عاجل.. ثورة النحاس على الفن الهابط ومحمد رمضان ببدلة تثير غضب المصريين

لما انتشرت خلال الفترة الأخيرة الأغاني التي تخدش الحياء العام بدون رقيب ولا حسيب، ليس غريبًا أن يظهر الفنان محمد رمضان مرتديًا بدلة رقص في إحدى حفلاته.

 تخريب الذوق العام 

وطالما الأمر وصل إلى حد أن يفعل كل من يريد ما يريد في تخريب الذوق العام حتى وصل إلى الحضيض، بلا حسيب، أو رقيب، لابد من استحضار الماضي لعل وعسى يستفاد منه في الحاضر.

يسترجع دائمًا النقاد الفن ما كان عليه وضع الطرب في زمن الغناء الجميل عندما منعت الإذاعة  المصرية أغنية "ماقال لى وقلت له" للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش بسبب عبارة " يا عوازل فلفلوا"، واعتبرت أن هذا التعبير الشعبى الدارج غير مناسب وغير لائق ولا يتناسب مع الذوق العام، وأن النحاس باشا عاتب الموسيقار فريد الأطرش على هذه الأغنية وتلك الكلمات التي كتبها أبو السعود الإبيارى، فما حقيقة هذه المعلومة وهل بالفعل تم منع هذه الأغنية لهذه الأسباب أم أن هناك أساب أخرى لمنعها.

 وكانت ظروف تأليف هذه الأغنية عام 1950لاستخدامها في أحداث فيلم آخر كذبة بطولة فريد الأطرش وسامية جمال، وكتب كلماتها أبو السّعود الأبياريّ، ورفضت الإذاعة المصريّة هذه الأغنيّة لأنّ بها عبارة: "ياعوازل فلفلوا" وهو تعبير شعبيّ دارج في مصر.  ورغم أن كلمات الأغنية تعتبر رصينة قياسًا على الألفاظ والعبارات الهابطة المتداولة في ساحة الغنايء المصرية اليوم، تدخل الزّعيم الوفديّ ورئيس وزراء مصر مصطفى النّحّاس  لمنع إذاعة هذه الأغنية".

برر النحاس باشا قراره آنذاك بأن جرأة كلمات الأغنيّة لا تتوافق مع أخلاق وقيم المجتمع، فإن الكثير من المصادر أشارت إلى  سبب آخر يكمن وراء هذا المنع، يتعلق  بالمكايدة والمناكفات السّياسيّة بين النّحّاس باشا وعليّ باشا ماهر، الذي كان رئيسا للوزراء في عهد الملك فاروق، وكان تشكيل الوزارة في مصر محصوراً بين الشخصيتين."

يذكر أن أغنيّة فريد الأطرش يا عواذل فلفلوا أنطلقت في الوقت الّذي تشكّلت فيه الوزارة الثّالثة للنّحّاس باشا في عهد الملك فاروق عام 1950 ، ووقتها لم تكن زيارات عليّ باشا ماهر تنقطع عن قصر عابدين للقاء الملك، وهو ما أثار حفيظة غريمه السّياسيّ مصطفى النّحّاس، الذي اتهمه بتأليب الملك على الحكومة، وفي كلّ مرّة يتمّ اللّقاء بين عليّ ماهر والملك، تذاع هذه أغنية "يا عوازل فلفلوا"، فأوعز البعض بأن النحاس باشا يأمر بأن يتم إذاعتها نكاية في على ماهر باشا، لذلك قرر النحاس باشا منع الأغنيّة، لإيقاف هذه المكايدة و المناكفة السّياسيّة الّتي يظهرها ماهر مع كلّ مرّة يلتقي فيها بالملك فاروق، مشيرا إلى أنه رغم المنع فقد نجحت الأغنيّة نجاحا كبيرا، وحقق فيلم "آخر كدبة" إيرادات كبيرة، ليبقى الموسيقار فريد الطرش متربعا على عرش الفيلم الغنائى الاستعراضى، ولكنها ظلت شهادة على رصانة حرص الدولة المصرية على الذوق العام.