى الذي يؤثر على صحة المواطنين والحيوانات وارتفاع نسبة التلوث، ومركباتنا الطبيعية تستخدم بنجاح فى أنظمة الرى الجديدة (الرش – التنقيط)، وتساعد النبات بالتغلب على الإصابات وعلى استكمال دورة حياته بالتخلص من الإصابات ويقاوم الأمراض، وتستخدم فى مقاومة إصابات كل من المن والتربس والذبابة والعنكبوت الأحمر والحشرة القشرية وسوسة النخيل واللفحات والتصبغات والأصداء والندوات والبياض الدقيقى والزغبى، كما يستخدم للحقن الأرضى لمقاومة ومكافحة أمراض التربة (الأعفان – والنيامتودا) ويمتاز المستحضر الزراعي بنوعيه الأول والثانى بأنه المركب الأقوى طبيعيا فى مكافحة ومقاومة الأمراض الحشرية والفطرية، التي تصيب النباتات والذي يعمل على مكافحة ومقاومة الحشرات والفطريات ومنعها من التغذية على النباتات ويمنعها من إتمام دورة حياتها بتطفلها على النباتات، وبالتالى وقف نموها وتكاثرها وهو آمن على النباتات ويعمل على مساعدة النباتات على النمو بصحة وفاعلية ويحافظ على جودة وكفاءة المحاصيل، حيث يجعل سطح الأوراق سميكًا نسبيًا ضد الحشرات الثاقبة والماصة للعصارة النباتية، وبالتالى عدم تعرض المحاصيل النباتية للخطر الناتج عن الإصابات مع توفير العملة الصعبة عن طريق الحد من استيراد المبيدات الزراعية الكيميائية والتي ثبت أنها المسببة للأمراض المستعصية.
■ ما الوقت المناسب لرش المستحضرات؟
- يستحسن تنفيذ المعاملة بالغروب مع بدء زوال الشمس حتى دخول الليل أو تحت الأضواء الليلية، حيث كانت النتائج ممتازة، والجدير بالذكر التجارب الكاملة الخاصة بكل من محصول القمح الذي أعطى إنتاجية 28 إردب/ف والحصاد كان فى الأسبوع الأول من أبريل وبجودة استخراج دقيق بنسبة 92%، وفى محصول السمسم حصل على إنتاجية 26 إردب/ف وبنسبة 58% استخلاص زيت السمسم، ومحصول الفراولة الأكثر حساسية أثناء الزراعة وفيما بعد الحصاد حصلنا على محصول ذى جودة فائقة والثمار محتفظة بخصائصها الطبيعية بدون تلف أو عطب خارج الثلاجة لمدة 14 يوما، مما ساهم فى زيادة الطلب على التصدير.
■ هل هناك محاذير عند الاستخدام؟
- يجب الحذر الشديد من الملامسة المباشرة للجلد والعين عند الاستخدام، وذلك بارتداء قفاز أو غطاء واق لليدين ونظارة للعينين، ويجب مراعاة اتجاه الريح عند المعاملة بالرش (المعاملة مع اتجاه الريح وليس عكس اتجاه الريح)، وفى حالة الخطأ بالملامسة يجب فورا سرعة التلطيف بالماء الجارى والمستمر مباشرة لتجنب اتساع حالة الإحمرار أو الحساسية المفرطة الناتجة عن الحكة العارضة والتي سرعان ما تختفى وتزول بعد التلطيف بالماء خلال أقل من 72 ساعة، مع ضرورة استخدام كريم ملطف.