السيرافيون وتجارة أفريقيا على بحر الهند
د. إسماعيل حامد
يمكن القول بأنه إلى جانب دور التجار العُمانيين في ازدهار التجارة عبر بحر الهند مع بلاد ساحل شرق أفريقيا، كان للتجار السيرافيين، أي نسبة لميناء "سيراف" الـذي يقع على ساحل الخليج العربي، هم الآخرون دورٌ مهمٌ في نشاط التجارة البحرية ورواجها عبر سواحل بحر الهند، وهو ما يؤكده المؤرخ المسعودي في روايته، ويبدو ذلـك واضحاً من كثرة حديثه عن النشاط التجاري الذي كانت تقوم به المراكب التي كان يقودها التجار السيرافيون، وكذلك روايته عن "ناخذة السيرافيين"، وكان يُقصد بهم أرباب السفن القادمين من ميناء سيراف الفارسي .
ربما يعجبك
ينتسب التجار السيرافيون لمدينة تجارية مهمة، وهي مدينة وميناء كبير، وتقع مدينة سيراف حاليا في بلاد فارس، ونالت تلك المدينة مكانة تجارية واقتصادية مهمة خلال العصر الإسلامي. وكانت مدينة سيراف تعد أحد الأسواق الرئيسة للسفن التجارية الصينية . من ثم كانت سيراف أحد المدن التي ساهمت في ازدهار التجارة العربية والفارسية مع بلاد الصين وذلك منذ القرون الهجرية الأولى، وتحديدا من القرن الأول الهجري/القرن السابع الميلادي بحسب البعض.
عن ميناء سيراف، ومكانته، يقول ابن البلخي: "كانت سيراف فيما مضى مدينةٌ كبيرة، وعامرةٌ، مليئةٌ بالخيرات، ومرفأ للبوزيات (وهو نوع مشهور من المراكب) والسفن.." . وكانت الضرائب، فيما يذكر ابن البلخي، تأتي إلى الخزانة على الخلفاء الماضين رضوان الله عليهم من العطر والطيب من الكافور، والعود، والصندل، وأمثالها من البضائع الكثيرة مما يُؤتى به من هناك. وكان الحال على هذا المنوال حتى آواخر حكم الديلم، وحدث بعد ذلك أن اشتدت قوة آباء أمير كيش فاستولوا على جزيرة قيس وبقية الجزائر.." . إلا أنه وبسبب حدوث العديد من النزاعات والصراعات في بلاد فارس، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع التخريب والدمار بميناء سيراف، ومن ثمة فلم تعد تأتي السفن والمراكب التجارية لهذا الميناء الذي كان ملء السمع والأبصار بسبب الأوضاع السياسية، لاسيما بعد تخريب ميناء سيراف، ومن ثم صارت السفن تمر عبر مدن أخرى في فارس ومنها مدن كرمان، أو مهربان، أو دورق..وغيرها .
جوجل نيوز
