مصطفى زكريا يكتب: المهندس حاتم عطية "نقطة نور" في المحليات 

عظيمة هي النتائج حينما نمنح المسؤولية لمن يستحقها، فلا تخفي الحكومة سرًا أن قطار الإصلاح في هيكل الجهاز الإداري للدولة لايزال مستمر، يتحرك من محطة الي الاخري، عسي ان يتحقق من وراء الجهاز الإداري ما هو مأمول ومطلوب لخدمة الشعب المصري العظيم، الذي يساند ويقف خلف القيادة السياسية بكل ما لديه من قدرة علي تحمل الصعاب لجني ثمار الإصلاح. 

والحق أقول، لا يبهرني في شخصية أي مسؤول بالدولة إلا صفة واحدة أظن أنها هي الأفضل علي الأطلاق وهي "التواضع" فكلما كان المسؤول متواضع وقادر علي التعامل بنبرة صوت هادئة مع الجمهور كلما ارتفعت اسهم الحكومة بأكملها لدي هذا المواطن، وما أجمل أن يكون المسؤول المتواضع في مكان يتعامل مع الجمهور بشكل يومي ويدخل معهم في تفاصيل كثيرة مثل "المرافق والاشغالات والتصدي لمخالفات البناء وحماية الشارع من الباعة الجائلين، الخ .." وهنا اقول أن من بين السمات التي يجب ان تكون متوفرة في المسؤول هو "التواضع" لأنه مثل المرايا التي تعكس صورة الحكومة بالكامل بداية من رئيس الحكومة وحتي أصغر فرد في الدولة. 

 

المهندس حاتم محمد عطية "رئيس حي حدائق القبة"، يستحق أن يحصل علي لقب "المسؤول المتواضع" ولما لا، فقد قرر أن يهبط من مكتبة الفخم ويترك طقم السكرتارية الذي ينظم له دخول الزائرين والموظفين، ويجلس علي ترابيزة بلاستيك وكرسي داخل الساحة الخاصة بالحي، حيث يكون في استقبال كل جمهور الحي الذي جاء بحثًا عن خدمة يتمني أن يحصل عليها سريعًا ليعود الي مفرمة الحياة اليومية، فيجد في مدخل الحي شخص جالس ولا يأتي في ذهن المواطن أن الشخص الجالس أمامة هو رئيس الحي وحضر لهذا المكان مخصوص، بعد أن علم مدي صعوبة صعود المواطنين الي مكتبة بسبب التجهيزات التي يجريها الحي داخل المكاتب وبسبب عمليات "التكسير" ربما تتساقط بعض الشظايا علي المواطنين اثناء دخولهم، فما كان منه إلا النزول والعمل في الشارع في ظل هذا الطقس السيء والبرودة الشديدة حتى يكون بذلك نموذج نحتاج أن نستنسخة في مواقع أخري. 

ورسالتي لرئيس الحكومة معالي الدكتور مصطفي مدبولي، ضرورة أن يكون من بين أختبارات تولي المناصب القيادية في الدولة، أن يكون المسؤول الذي وقع عليه الاختيار "متواضع" وهذا لا يعني انتفاء صفات أخري مثل "السمعة الطيبة والخبرات الطويلة والذكاء الاجتماعي والصبر والتعاون والقدرة علي حل المشكلات" وهي صفات أظنها جميعًا اتفقت علي أن تكون داخل عقلية محترمة وطموحة مثل المهندس حاتم عطية رئيس حي حدائق القبة، والذي استطاع خلال فترة وجيزة أحداث طفرة داخل الحي ويزيل كل المعوقات أو ربما أغلبها ليكون "خير من يحمل المسؤولية".