عاجل
الأحد 19 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
سلاح (ثومة) للانتقام من السنباطى!

سلاح (ثومة) للانتقام من السنباطى!

كثيرًا ما نردّد نفس الحكاية ولا يستوقفنا- مثلاً- أن هناك ظلالاً أخرى أو معلومات كان مسكوتًا عنها، ربما تُغير من ملامح الصورة التي احتفظنا بها.



استعدتُ حوارًا أجراه عام 1960 الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى مع الموسيقار الكبير رياض السنباطى، الذي كان فى ذلك العام قد أنهى علاقته الفنية مع أم كلثوم، ولم يكتفِ بهذا القدر؛ بل أقام ضدها دعوى قضائية واتهمها بأنها لا تسدّد له مستحقاته المادية عن أغانيه التي تردّدها فى الحفلات.

 بعدها بأشهُر قليلة، التقت أم كلثوم مع بليغ حمدى فى (حب إيه).. مؤكد كانت تريد أن تجد بديلاً لرياض، ولديها أيضًا رغبة أن تثبت له أنها صاحبة النجاح، وصوتها هو الذي يمنح الألقَ لتلك الألحان.

فى حوار منشور على صفحات جريد الأخبار سأل مأمون الشناوى رياضَ السنباطى عن الملحن الذي يرشحه بعده لاستكمال المشوار مع أم كلثوم؟ أجابه لا أجد سوى الشيخ زكريا أحمد، وكانا أقصد السّت وزكريا، قد تصالحا قبلها بأسابيع قليلة، بعد خلاف قضائى امتد نحو 15 عامًا بسبب أيضًا تقاعسها عن دفع حقوقه المادية.

قال مأمون للسنباطى: ولماذا لم تذكر كمال الطويل ومحمد الموجى، وكان كل منهما قد سبق أن لحن لأم كلثوم أغانى قصيرة وطنية ودينية ناجحة مثل (محلاك يا مصري وانت ع الدفة) الموجى و(والله زمان يا سلاحى) الطويل؟

أجابه:  ألحانهما لن تتوافق مع صوتها فهى (إما مبهوقة أو محندقة).

ظلال التعبير الذي أطلقه السنباطى تعنى أنه هو فقط والشيخ زكريا القادران على ضبط النغمة على الصوت، ووقتها كان محمد القصبجى لا يزال على قيد الحياة، إلا أنه توقف تمامًا عن التلحين للسّت أو غيرها ولهذا لم يأتِ السنباطى على ذِكره.

لم يسأل مأمون الشناوى عن إمكانية أن تغنى أم كلثوم لبليغ حمدى، كما أن رياض السنباطى تجاهل الإشارة إليه، وكأنه واثق من استبعاد أم كلثوم له، رغم أنه كانت قد نجحت له أغانٍ قبل هذا التاريخ مثل (ما تحبنيش بالشكل ده) فايزة أحمد، و(تخونوه) عبدالحليم حافظ.

المنطق يقول إن أم كلثوم عاشت حالة عناد مع رياض، ووجدت أن عليها المسارعة بالتعامل مع ملحن آخر، الموسيقار محمد فوزى أيضًا كان صاحب مصلحة فى عدم توقف أم كلثوم عن الغناء؛ لأنه يطبع كل أغانيها فى شركته (مصرفون) قبل تأميمها، وحصيلتها من حق البيع 25 فى المائة من الإيراد، وهو يحصل على  الباقى.

فوزى هو الذي رشح لها بليغ هذه حقيقة، إلاّ أن الحقيقة أيضًا أن السنباطى، بموقفه المتصلب لعب دورًا رئيسًا فى أن تستمع بإيجابية إلى ( حب إيه)، منذ مطلع الستينيات صارت ألحان بليغ  لأم كلثوم هى الأكثر نجاحًا، والأكثر مبيعًا، محققة  القسط الأكبر من الأداء العلنى بين كل أغانيها الأخرى.

السنباطى ظل حتى وفاته غير راضٍ عن ألحانها مع بليغ أو عبدالوهاب، رغم أن أرقام تداول تلك الأغانى قالت رأيًا آخر!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز