

ناهد إمام
همس الكلمات ..
النصب.. بلغة العصر!
اليوم آخر أيام عيد الفطر المبارك بعد انقضاء أيام الشهر الفضيل، كل عيد وأنتم بخير، وبطبيعة الحال، لن أوصي بالمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن وعدم هجر المساجد وغيرها من الأعمال الروحانية، لأنها لا تحتاج إلى توصية، فهي علاقة خاصة بين العبد وربه ومن يعمل بها فهي في صالح أعمال العبد.
ولكن الحقيقة ما أوصي به، هو الحذر كل الحذر من أشكال النصب المختلفة التي بدأت بالانتشار بصورة كبيرة وواضحة واستغلال "لغة العصر" الحديثة من التقدم التكنولوجي في النصب والاحتيال.
وتقع فيه الشخصيات البسيطة، المعروفة بالحيل الإلكترونية، ويتم النصب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث تأتي لك رسالة من خلال الفيس أو الماسنجر، وتقول مبروك كسبت 150 ألف دولار، من مسابقة الحلم، الذي يقدمه مصطفى الأغا على قناة دريم أم بى سي DREAM MBC.
وتظهر صورة مقدم المسابقة "مصطفى"، حتى تصدق أن الجائزة حقيقية من المسابقة.. رغم أنها بعيدة كل البعد عن المسابقة الحقيقية.
وتبدأ سلسلة النصب، حيث يشترط عليك لكي تتسلم شيك الجائزة، لا بد أن تدخل على موقع معين، وليس هو رابط المسابقة الحقيقية، وعند الدخول عليه من باب الأمل، أنك فعلا كسبت ذلك المبلغ الكبير 150 ألف دولار، تكتشف ان مطلوب منك تسجيل كل بياناتك بحجة أنهم يرغبون في التأكد من أنك الفائز.
ولا تنتهي عملية النصب عند ذلك فقط ولكن يتم المطالبة برقم الحساب البنكي الخاص بك حتى يحولوا لك الشيك.
وتبدأ عمليات الإصرار من جانبهم لسرقة البيانات، من خلال تكرار إرسال الرسائل، أنت الرابح معنا بالجائزة الكبرى وهي 150 ألف دولار أمريكي فقط لا غير، ولكن يجب تسجيل رقم هاتفك، وتاكيد رقم هاتفك للتواصل معك، وإذا لم تسجل إلى الآن وتؤكد رقم هاتفك ورقما آخر من أفراد العائلة، ستذهب الجائزة لفائز آخر وهذا شرط المسابقة.
والمشكلة أن لديهم إصرارا شديدا باختراقك، حيث لا ييأسوا، وتظل تلك الرسائل تتكرر للتحفيز على الدخول للموقع لتسجيل البيانات، وبالتالي سرقتها، وكأنهم يهتمون بك ويحرصون على تسليمك شيك الفوز الزائف.
والمضحك والمؤكد أن تلك العملية نصب واضحة، لأن من يخبرونه بأنه الفائز، لم يشترك نهائيا في تلك المسابقة "الحلم"، ولم يرسل أي تسجيل على موقع المسابقة.
وتعود مرة أخرى حالات النصب، تحت مزاعم توظيف مدخرات في أحد الأنشطة العامة وهو الاستثمار العقاري.
حيث ظهرت من جديد سيدة تمارس النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها وتوظيفها لهم في مجال الاستثمار العقاري، نظير أرباح شهرية لكل منهم، وبالفعل تلقت مبالغ مالية منهم، بقصد توظيفها لهم مقابل حصولهم على أرباح شهرية بنسبة 3% من قيمة رأس المال.
ونظرا لإغراءات الأرباح الشهرية التي يحصل عليها المواطن، أقبل عدد كبير لتسليمها مبالغ كبيرة دون دراسة أو تحرٕ عن تلك السيدة، التي توقفت عن صرف الأرباح ورفضت رد أصل المبالغ المالية المستولى عليها.
وعندما بدأ المستولى على أموالهم، الإبلاغ عن تلك السيدة النصابة، تبين أنها ذات نشاط إجرامي واسع النطاق، وتم القبض عليها واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
وتمثل عمليات النصب تحت مزاعم توظيف الأموال مقابل أرباح كبيرة شهرية تتخطى العائد الشهري أو السنوي من القنوات الشرعية كفوائد البنوك وغيرها، ظاهرة تستحق الحذر بشدة من وقوع المواطن في شباك نصبها، وعدم الخضوع لإغراءات أرباح زائفة وغير منطقية.
ألستم تتفقون معي، أن هناك ضرورة للحذر كل الحذر من توظيف الأموال في عمليات مجهولة للحصول على عائد غير منطقي ومبالغ فيه، وأيضا الحذر بشدة، من الرسائل الوهمية، لسرقة البيانات الشخصية أو الوقوع في براثن العصابات الجديدة بلغة العصر.