عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
برنامج 60 دقيقة يفقد مصداقيته بعد مقابلة هاريس

برنامج 60 دقيقة يفقد مصداقيته بعد مقابلة هاريس

أثارت مقابلة حديثة مع نائبة الرئيس كامالا هاريس في برنامج 60 دقيقة على قناة سي بي إس جدلاً كبيرًا، مما أثار مخاوف بشأن مصداقية البرنامج. 



تضمنت المقابلة، التي تم بثها قبل أيام، محاورة هاريس حول مواضيع حاسمة مثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسياسات الداخلية. 

وكان هناك رد فعل عنيف على إجاباتها التي عرض جزء منها كدعاية للحلقة، وتم الكشف عن قيام سي بي إس بتحرير وبث إجابتين مختلفتين على نفس السؤال، مما أدى إلى اتهامات بالتلاعب الانتقائي لتحسين صورة هاريس. 

أشعلت هذه الحادثة نقاشات حول تحيز وسائل الإعلام والنزاهة الصحفية، مما قد يؤثر على سمعة برنامج 60 دقيقة منذ فترة طويلة.

تحيز إعلامي 

أثناء المقابلة، ضغط مذيع شبكة "سي بي إس" على هاريس بسؤال هام حول رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواضح للجهود الدبلوماسية الأمريكية. 

في الجزء الأصلي الذي تم بثه في البرنامج، ردت هاريس بإجابة معقدة إلى حد ما، مشيرة إلى أن الجهود الأمريكية أدت إلى "عدد من التحركات" من قبل إسرائيل في المنطقة، وقد تعرضت الإجابة لانتقادات لكونها غامضة وغير مترابطة، حيث وصفها بعض المعلقين بأنها واحدة "الكلمات المتضاربة" التي تتميز بها لهاريس.

ولكن عندما تم بث الحلقة الخاصة من برنامج "60 دقيقة" في وقت لاحق، استبدلت الشبكة هذه الإجابة ببيان أكثر وضوحًا وإيجازًا: "لن نتوقف عن متابعة ما هو ضروري للولايات المتحدة لتكون واضحة بشأن موقفنا من الحاجة إلى إنهاء هذه الحرب". 

كانت هذه الإجابة المنقحة أكثر حرفيه بشكل ملحوظ، مما أثار مخاوف من أن سي بي إس قد حررت المقابلة لحماية هاريس من الانتقادات المحتملة لردها الأولي.

اتهامات بالتلاعب الإعلامي

سرعان ما أصبح قرار بث نسخ مختلفة من رد هاريس نقطة محورية للجدل، اتهم المنتقدون سي بي إس بالتحرير الانتقائي لتعزيز صورة هاريس، مما يشير إلى أن الشبكة كانت تحاول التخفيف من الضرر الناجم عن إجابتها الأصلية الأكثر غموضًا. 

جاءت هذه الادعاءات بالتلاعب في وقت من الحساسية المتزايدة حول تحيز وسائل الإعلام، حيث زعم المنتقدون أن شبكة سي بي إس كانت تحمي هاريس من التدقيق بطريقة تقوض نزاهة عملية المقابلة.

أثار هذا الجدل أسئلة أوسع نطاقًا حول دور وسائل الإعلام في تشكيل التصور العام، وخاصة في البيئات المشحونة سياسياً. 

بالنسبة لبرنامج مثل 60 دقيقة، المعروف بمقابلاته الصارمة وغير المساومة في كثير من الأحيان، فإن التصور بأنه ربما قام بتحرير تصريحات هاريس لتقديمها في ضوء أكثر ملاءمة له عواقب وخيمة، حيث إنه يغذي سرديات التحيز الإعلامي ويمكن أن يؤدي إلى تآكل الثقة في الموضوعية الصحفية للبرنامج.

قد تؤثر تداعيات هذه الحادثة بشكل كبير على 60 دقيقة، التي لطالما اعتبرت حجر الزاوية في الصحافة الاستقصائية. 

لعقود من الزمان، بنى العرض سمعته على محاسبة الشخصيات العامة وطرح أسئلة صعبة واستقصائية، إن أي اقتراح بأن البرنامج يقوم بتحرير المقابلات بشكل انتقائي لتخفيف الانتقادات الموجهة إلى شخصيات سياسية معينة يهدد بإلحاق الضرر بهذه السمعة.

الثقة في وسائل الإعلام السائدة منخفضة بالفعل، وخاصة بين جماهير دونالد ترامب، فإن أي حادث يعزز تصورات التحيز يمكن أن يكون له آثار طويلة الأمد. 

إن فكرة أن مقابلة رفيعة المستوى يمكن تعديلها لجعل أحد السياسيين يبدو أفضل تثير تساؤلات حول شفافية عملية إعداد التقارير وتقوض ثقة الجمهور في صحة ما يتم بثه.

لا يشكل هذا الجدل تحديًا لبرنامج 60 دقيقة فحسب، بل إنه جزء من محادثة أوسع نطاقًا حول ثقة وسائل الإعلام والمساءلة. 

ومع تزايد تشكك جماهير الأخبار في المعلومات التي يتلقونها، فإن حوادث مثل هذه يمكن أن تعمق الانقسامات وتزيد من انعدام الثقة في وسائل الإعلام. 

وفي المناخ السياسي الحالي، حيث أصبحت اتهامات "الأخبار المزيفة" التي يقولها دونالد ترامب دائما حقيقة واقعه بعد هذه الحادثة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

رفضت سي بي إس حتى الآن تقديم تفسير كامل لسبب بث إجابتين مختلفتين على نفس السؤال، مما أدى إلى زيادة التكهنات حول دوافعها. 

وفي حين جعلت الشبكة نسختي ردود هاريس متاحة عبر الإنترنت، فإن الافتقار إلى الشفافية المحيطة بعملية صنع القرار لا يزال يثير الشكوك حول نزاهة المقابلة، في غياب رد واضح من سي بي إس، قد يستمر هذا الجدل في الغليان، مما يلقي بظلاله على البرنامج وسمعة الشبكة.

كاتب صحفي مقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز