مناقشة "صوت الحضارة الخفي".. في حفل توقيع بمركز سيبا الثقافي

يشهد مركز سيبا الثقافي بوسط البلد أمسية ثقافية لافتة، تتمثل في حفل توقيع ومناقشة كتاب «صوت الحضارة الخفي»، وهو عمل فكري وبحثي مشترك للدكتورة هويدا صالح وصفاء عبدالمنعم، يفتح نافذة جديدة على الأدب المصري القديم، ويعيد تقديمه بوصفه نصًا حيًا نابضًا بالمعاني الإنسانية والفلسفية، وذلك فى تمام الساعة السابعة مساء يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025.

الكتاب، الذي يحمل عنوانًا دالًا على عمق الرؤية وثراء الدلالة، يقدم قراءة تفسيرية للأدب المصري القديم، متجاوزًا الطرح الأكاديمي الجاف إلى مقاربة إنسانية تسعى لاكتشاف الصوت الخفي للحضارة المصرية، الكامن في النصوص والنقوش والحكم والأساطير، باعتبارها سجلًا للوعي الجمعي والفكر والوجدان.

تشارك في الحفل مؤلفتا الكتاب؛ حيث تستعرض الدكتورة هويدا صالح ملامح المشروع الفكري للعمل، لتؤكد أن الكتاب محاولة لإعادة الاعتبار للأدب المصري القديم كأحد الجذور المؤسسة للثقافة الإنسانية، فيما تتناول الأستاذة صفاء عبدالمنعم البعد الجمالي واللغوي للنصوص القديمة، وقدرتها على التعبير عن القيم والأسئلة الوجودية التي لا تزال حاضرة حتى اليوم.

يدير اللقاء ويقدم فعالياته محمود أنور، الباحث في الأدب المصري القديم، الذي يضيء خلال حديثه أهمية هذا النوع من الدراسات في ربط الماضي بالحاضر، وإعادة توصيل التراث إلى القارئ المعاصر بلغة واعية ومنهج علمي مبسط دون الإخلال بالعمق.

وتشهد الأمسية حضورًا لافتًا من المثقفين والباحثين والمهتمين بالدراسات الحضارية، حيث يدور نقاش مفتوح حول الكتاب، ودور الثقافة في استعادة الوعي بالهوية المصرية، وأهمية قراءة التراث قراءة جديدة تتجاوز التلقين إلى الفهم والتأويل.

ويأتي تنظيم هذا الحفل في إطار الدور الذي يلعبه مركز سيبا الثقافي في دعم الحراك الفكري واحتضان الفعاليات المعنية بالفكر والتراث، بما يعزز من حضور الكتاب الجاد في المشهد الثقافي، ويؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على الحوار مع الحاضر وإلهامه.

ويُعد كتاب «صوت الحضارة الخفي» إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومحاولة جادة للإنصات إلى ذلك الصوت القديم المتجدد، الذي لا يزال يهمس بالحكمة والمعرفة من عمق التاريخ.