عاجل
الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| رحلة الصين إلى التفوق الجوي العالمي.. فرط صوتي

صاروخ فرط صوتي
صاروخ فرط صوتي

أعلنت الصين مؤخرا عن إنجاز جديد في مجال الأسلحة الجوية، وذلك مع اكتمال الاختبارات الأخيرة لصاروخ جو-جو جديد تفوق سرعته سرعة الصوت، بمدى يتراوح بين 800 و1000 كيلومتر. ويمثل هذا إنجازاً تكنولوجياً من شأنه أن يعيد تعريف مفهوم الحرب الجوية الحديثة.



 

وذكرت تقارير إعلامية صينية أن الصاروخ خضع لاختبارات صارمة في نفق حراري، يستخدم عادة لمحاكاة الظروف القاسية على المريخ، لاختبار مقاومته لدرجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن الاحتكاك الهائل أثناء الطيران الأسرع من الصوت.

 

ويأتي هذا السلاح الجديد في إطار جهود الصين لتطوير صواريخ بعيدة المدى مثل PL-17 وPL-21، والتي يتراوح مداها حاليا بين 350 و400 كيلومتر. 

 

لكن الصاروخ الجديد يتفوق عليها جميعا، بل ويتفوق حتى على نظرائه الروس، مثل KS-172 وR-37M، التي لا يتجاوز مداها 400 كيلومتر. وبالمقارنة مع الصواريخ الغربية فإن الفارق أكبر بأربعة أو خمسة أضعاف. 

 

وهنا يطرح سؤال مركزي: ما هو الدافع وراء تطوير صاروخ جو-جو بهذا المدى الضخم، في حين أن أحدث الرادارات القتالية لديها مدى كشف يتراوح بين 150 إلى 400 كيلومتر فقط، وهي أقل قدرة على تحديد الأهداف وتحديدها بدقة؟

وتكمن الإجابة في نظام الاستطلاع المتطور الذي تعمل الصين على تطويره بالتوازي مع هذا الصاروخ. كشفت بكين مؤخرا عن عدد من الطائرات الاستراتيجية بدون طيار، بما في ذلك WZ-8، التي تتميز بتكنولوجيا التخفي والقدرة على الطيران على ارتفاعات تصل إلى 30 ميلا.

 وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار بالقدرة على تنفيذ عمليات الاستطلاع والمراقبة على مساحات واسعة، وتوفير المعلومات في الوقت الفعلي من خلال شبكة اتصالات وسيطرة متكاملة.

وتشير بيانات الشركة المصنعة إلى أن الطائرات الصينية بدون طيار المتقدمة قادرة على الطيران على ارتفاعات تصل إلى 48 كيلومترًا، مما يزيد من إمكانية استخدامها في دعم عمليات تحديد الأهداف والاستحواذ عليها للصواريخ الأسرع من الصوت الجديدة على مدى يتراوح بين 800 إلى 1000 كيلومتر.

وتشكل هذه الطائرات جزءاً من منظومة مراقبة وسيطرة متكاملة، وتعتمد على روابط بيانات متطورة توفر لها تغطية واسعة وزوايا رؤية أكبر، مع القدرة على العمل على ارتفاعات تصل إلى أميال فوق أهدافها المحتملة، مما يمنحها ميزة استراتيجية حاسمة. ولكي نفهم حجم هذا التطور.

ويكفي أن نتذكر أن الولايات المتحدة اضطرت مؤخرا إلى نشر طائرة مقاتلة من طراز إف-22 ــ التي توقف إنتاجها الآن ــ لإسقاط منطاد صيني يحلق على ارتفاع نحو 60 ألف قدم، وهو نصف الارتفاع الذي تستطيع هذه الطائرات الصينية بدون طيار الوصول إليه.

من ناحية أخرى، يتوافق الجيل الحالي من الرادارات الصينية مع هذا النهج الجديد، حيث تعتمد بكين على تكنولوجيا GaN MMIC المتقدمة في أنظمة الرادار الجوية والبحرية الخاصة بها، في حين لا تزال معظم الأنظمة الأمريكية تعتمد على تكنولوجيا GaA القديمة نسبيًا. 

 

جدير بالذكر أنه في عام 2008، طورت الصين وحدة إرسال GaN بقدرة 119 واط، وهو إنجاز يوضح مدى تقدمها التكنولوجي، خاصة وأن الولايات المتحدة بدأت مؤخرًا في دمج هذه التكنولوجيا في طائراتها المقاتلة، مثل F-35، من خلال رادار APG-85.

 

وفي حين تميل القوى الكبرى تقليديا إلى دمج أنظمة الإنذار المبكر "AWACS" مع الأنظمة الأرضية والجوية، يبدو أن الصين تتخذ خطوة إلى الأمام من خلال تطوير شبكة اتصالات سريعة تربط بين الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار، مما يسمح لها بتنفيذ ضربات دقيقة باستخدام صواريخ جو-جو بعيدة المدى "800 إلى 1000 كيلومتر" تحلق على ارتفاعات تتراوح بين 20 و40 كيلومترا، ضد أهداف أقل ارتفاعا.

إن ما تفعله الصين الآن هو إعادة تنظيم مفهوم التفوق الجوي، ويشكل تحدياً تكنولوجياً حقيقياً للقوى العظمى، سواء في الغرب أو بين الروس. وإذا استمر معدل التقدم على هذا المنوال، فإن الفجوة مع بقية العالم قد تتسع بشكل كبير في أقل من عقدين من الزمن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز