
حوار| غادة طلعت: خفت من شخصيتي في بنسيون دلال وليس لديّ خطوط حمراء

محمد إسماعيل
ذكية، موهوبة، وصاحبة إطلالة محببة.. إنها غادة طلعت التي خطفت الأنظار منذ خطواتها الأولى من خلال دورها فى مسلسل «الاختيار»، ممع شخصية «أم إبراهيم»، والذي كان جواز عبورها إلى عالم الفن.. كرت بعدها سبحة الأعمال والنجاحات.
وشاركت غادة فى العديد من المسلسلات والأفلام ولفتت الأنظار إليها أخيرا بعد مشاركتها المميزة فى فيلم «بنسيون دلال»، أثبتت من خلاله موهبتها وتميزها، وهو ما يعد انطلاقة جديدة فى مشوارها السينمائى، بعدما بدأت رحلتها الفنية من المسرح والدراما التلفزيونية.
بوابة روزاليوسف حاورت غادة طلعت لتطلعنا على تفاصيل أعمالها الجديدة، وعملها مع نجوم كبار، وطموحاتها وحياتها الشخصية، والدور الذي تتمنى تجسيده..
ــ أنت حاليا بصدد تصوير مسلسلين جديدين هما «روج أسود»، و«فوبيا».. هل سنرى غادة طلعت فى شخصية جديدة لم نعهدها؟
بالفعل، أنا أقدم شخصية جديدة جدا على فى مسلسل «روج أسود»، تدعى «ولاء»، وهى فتاة تعانى من تأخر سن الزواج والذي يطلق عليه فى مجتمعاتنا "العنوسة"، تعليمها وثقافتها بسيطة ومحدودة وبالتالى تعانى من ضغوط المجتمع عليها ومن نظرة العائلة، وهى تعمل فى أتيلييه، فى مكان فخم ــهاى كلاســ وصاحبة هذا الأتيلييه تدعى مدام ليلى، وتجسد شخصيتها النجمة داليا مصطفى، وهناك اختلاف ثقافات كبير بين مدام ليلى وولاء التي تعمل لديها فى الأتيلييه، وطوال الوقت ولاء "تندب" حظها لعدم زواجها ودائما ما تحيك الخطط للإيقاع بعريس، ونناقش فى المسلسل ثقافات وشرائح فى المجتمع والتي تتمثل فى ولاء التي تؤمن بأن العزاء هذا مكان لاصطياد عريس، وتكون فى قمة تأنقها لكى تراها والدة أحد الأشخاص لتزوجها لابنها، وكذلك فى حفلات الزفاف أو وليمة الختان "العقيقة"، وكذلك بعدما علمت بأن ابنة خالتها تزوجت من خلال إحدى تلك المناسبات أخذت تبحث بتلك الطرق فى سبيل الإيقاع بعريس، ولم تدرك أن هناك العديد من الأمور فى الحياة يمكنها القيام بها غير الزواج إلى أن يأتى الزواج.. أو لا يأتى.
ــ إذن.. ما الذي شجعك لشخصية ولاء فى «روج أسود»؟
شخصية ولاء تتمتع بخفة الدم ويخرج منها العديد من المواقف الكوميدية وهى ليست كئيبة أو شخصيتها تراجيدية، وولاء بالطبع تختلف عنى جدا، هى فتاة تعانى من العنوسة وتبحث عن عريس ولكن بشكل لايت كوميدى ظريف، والمسلسل بأكمله جميل جدا، ومكتوب بشكل رائع من المؤلف أيمن سليم وهو مؤلف يكتب كل جملة بإحساس مختلف عن الجيلة الثانية ومتنوع وشخصياته متنوعة للغاية ويكتب عن قضايا حقيقية وعندما يشاهد الجمهور المسلسل سيجدون أنفسهم بداخل المسلسل، أى مواقفهم فى المسلسل، وأنا متحمسة جدا للمسلسل، لأن الورق كتبه أيمن سليم ويناقش قضايا مهمة جدا عن الطلاق والخيانة والأزمات فى محكمة الأسرة بشكل ليس كئيبا ولن ينفر منه المتفرج. والمسلسل من إخراج محمد حماقى فى أول تعاون بيننا وسعيدة بالكواليس اللطيفة فى العمل.
ــ وماذا عن مسلسل فوبيا؟
مسلسل فوبيا هو ثانى تعاون وتجربة تجمعنى بالمخرج رؤوف عبدالعزيز، وسعيدة جدا بالعمل معه لأننى عملت معه فى مسلسل "ستهم" وهو من أفضل الأعمال التي قدمتها وكنت سعيدة جدا بالشخصية وطريقته فى إدارة اللوكيشن والتعامل مع الممثل، وهو مخرج مهم ولديه تعامل عظيم مع البشر ويستطيع توجيه الممثل بشكل جيدا واللوكيشن معه يكون هادى ولن يشعر الممثل بالتوتر والضغوطات مثلما يحدث مع مخرجين آخرين، وأنا أعتز جدا برؤوف عبدالعزيز، وسعيدة بالعمل معه فى فوبيا.
وفوبيا من بطولة نرمين الفقى وأنا أقدم دور صديقتها وفى الأحداث نرمين الفقى تمر بأزمة كبيرة جدا ولديها كارثة كبيرة ولن يقف بجانبها سوى صديقتها التي أجسد دورها فى الأحداث، وهو كذلك دور مختلف بالنسبة لى وهو دور يشبه الكثير من الناس وهى الصديقة الجدعة التي تقف بجانب صديقتها وتحاول الحفاظ على ابنها طوال الوقت بتربيته رفقة أبنائها، وشخصية الصديقة الجدعة لا يتم تسليط الضوء عليها كثيرا وأنا سعيدة جدا به، وعن التعاون مع نرمين الفقى فهى ممثلة جميلة ونجمة حرفيا ولديها العديد من الأعمال العظيمة وهى جميلة من الداخل والخارج وهى بالنسبة لى فنانة جميلة جدا وماهرة جدا وكواليسها مريحة جدا.
ــ عندما حدثك المخرج والمؤلف شادى الرملى وقدم لك شخصية ميمى فى بنسيون دلال.. ما الذي جذبك لها؟
أجسد فى فيلم بنسيون دلال، شخصية "ميمي" وأنا كنت خائفة جدا جدا من الشخصية ووضعت يدى فوق قلبى وكنت "حاطة إيدى على قلبي" منذ أول لحظة، وأجريت تجربة الأداء على الشخصية من باب الاجتهاد وقلت لن أقدمه منذ أول ما قرأت الشخصية، ولكن قلت أعمل تجربة الأداء من أجل أن أكون قد اجتهدت وقابلت المخرج وأشكره على اهتمامه بأن أقدمه، وبعد تجربة الأداء وجدت أستاذ أحمد تمام يقول لى أن أستاذ شادى الرملى يريد مقابلتى، فسألنى عن سبب الرفض فقلت له الدور جرئ جدا ولا أستطيع تقديمه، وطلب منى توقيع العقد فقلت له أنا لدى مشكلة وشرحت له مخاوفى من الشخصية وبصراحة كنت خائفة جدا منها لأنها جريئة للغاية وطالبنى الرملى بتوضيح طبيعة المشاهد التي أخشاها وطمأنى جدا وقال لى إن الشخصية لطيفة وكوميدية وليست إغراء وأوضح لى أنه أصر على تقديمى للشخصية ليس للإغراء ولكن لأننى لدى الحس الكوميدى فى تقديم الشخصيات، وبالتالى شخصية ميمى ليست فتاة ليل فقط وإنما شخصية لديها خفة ظل، لن تقدم شىء جرىء ولكن ستقدم الموضوع بشكل خفيف لايت جدا.
وقام أستاذ شادى الرملى بمراجع المشاهد معى، وأكد لى أننى لن أقدم عمل أندم عليه أو أتضايق منه وبالفعل الحمدلله ما تم الاتفاق عليه تم وهى من أطلف التجارب بالنسبة لى أستاذ شادى مكسب كبير لى وهو مخرج مثقف وواعى ويريد تقديم عمل مختلف ومخلف جدا جدا لما يقدمه وليس لمجرد أنه يشتغل والسلام، وهى بالنسبة لى تجربة مهمة جدا وكذلك التعاون مع المنتج عماد سيد أحمد كانت تجربة هائلة وهو من المنتجين المحترمين يحرص على خروج العمل بأفضل شكل وإيقاع منطقى ويهتم جدا بالممثل ومن أفضل المنتجين الذين عملت معهم ومنتج مهم وأتمنى أعمل معه دائما وأتمنى له تقديم أعمالا مهمة كثيرة.
ــ قلت إنك متفائلة بالجزء الثانى من مسلسل جودر.. ما المشهد الذي واجهتى فيه صعوبة وأثر فيك نفسيا فى مسلسل جودر خاصة أن التصوير يجرى فى أماكن حقيقية وأجواء مرعبة؟
بالفعل مسلسل جودر، كان فيه كواليس صعبة للغاية لأننا كنا نصور فى مغارة حقيقية فيها حشرات وخفافيش حقيقية وأغلب الحشرات والحيوانات التي نعرفها ويخرج منها أصوات خفافيش وغبار وأشياء مرعبة تمر بجوارك، وينتابنى أحاسيس أثناء التصوير أنه من الممكن أن تقع هذه المغارة ولكن المخرج إسلام خيرى كان حريصا على أن يتم التصوير فى أماكن حقيقية، ويكون فى الأماكن التي تشبه الأحداث بالفعل وليس ديكور، وحقيقى كان مخيفا ومرعبا جدا جدا، ولكن ما يهون علينا ذلك هو المخرج المخلص الدؤوب إسلام خيرى كان عظيما وأريد توجيه الشكر له على أن منحى تلك الفرصة للعمل مع فى مسلسل جودر ومن قبله فى مسلسل "جت سليمة" مع دنيا سمير غانم، وهو من التجارب التي أعتز بها للغاية، وهو ثانى عمل يجمعنا وهو مخرج يدفعك لتحب ما تفعله وتقوم به وأنت سعيد، ونتحمل من أجله لأنه مخرج مخلص وفاهم.
ــ تخوضين تيمة المسلسلات القصيرة فى مسلسل "فوبيا"، ومن قبل فى مسلسل "جت سليمة".. فما رأيك فى ظاهرة المسلسلات القصيرة؟
أنا شاركت فى العديد من المسلسلات التي تقل عن 30 حلقة فى "جت سليمة" وفى "فوبيا" وفى مسلسل "المتهمة" بطولة درة، وفى "آخر دور" بطولة دينا الشربينى وإخراج حسين المنباوى، والحقيقة أن كل تلك الأعمال هى بالنسبة لى ناجحة جدا، وأرى أن الاتجاه إلى المسلسلات القصيرة أثبت نجاحه جدا لأننا طوال الوقت لدينا أن المسلسلات تقع فى مشكلة المط والتطويل وهو فخ يسقط فيه الكثير من المسلسلات، يبدأ المسلسل بقوة ثم نكتشف أن هناك تكرار وملل إلى أن يشتهد الإيقاع مرة أخرى أو لا وينفر منه المشاهد الحلقات الأولى، والاتجاه إلى المسلسلات القصيرة جيد جدا وكذلك نقدم الخمس حلقات، وأنا أرى أنها إيجابية للغاية مع الأخذ فى الحسبان طبيعة العمل والفكرة وطريقة الكتابة والأحداث التي يقوم عليها العمل هى ما يفرض كيف يتم تناوله وعدد حلقاته، وهناك العديد من المسلسلات الـ 30 حلقة وناجحة جدا وإيقاعها مشدود بالإضافة إلى أن يتم تقديم أجزاء أخرى لها، وما أقصده أنه على حسب الفكرة.
ــ غادة طلعت فنانة مختلفة ولديها قدرات تجعل منها ممثلة مهمة فى تاريخ الدراما.. هل تضعين هذا الهدف أمام أعينك وأنت تختارين أدوارك؟
أحاول بقدر الإمكان اختيار الأدوار الحقيقية التي تشبه الواقع وتعبر عن الناس الحقيقيين مثل شخصية "أم إبراهيم" فى مسلسل الاختيار، الجمهور أحبها الحمدلله لأنها كان تشبههم وتشبه العديد من الأمهات اللواتى يعانين ومجبرات بسبب سطوة زوجها ونظرة المجتمع، زوجها إرهابى وابنها حدث له «غسيل دماغ»، وهى تحاول طوال الوقت إبعاده عن هذا الطريق وتحاول تقويمه على حسب تعليمها وثقافتها، فهذه النماذج متواجدة حولنا.
وكذلك شخصية سميرة فى مسلسل "المشوار" بطولة محمد رمضان ودينا الشربيني وإخراج محمد ياسين، العاملة فى مصنع الملح فى إسكندرية وكنت حريصة طوال الوقت على تقديم الدور يشبه الحقيقة وليس من الضروري أن تضع مكياج وملابسها بسيطة أظافرها ويدها يتضح عليها علامات الشقاء والتعب، ولذلك الجمهور صدق سميرة ونشروا صورها من المسلسل.
أنا أحاول دائما تقديم الأعمال بإخلاص وأبحث خلف تفاصيلها وأقدمها من قلبى، لكى تعيش ويصدقها الجمهور، وبالتأكيد أتمنى الحصول على فرص أكبر ومساحات أكبر أستطيع من خلالها تقديم نماذج أكثر من البشر، ونماذج نسائية أكثر، ويكون لدى مساحة وقماشة أكبر أظهر من خلالها ما لدى، وتقديم نماذاج حقيقية من خلال الترفيه والرسالة معا.
ــ ما الأدوار التي يمكن أن ترفضيها ولماذا؟
أرفض الأدوار غير المكتوبة بشكل جيد أو غير مهمة ومجرد التواجد، أنا أحب التمثيل جدا وأكثر شىء أحبه فى حياتى، ولكن أيضا لا أحب أن أكون موجودة والسلام ولست مؤثرة، فإن لم يكن العمل جيد أعتذر عنه وأنا سعيدة.
نعم أنا أعشق التمثيل ولكن لدى قوة الرفض أيضا والقدرة على أن أقول لا لن أقدم هذا العمل أو ذاك لأنه ليس مؤثرا ولن يضيف لى.. ليس لديّ خطوط حمراء في التمثيل، كل الأدوار أستطيع تقديمها طالما مكتوبة بشكل جيد وحقيقية، لكن لن أرفض لأي سبب آخر باستناء أن يكون العمل غير مهم أو غير مؤثر أو حقيقي.
ــ ما الدور الذي تحلمين بتقديمه؟
أتمنى جدا المشاركة في مسلسل عن الفراعنة وتقديم شخصية فرعونية، وتكون لدينا أعمال تتحدث عن الفراعنة. هذه الحضارة العظيمة التي يحبها كل العالم وهى رمز لمصر أعتقد أنه من الضرورى أن يكون هناك أعمال تتحدث عنها، حرام أن يكون لدينا هذا التاريخ العظيم ونتركه، ليس من الضروري أن يكون عملا تاريخيا صعبا لكن قد يكون عملا بسيطا.