د. منى الحديدي: الثقافة روح الأمة ومرآة تاريخها وتراثها.. ولجنة الشباب بالأعلى للثقافة منبر للتنوير

- أشعر بامتنان عميق وسعادة كبيرة لتكريمي في يوم الثقافة المصرية

وجهت الدكتورة منى الحديدي، استاذة علم الاجتماع بكلية الآداب- جامعة حلوان، مقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، التحية والتقدير والاحترام للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لرعايته يوم الثقافة المصرية، حيث كرمها الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة باحتفالية تكريم مثقفي ومبدعي مصر بدار الأوبرا المصرية.

وأشارت الحديدي، في حوار خاص لـ"بوابة روزاليوسف" إلى أن لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة هي منبر لشباب مصر للتعبير عن رؤاهم وطموحاتهم ومشكلاتهم، والهدف الأساسي للجنة هو مشاركة الشباب أنفسهم بالتعبير والحديث عن قضاياهم، مشيرة إلى أن علم الاجتماع هو الدراسة العلمية لمختلف التصرفات الإنسانية في أي مجتمع بشري، الذي يشير إلى مسار العلاقات القائمة بين الإنسان والمجتمع، وكيف يمكن أن يؤثر مسار هذه العلاقات على أمور حياته، وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:

بداية.. كيف استقبلت تكريمك في "يوم الثقافة المصرية"، وما الذي يمثله لكِ؟

- أتقدم بكل الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ لرعايته هذا الحدث المهم، كما أتقدم بجزيل الشكر لوزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، على الاحتفاء بالثقافة المصرية بتكريم عدد من المثقفين والمبدعين صناع الهوية المصرية، فالثقافة هي روح الأمة ومرآة تعكس تاريخها وتراثها، وهذا اليوم فرصة للاحتفاء بهويتنا الثقافية التي نعتز ونفخر بها، فنحن نمتلك إرثًا ثقافيًا غنيًا وممتدًا على مدار التاريخ.. وتكريم اليوم هو تكريم لكل من يؤمن بدور الثقافة في بناء المجتمع وتقدم الأمم، وكم أشعر بامتنان عميق وسعادة كبيرة لتكريمي في هذا الحدث المميز، فتكريمي في هذا اليوم لهو شرف كبير لي.

كما أشكر كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث الكبير، خالص الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والمؤسسة الأعرق في الشرق الأوسط "المجلس الأعلى للثقافة" لجميع القائمين عليه والعاملين فيه الذين يعملون بدأب وحماس طوال الوقت لإثراء العمل الثقافي المصري، وبجهودهم ستظل مصر منبر الثقافة والمثقفين في كل مكان وزمان.

وشكر خاص لزملائي أعضاء اللجنة الموقرة علي ترشيحي لنيل هذا الشرف العظيم، وأتمنى أن نستمر جميعًا في العمل على تعزيز ثقافتنا، ونشر قيم الإبداع والتميز، فكل منا له دور في بناء مستقبلٍ مشرق يتجلى فيه جمال الثقافة المصرية.

ما الجهود المبذولة في خطة عمل لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة؟

- لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة هي منبر لشباب مصر للتعبير عن رؤاهم وطموحاتهم ومشكلاتهم والهدف الأساسي للجنة الشباب هو مشاركة الشباب أنفسهم بالتعبير والحديث عن قضاياهم، فاللجنة تسلط الضوء على القضايا التي تحظى باهتمام الشباب، ونعمل جاهدين على تعزيز الوعي لدى النشء والشباب بقضايا الوطن المتنوعة، خاصة في ظل التحديات الكثيرة التي يمر بها عالمنا اليوم، عالم المخاطر الكبيرة، عالم التلاعب بالعقول.

كيف ترين دور الثقافة في بناء المجتمعات ورفع مستوى الوعي لدى الشباب والنشء؟

- الثقافة مكون رئيسي في بناء الشخصية، وبجانب الاحتياجات الأساسية للإنسان من مأكل ومشرب وملبس، فتنمية الوجدان أمر مهم يخلق إنسانا حساسا تجاه قضايا مجتمعه ولديه شعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ذاته والآخرين والمجتمع ككل.

