القدس تُوشّح بعباءة النساء: حكايات الصمود تتوّجها عاصمةً للمرأة العربية
ساره وائل
تستعد دولة فلسطين، يوم غد الاثنين، لإطلاق فعالية وطنية لإعلان "القدس عاصمة المرأة العربية"، في مبادرة تعكس أهمية تمكين المرأة وتعزيز حقوقها، وتسلّط الضوء على معاناة المرأة الفلسطينية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. وأكدت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، أن هذه الخطوة تشكّل منبرًا هامًا لتمثيل المرأة العربية في المحافل الإقليمية والدولية، وتسريع الجهود لتحقيق العدالة والمساواة للنساء، خصوصًا في فلسطين.
ربما يعجبك
وأوضحت الخليلي في مقابلة مع وكالة "وفا" أن فعالية الإطلاق ستشهد مشاركة وزيري شؤون القدس والثقافة، حيث سيعلن الأخير عن إطلاق "جائزة المرأة العربية في الأدب والشعر"، في بادرة ثقافية تسعى إلى توثيق الذاكرة الحية للنساء الفلسطينيات من خلال الإبداع الأدبي.
ويأتي هذا الإعلان في إطار ترؤس دولة فلسطين للدورة الـ44 للجنة المرأة العربية في جامعة الدول العربية، حيث تم اختيار مدينة القدس لتكون عاصمة المرأة العربية للعامين 2025 و2026، خلال اجتماع اللجنة بالقاهرة، في خطوة تعكس التقدير لنضال المرأة المقدسية، خاصة في ظل ما تتعرض له المدينة من سياسات تهويد وتهميش ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّنت الوزيرة أن هذه الفعالية تمثّل فرصة لعرض الواقع الذي تعيشه المرأة المقدسية، من اعتقال وإقامة جبرية وهدم للمنازل وتهجير قسري، فضلًا عن القيود التي فرضها الاحتلال مؤخرًا، مثل حظر عمل وكالة "أونروا". وتستهدف الحملة إيصال صوت المرأة الفلسطينية إلى العالم العربي والدولي، وتعزيز الدعم العربي لصمودها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وقانونيًا، إلى جانب دعم المؤسسات المقدسية العاملة في هذا السياق.
وأكدت الخليلي أن فعاليات العام ستركّز على واقع المعتقلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، والشهيدات، والمعاناة الإنسانية التي تواجهها النساء في قطاع غزة، من إخفاء قسري، وتهجير، واستهداف مراكز الإيواء، وذلك من خلال مؤتمرات وورش عمل يتم بثها على مواقع جامعة الدول العربية ومؤسسات المرأة العربية.
وبموجب المرسوم الرئاسي رقم (8) لسنة 2024، تم تشكيل اللجنة الوطنية التحضيرية لتنفيذ إعلان القدس عاصمة المرأة العربية، برئاسة وزارة شؤون المرأة، وعضوية ممثلين رفيعي المستوى عن المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني وشخصيات مجتمعية، بهدف ضمان إنجاح الحدث وتدويل الإعلان وحشد الموارد اللازمة له.
كما صادق مجلس الوزراء الفلسطيني على التوجهات المقدمة من وزارة شؤون المرأة بخصوص ترتيبات الحدث، الذي سيتم تنفيذه بالشراكة مع جميع الأطراف المعنية من القطاعين الحكومي والأهلي والخاص، بما يشمل الاتحادات والنقابات ذات الاختصاص.
وأعلنت الوزيرة الخليلي عن الشعار الرسمي للقدس عاصمة المرأة العربية لعام 2025، الذي يتضمن رموزًا تجسّد هوية المدينة ومكانتها في الوجدان العربي، وسيرافق هذا الشعار جميع الوثائق والأنشطة ذات الصلة بالشؤون الاجتماعية والمرأة والطفل ضمن إطار جامعة الدول العربية خلال العام الجاري.
ومن بين الأنشطة اللافتة، قالت الخليلي إن وزارة شؤون المرأة وبالتعاون مع الدول الأعضاء، أعدت تصميمًا لطابع بريدي خاص سيتم تداوله على الصعيدين المحلي والعربي، ويتضمن لوحة فنية للفنان الفلسطيني نبيل عناني، تعبّر عن صمود المرأة الفلسطينية ودورها في الدفاع عن القدس.
وفي الجانب الثقافي والإعلامي، ستتضمن الفعاليات إطلاق "جائزة المرأة العربية" لأفضل الأعمال الأدبية العربية التي توثق نضالات النساء والفتيات الفلسطينيات، وإنتاج فيلم وثائقي يسلّط الضوء على صمود المرأة الفلسطينية يبث عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، بالإضافة إلى تخصيص زاوية دورية في الصحافة المحلية والعربية وحملات توعية في المدارس تسلّط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية.
كما تشمل الأنشطة إصدار طابع بريدي خاص بعنوان "القدس عاصمة المرأة العربية" عبر وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، بهدف المناصرة والتوعية، وتداوله محليًا وعربيًا وعالميًا، في إطار الجهود الرامية لحشد الدعم الدولي والاعتراف بصمود المرأة الفلسطينية.
جوجل نيوز
