مسجد أحمد البدوي في طنطا.. صرح ديني وتاريخي شامخ
بسنت محمد
يعد مسجد أحمد البدوي من أكبر وأشهر المساجد في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، شمال مصر.
ربما يعجبك
يعتبر المسجد مركزًا دينيًا وثقافيًا هامًا، حيث يضم ضريح أحمد البدوي، أحد أعلام الصوفية وأقطاب الولاية الأربعة لدى أهل السنة والجماعة.
وتعد المدينة وجهة مهمة للمريدين والزوار، حيث يقام سنويًا عدد من الاحتفالات الكبرى بمولد البدوي، التي تشهد حضور الآلاف من كافة أنحاء مصر.
الوصف المعماري للمسجد
المسجد الأحمدي هو أكبر مساجد مدينة طنطا، ويمتاز بتصميمه المعماري الفريد، الذي يتسم بالشكل المربع مع صحن يحيط به أربعة أروقة تغطيه قبة مرتفعة. تبلغ مساحته بعد إعادة بنائه في القرن الرابع عشر الهجري فدانًا ونصف. ويحتوي المسجد على سبعة أبواب، أربعة منها في الجهة الغربية، وواحد في كل من الجهات الثلاث الأخرى. وفي الجانب القبلي من المسجد يوجد ضريح أحمد البدوي وتلميذه عبد المتعال والشيخ مجاهد.
تاريخ المسجد
تاريخ المسجد الأحمدي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة الشيخ أحمد البدوي، الذي توفي في 12 ربيع الأول 675 هـ/24 أغسطس 1276م، عن عمر يناهز 79 عامًا. وبعد وفاته، تولى تلميذه عبدالعال خلفه في بناء المسجد.
في البداية كان المسجد عبارة عن خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تطور ليصبح زاوية للمريدين.
وعُرفت هذه الزاوية بمكانتها العالية، حيث قام علي بك الكبير، الذي انفصل عن الدولة العثمانية في وقت حكمه مصر، بتوسيع المسجد وبناء القباب والمقصورة النحاسية حول ضريح أحمد البدوي.
كما أوقف علي بك الكبير الأراضي الزراعية والعقارات للإنفاق على المسجد وطلاب العلم والفقراء وأتباع الطريقة الأحمدية.
خلال العصور المختلفة، تحوّل المسجد إلى معهد للعلوم الإسلامية في القرن الثاني عشر الهجري، على غرار الجامع الأزهر.
وبلغ المسجد قمة مجده في القرن الرابع عشر الهجري، وكان يدرس فيه أكثر من 2000 طالب، تحت إشراف شيخ، مثل شيخ الأزهر.
شهد المسجد عدة توسعات وتجديدات في عهود عباس الأول، محمد سعيد، والخديو إسماعيل، وعباس حلمي الثاني، وملك فؤاد.
الترميم والتوسعات
في عام 1975، شهد المسجد التوسعات الكبرى في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كما أُجريت عمليات ترميم أخرى للمسجد في عام 2005، ثم تم تجديده بشكل شامل في عام 2008، حيث بلغت تكاليف عمارته حوالي 17 مليون جنيه مصري.
الاحتفالات بمولد البدوي
يعد الاحتفال بمولد أحمد البدوي من أبرز الاحتفالات الدينية في مصر، حيث تحتفل به 67 طريقة صوفية.
يُقام هذا الاحتفال في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، ويستمر لمدة أسبوع كامل حول المسجد الذي يضم ضريحه يشهد الاحتفال حضور الآلاف من الزوار جميع أنحاء مصر، ويُقّام وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما يشهد الاحتفال ربطًا بين شمال مصر وجنوبه، حيث يتجه العديد من أهل الصعيد من طنطا إلى مدينة دسوق للاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي مباشرة بعد انتهاء الاحتفال بمولد البدوي.
إضافة إلى المولد السنوي، يقام أيضًا احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبي، ويُعقد في النصف الأول من شهر أبريل من كل عام، ويستمر أيضًا لمدة أسبوع كامل.
يظل مسجد أحمد البدوي في طنطا واحدًا من أروع المعالم الدينية والتاريخية في مصر، ويتميز بموقعه المتميز وتصميمه المعماري الفريد.
يمثل المسجد مركزًا مهمًا للعلم والثقافة الصوفية في مصر، ويظل نقطة جذب دينية للمسلمين جميع أنحاء البلاد، لا سيما خلال احتفالات المولد التي تقام سنويًا.
جوجل نيوز
