
عاجل.. تركيا وسوريا على أعتاب اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط

عادل عبدالمحسن
أعربت الصحافة اليونانية عن قلقها إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق بين تركيا وسوريا بشأن ترسيم الحدود البحرية وإنشاء منطقة اقتصادية خالصة.
وعلى وجه الخصوص، تحذر صحيفة "إيكاتيميريني" من أن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يغير بشكل خطير ميزان القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط، وخاصة بالنسبة لليونان، التي يمكن تجاهل مصالحها.
وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، قد تبرم أنقرة ودمشق اتفاقية مماثلة لتلك التي وقعتها تركيا مع ليبيا في عام 2019.
ثم أثار الاتفاق بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية انتقادات دولية واسعة النطاق.
وتضمنت تعريف الحدود البحرية، متجاهلة المطالبات اليونانية بالمياه الإقليمية في المنطقة.
ويعتقد محللون يونانيون أن الاتفاق الجديد بين تركيا وسوريا يمكن أن يحد بشكل كبير من وصول أثينا إلى رواسب الهيدروكربون المحتملة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتواجه اليونان بالفعل نزاعات إقليمية في المنطقة، خاصة حول جزر مثل كريت وكاستيلوريزو.
ومن شأن إبرام مثل هذا الاتفاق سيحرم اليونان من فرصة التأثير على توزيع الموارد وتعزيز موقف تركيا.
ويؤكد الخبراء أن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يكون خطوة أساسية في استراتيجية أنقرة لتوسيع نفوذها على موارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، بالنسبة لسوريا، التي تعاني من صراع داخلي منذ عقود، ويمكن أن يكون الاتفاق فرصة لخلق إيرادات إضافية مطلوبة لإعادة بناء البلاد.
ولا يزال رد فعل اليونان على الاتفاق المحتمل حادا.
وتواصل أثينا مراقبة الوضع في محاولة لمنع العزلة المحتملة في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد السلطات اليونانية على دعم الاتحاد الأوروبي، الذي انتقد بالفعل الاتفاق التركي الليبي ويدعم اليونان في النزاعات الإقليمية.
ويظل شرق البحر الأبيض المتوسط منطقة تشهد توترًا جيوسياسيًا متزايدًا، حيث تتقاطع مصالح ليس فقط دول المنطقة، بل وأيضاً اللاعبين العالميين الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.
ولن يؤدي الاتفاق المحتمل بين تركيا وسوريا إلا إلى زيادة المنافسة على الوصول إلى الموارد الطبيعية والطرق البحرية.
وفي السابق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا وتكرارًا عن نيته تعزيز موقف تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من احتجاجات اليونان ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.