مسجد عبد الرحمن كتخدا: عبق التاريخ وجمال العمارة العثمانية في قلب القاهرة القديمة
ساره وائل
تُعد زاوية عبد الرحمن كتخدا واحدة من أبرز المساجد التاريخية في شارع الخيامية بالقاهرة، وتتميز بتصميم معماري فريد يعكس الطراز العثماني في العصر المملوكي. تأسست الزاوية في عام 1754 ميلادي “1142 هجريًا” في حي المغربلين، أحد أعرق أحياء القاهرة القديمة، حيث تُعد نقطة جذب ثقافية ودينية بارزة في المنطقة.
ربما يعجبك
تاريخ البناء والتسمية
تم بناء زاوية عبد الرحمن كتخدا في عهد الدولة العثمانية، تحديدًا في فترة حكم الملك علي بك الكبير، وتُعتبر الزاوية من أهم المعالم التي تأسست خلال تلك الحقبة، وتم تسميتها نسبة إلى عبد الرحمن كتخدا، أحد كبار أمراء المماليك في عصر علي بك الكبير، الذي كان له دور بارز في تاريخ مصر المملوكية.
التصميم المعماري الفريد:
تتميز الزاوية بتصميم معماري يدمج الطراز العثماني والإسلامي، حيث تتكون الواجهة الرئيسية من ثلاث عقود كورنيشية الشكل، مزينة بنوافذ ذات مصبعات خشبية، وهذه النوافذ تضفي على الزاوية طابعًا مميزًا يجمع بين الجمالية والوظيفية.
وفوق كل عقد، توجد قمرية بأشكال مصبعات خشبية، مما يعكس الرقي المعماري في العصر العثماني، كما يعلو الواجهة شرفة حجرية خصصت للمؤذن.
أما من الداخل، فقد تم تصميم المسجد بشكل مستطيل مع سقف خشبي مزخرف بعناية، حيث تزينه نقوش ورسومات نباتية على الطراز الإسلامي التقليدي، و يشتمل رواق القبلة على ثلاث بوائك (أقواس) مدعومة من أربعة أعمدة رخامية، تتوزع الأروقة حول فناء مكشوف في وسط المسجد، مما يخلق جوًا من الانفتاح والتهوية الجيدة.
الزخارف والتفاصيل:
يعد سقف الزاوية أحد أبرز سمات التصميم، حيث يغطيه خشب مزخرف برسوم زيتية على الطراز العثماني، ويشتمل على خراطيم ومربعات منحوتة تضفي جمالًا معمارياً يعكس البراعة الهندسية في تلك الفترة، وتحتوي الأروقة على خمسة عقود مدببة تمتد فوق الأعمدة الرخامية، مما يعكس دقة التصميم الذي يجمع بين الجمال والوظيفة.
جوجل نيوز
