علماء الدين: المعتدون على بيوت الله مفسدون فى الأرض
الإرهاب.. لا دين له,, استهدفوا المساجد
أشرف أبو الريش
حتى لا ننسى قامت وزارة الأوقاف بغلق مسجد النور بالعباسية بعد مسيرة لجماعة الإخوان وذلك فى أغسطس ٢٠١٣.
كما قامت الجماعة الإرهابية باقتحام مسجد الفتح برمسيس واعتصموا داخل المسجد وقاموا بإلقاء الزجاجات الحارقة وقذف رجال الشرطة فى الميدان بالحجارة.
العقيدة الفاسدة للجماعة وهى الغاية تبرر الوسيلة وأحداث مسجد رابعة العدوية شاهد عيان على أفعال هذه الجماعة التي استخدمت المساجد فى تنفيذ مخططها فى حكم البلاد والشعب بالحديد والنار.
وصفت المؤسسات الدينية وعلماء الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية الاعتداء على المساجد من جماعات العنف والدم بأية صورة أشد صور الإفساد فى الأرض؛ لأن المساجد بيوت الله فى الأرض وهى مواقع للتعبد والأمان، ولا يجوز انتهاك حرمة بيوت الله أو الاعتداء على المصلين، أو اتخاذها مكانا للأعمال الإرهابية، وصدق الله العظيم عندما قال، “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، كانت فتوى دار الإفتاء الصادرة بخصوص انتهاك بعض الإرهابيين أو جماعات التيارات الدينية المتشددة لحرمة المساجد فى مصر خاصة وبصفة عامة فى كل أنحاء الأرض.
فى البداية قال سامح فايز المتخصص فى شؤون جماعات الإسلام السياسي: “إن التوظيف السياسى للمسجد استغلالاً لسلطته الدينية فى نفوس الناس، ليس وليد اللحظة، إنما كان منهجًا اتبعته جماعات الإسلام السياسى المعاصر منذ البداية؛ فما شهدته فترة السبعينيات من ذروة عمل تنظيمات الإسلام السياسى أظهر ازديادًا فى عدد المساجد الأهلية.
وأضاف: “فى تلك الفترة انحصرت المواجهة بين الدولة المصرية، والجماعة داخل المساجد نتيجة توظيفها لدور العبادة باعتبارها معقل العمل الدعوى، وذكرت أدبيات الجماعة الإسلامية أنّ الفترة من العام 1986، وصولاً إلى عام 1990 كانت المواجهة دائمًا ما تبدأ من المسجد، سواء مساجد “الرحمن” فى أسوان، وأسيوط، والمنيا، أو مسجد “آدم” و”العزيز بالله” فى عين شمس والمطرية، أو مسجد “النور” فى العباسية.
وتبيّن إحصاءات كيف استفحلت سيطرة الجمعيات الدينية الأهلية على عشرات الآلاف من دور العبادة البعيدة عن مراقبة الدولة بعد ثورة ٢٠١١، فقد بلغ عدد المساجد الحكومية (88360) مسجدًا، فى حين بلغ عدد المساجد الأهلية (151355) مسجدًا، ما دفع وزارة الأوقاف فى مارس 2014، لإصدار قرار بضم المساجد والزوايا فى جميع أنحاء الجمهورية لوزارة الأوقاف، وتكليف الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن بوضع ضوابط، وآليات لمتابعة التنفيذ.
وتابع فايز:”تذكر أدبيات الجماعات الدينية المتطرفة وكتابات المنشقين عنها كيف كانت الرحلة دائمًا ما تبدأ من داخل تلك المساجد الأهلية البعيدة عن رقابة الدولة، مثل مسجد “قولة” التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية، والذي شهد البذرة الأولى لجماعة الجهاد المصرية، فى الستينيات من القرن الماضى، الذي واظب من خلاله أعضاء المجموعات الجهادية الأولى على حضور دروس الشيخ محمد خليل هراس، ومساجد الجمعية الشرعية فى محافظات الصعيد، التي شهدت تجمعات أعضاء الجماعة الإسلامية وتحركاتهم، سعيًا للانقلاب على السلطة المصرية أوائل الثمانينيات.
وتحفظت الدولة المصرية على أكثر من 100 فرع تابع للجمعية الشرعية عقب ثورة يونيو 2013؛ لاختراق تلك الفروع من قبل جماعة الإخوان.
ووصف الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس جامعة الأزهر الأسبق من يعتدون على بيوت الله بأنهم يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا، مشيرا إلى أن الحوادث الإرهابية التي سمعنا بها وشاهدناها، وقت الإرهاب الأسود خاصة فى مسجد الروضة من اعتداء الدواعش على المصلين الأبرياء من أهالى سيناء كانت حادثة مفجعة بكل المقاييس.
وقال نحمد الله أن طهر بلادنا من دنس الإرهاب بفضل الله وجهود المخلصين من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة.
بدورها وضعت وزارة الأوقاف المصرية استراتيجية لمحاربة الأفكار المتطرفة من خلال خطب الجمعة والدروس اليومية بين المغرب والعشاء فى جميع المساجد التابعة للوزارة، بالإضافة إلى أن الوزارة شهدت العديد من البرامج التوعوية منذ تولى الدكتور أسامة الأزهرى وزارة الأوقاف، خاصة المبادرات على أرض الواقع مثل عودة الكتاتيب مرة أخرى فى ربوع المحافظات بالوجه البحرى القبلى.
وزير الأوقاف أكد أن الكتاتيب تستهدف بث الوعى الدينى الصحيح فى النشء، موضحا أن من مبادئ عمل تلك الكتاتيب ختام الجلسة بالدعاء لمصر لغرس حب الوطن فى نفوس أطفالنا الصغار.
من جانبه قال الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر: أن الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عقد العديد من اللقاءات مع العلماء والساسة والمثقفين ليعلن للعالم كله أن الإرهاب لا دين له، وأنه وباء يهدد الجميع، وأرسل الأزهر بأبنائه إلى ربوع الأرض تجوب الدنيا، وتمد يد التعارف والتلاقي، وجدد الأزهر الشريف دعوته إلى السلام ونبذ العنف والإرهاب فى كل أرجاء الأرض.