محمود حميدة بندوة في "معرض الكتاب" يوصي بتعليم القيم الإنسانية لأبنائنا منذ الصغر

أوصى الفنان محمود حميدة، بضرورة إدراج القيم الإنسانية في مدارسنا وتعليمها لأبنائنا منذ الصغر، لاسيما وأنها مشتركة في جميع الشرائع السماوية، فضلًا عن ضرورة التحلي بإعمال العقل وتقبل الأخر وكلها من ركائز التقدم. 

جاء ذلك خلال مشاركة الفنان محمود حميده، اليوم الأحد، في ندوة بعنوان "السينما والمجتمع" وأدارها الشاعر إبراهيم داوود، وذلك ضمن محور "مع الفكر" بالقاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ56.

وطالب الفنان محمود حميدة، بإنشاء أرشيف سينمائي تديره مؤسسات مختصة وهيئات معنية وليس أفرادًا والاهتمام بهذا المشروع، مستشهدًا بوجود دول تمتلك أرشيفا سينمائيا رغم عدم امتلاكها صناعة سينمائية حقيقية، لافتا إلى أن مصر لديها أكثر من 4000 فيلم، لكننا لا نعرف شيئًا عن نصف هذا العدد، ورغم ذلك تم الإعلان مؤخرًا عن ترميم 20 فيلمًا فقط.

وقال "أنا شخص أحب التمثيل منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وكان هدفي حينها تسلية الناس، لكن هذا المفهوم تغير مع مرور الوقت، ولكي أتمكن من إمتاع الجمهور، قررت التعرف على كبار العقول، وكان أول باب فُتح أمامي هو الكتاب، فكنت كلما قرأت كتابًا، أتخيل ملامح وصوت مؤلفه، فمثلًا، عندما قرأت للعقاد، كنت أستحضر صورته وصوته وأتخيل أنني أجلس معه".

وأضاف "كنت دائمًا الانشغال بالتعرف على العقول التي تحرك فكر المجتمع، وهم الكُتّاب والمفكرون، وعندما أقرأ لهم، أتمكن من الاقتراب من عقول الناس بشكل أعمق".

وحول حبه للشاعر فؤاد الحداد، قال حميدة: "تعرفت على فؤاد الحداد من خلال الكاتب خيري شلبي، وعندما قرأت شعره ودرسته، اكتشفت أنه شاعر غزير الإنتاج، يمتلك دواوين تفوق غيره بكثير، و90% من دواوينه كانت مخططة قبل إصدارها، ولديه أكثر من 36 ديوانًا معروفًا غير ما فُقد من أعماله، واشتهر بأنه شاعر العامية، لكنه كتب بالفصحى أيضًا، وأبدع فيها كما لم يفعل أي من معاصريه، كما أن لديه أعمال مزجت بين الفصحى والعامية". 

وتابع "إن الكاتب يحيى حقي بالنسبة لي شخصية استثنائية، كنت أظن أن ثروت عكاشة هو المسؤول عن المؤسسات الثقافية في مصر، لكنني اكتشفت أن يحيى حقي كان هو القائد الحقيقي لها". 

وأشاد بالتطور الفني الحاصل في المملكة العربية السعودية، وبدورها في الاستعانة بالفنانين المصريين باعتبارهم رواد هذه المهنة، مؤكدًا أن النجاح الفني في أي بلد هو مكسب للجميع.

وبدوره..قال الشاعر إبراهيم داود "إن شخصية محمود حميدة، غنية وثرية، فهو مشغول بمشروع ثقافي كبير، حيث يسعى لإنشاء مؤسسة باسم فؤاد حداد وأخرى باسم يحيى حقي".

وأضاف "أعرف محمود حميدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو دائم الانشغال بالسينما والأدب، ومُحِبٌّ لزكي نجيب محمود، وفؤاد الحداد، ويحيى حقي، حيث إنه مثقف كبير يتسم بالصدق والموهبة، ونحن أمام شخصية مهمومة بالأفكار، وتحديث المجتمع، وتسعى لنقل الواقع إلى مستوى أسمى مما هو عليه".

وتقام الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار "اقرأ..في البدء كان الكلمة" بمشاركة 80 دولة عربية وأجنبية، و1350 دار نشر و6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام، وتم اختيار اسم العالم المصري أحمد مستجير شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل.