الشيخ رجب الأزهري: الإسراء والمعراج جاءت تطييبًا لخاطر النبي وتسلية له عن أحزانه وآلامه

أكد الشيخ رجب شعبان الأزهري، امام وخطيب الأوقاف ومتحدث بالإذاعة والتليفزيون ان الله تعالى قد أكرم نبيه محمدا ﷺ بمعجزتي الإسراء والمعراج ليبين فضله، إذ لم يكن للأنبياء قبله إسراء ولا معراج، وليطلع على مظاهر القدرة الإلهية وعجائبها، وليرى مكانته عند ربه -

 موضحا أن الاسراء هو انتقال النبي ﷺ ليلا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس .

و المعراج هو صعود النبي ﷺ من بيت المقدس إلى السموات العلى.

- قال تعالي: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الإسراء 01 .

- ويقول الله تعالي: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) النجم  13-18 .

ويضيف الأزهري انه لما عاد رسول الله ﷺ من الطائف إلى مكة، وقبل أن يدخلها استوقفه زيد بن حارثة وقال له: (كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟! فقال النبي ﷺ: يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وإن الله ناصر دينه ومظهر نبِيه).

وذكر الأزهري أهم دروس الإسراء والمعراج والتي تمثلت في

الفرج بعد الشدة :فقد توالت على رسول الله ﷺ قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنتٍ وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه، فَقَد نصيرًا وظهيرًا له هو عمه أبو طالب، وكذلك فَقَد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة التي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج؛ ولذا سمي هذا العام "عام الحزن"، ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد ﷺ بهذه المعجزة العظيمة؛ تطييبًا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه... ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد .

- كتب عمر إلى أبي عبيدة يقول: (مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجاً، وإنه لن يغلب عسر يسرين) .

- ويقول الضحاك بن قيس رضي الله عنه: (اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس كان يذكر الله تعالى، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبّحِينَ لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ الصافات 143) .

لفت الشيخ رجب الأزهري ان أهم الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج الصلاة

-لما لها من أهمية ومكانة عظيمة فى دين الله رب العالمين؛ لذلك فرضها الله عزّ وجل على رسول الله ﷺ في ليلة الإسراء والمعراج مباشرة فلم ينزل بها جبريل عليه السلام كسائر العبادات، وفرضها خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم خففت إلى خمس .

- ومما يدل على مكانة الصلاة، وعظيم منزلتها عند الرب جل جلاله: أن الملائكة والنبيين يتقربون إلى الله تعالى بها، وهم أفضل خلق الله تعالى، وأعلمهم به سبحانه .

والبيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يصلون فيه لله تعالى؛ كما في حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه أن النبي صلى ﷺ قال في حديث الإسراء: (فَرُفِعَ لي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فقال: هذا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إذا خَرَجُوا لم يَعُودُوا إليه آخِرَ ما عليهم) متفق عليه .

- والصلاة تكفير للذبوب كما أنها تلزم العبد حسن الخلق؛ قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ العنكبوت: ٤٥، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا) رواه مسلم .-