ويعمل المجلس الأعلى للثقافة على نشر الوعي الثقافي بين الشباب، باعتباره مسؤولية ثقافية وأخلاقية في المقام الأول، وليس مجرد دور اجتماعي، من هنا كانت الخطوة الأهم هي النزول بأنشطة اللجنة إلى أماكن تجمع الشباب في الجامعات والمحافظات الحدودية والمناطق البعيدة عن المركزية، بدلًا من الاعتماد على القاعات المغلقة التي قد تُشكل حاجزًا بينهم وبين المؤسسات الثقافية.

ما التحديات التي تواجه الشباب المبدعين حاليًا، وكيف نتغلب عليها لدعمهم بشكل أفضل؟

- من أهم التحديات التي تواجه الشباب المبدعين حاليًا التمويل، إذ يجد الكثير من الشباب المبدعين صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لمشاريعهم، ما قد يؤدي إلى تعطل العديد من الأفكار الإبداعية في خروجها إلى النور.

كما أن العديد من الشباب المبدعين يفتقرون إلى المرشد أو القدوة في مجالاتهم، ما قد يؤثر سلبًا على تطوير مهاراتهم، كما يجد الكثيرون صعوبة في تسويق أنفسهم وأعمالهم، خصوصًا مع وجود العديد من الخيارات في السوق، لذا يجب على الدولة والقطاع الخاص توفير فرص التمويل وإطلاق برامج تمويل خاصة بالشباب المبدعين، كمنح دراسية أو مسابقات إبداعية.

ولن ننكر دور وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة في رعاية المبدعين وإطلاق العديد من المسابقات التي تتيح لشباب المبدعين في مختلف المجالات، وهنا أذكر أن لجنة الشباب وعددًا من لجان المجلس الأعلى للثقافة أطلقوا العديد من السابقات بجوائز مالية، وهذه المسابقات تستهدف النشء والشباب وتتيح لهم الفرصة للترويج لإبداعاتهم.

 كما عقد المجلس سلسلة من البرامج التدريبية وورش عمل لتنمية مهارات الشباب الإبداعية وذلك خلال اشهر صيف ٢٠٢٤.

وأخيرًا يعد دعم الشباب المبدعين أمرًا ضروريًا لمواجهة التحديات التي يواجهونها.

كيف ترين تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على إبداع الشباب وتوجهاتهم الثقافية؟

- للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تأثير على إبداع الشباب، فهي تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب المبدعين عرض أعمالهم على جمهور عالمي، ما يزيد من فرصة التواصل والتفاعل مع المتابعين، كما أنها توفر منصات للأفكار الجديدة والإلهام من خلال التعلم من تجارب الآخرين وتتيح فرص التعاون بين المبدعين من مختلف المجالات، ما يؤدي إلى مشاريع إبداعية جديدة ومبتكرة.

ما المبادرات التي تعمل عليها لجنة الشباب؟

- تبنت لجنة الشباب سلسلة من الفاعليات في اطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" ننتقل بها بمختلف الجامعات المصرية لتعزيز وعي الشباب بقضايا الوطن في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث وحروب وصراعات، وعقدت الندوات عددًا من الجامعات منها جامعة أسوان وجامعة قناة السويس وجامعة القاهرة وجامعة عين شمس بكلية البنات، وسنذهب إلى جامعة بني سويف والمنصورة وسلسلة الندوات ممتدة لتغطي الجامعات المصرية كافة.

بصفتك أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان.. ما الدور الذي يلعبه هذا العلم للنهوض بوعي وثقافة الشباب؟

- علم الاجتماع من المجالات العلمية التي تتسم بالشمول والاتساع البالغ، بدءًا من اللقاءات العابرة بين الأفراد في الشارع وصولًا إلى الأحداث الاجتماعية الكبرى، وعالم اليوم ليس عالم الأمس، إذ تبدلت الأحوال، فعالم اليوم أصبح فيه الشباب يعاني من صور عديدة من الضغوط والمشقة لم يعرفها منذ عقدين، بالإضافة إلى أن العالم الجديد يتسم بتغيرات كبيرة وسريعة غيرت وجه العالم بشكل لم يسبق أن شهدها من قبل؛ حيث ظهرت أنساق جديدة من القيم تتسم بالميل إلى الأنانية والفردانية كل هذه التغيرات جعلت علماء الاجتماع يطلقون على عالم اليوم مسميات تعكس الواقع الجديد، فمنهم من قال بأنه عالم اللايقين، أو عالم السيولة، أو أنه عالم منفلت، أو عالم المخاطر الفائقة.