ماليزيا تستعد بقوة للانضمام إلى عضوية مجموعة البريكس وتكوين شراكة استراتيجية مع الجنوب العالمي
أ.ش.أ
تهدف ماليزيا إلى أن تصبح أحدث عضو في كتلة البريكس، التي تشكلت في الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حيث يشارك رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في القمة الـ16 لمجموعة البريكس المقررة افتتاحها اليوم الثلاثاء في (قازان) الروسية بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لتأكيد مسعى بلاده للحصول على العضوية الكاملة للمجموعة وأن تصبح شريكا استراتيجيا لأعضائها.
وباعتبارها عضوًا نشطًا في منظمات رئيسية مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC) وحركة عدم الانحياز، فإن ماليزيا تشارك بالفعل بعمق في التجارة الدولية من خلال شراكات مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) والاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP). وبالرغم من أن السياسة الخارجية لماليزيا ترتكز على الحفاظ على علاقات وثيقة مع كل من الصين والولايات المتحدة، إلا أن المحللين والمسؤولين الحكوميين يرون أن البريكس يعد خيارًا طبيعيًا لماليزيا، بحسب تقرير لمنصة "البلقان" الاخبارية.
ويرى كولينز تشونغ، محلل الشؤون الخارجية والأمنية بجامعة مالايا الماليزية، أن البريكس يمثل منصة استراتيجية لماليزيا لتعزيز تأثيرها كقوة متوسطة وقوة استقرار في المنطقة.
وأشار مايكل يوه، الرئيس التنفيذي لمعهد KSI الاستراتيجي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى أن ماليزيا تتماشى مع دول الجنوب العالمي، وهو ما تدعمه البريكس، ويرى أن عضوية البريكس تمثل فرصة لماليزيا لتعزيز العلاقات مع دول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا، التي لم تكن لها تعاملات اقتصادية كبيرة معها.. ويمكن أيضا أن توفر البريكس لماليزيا فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار، مما يسهم في تنويع أسواق التصدير والاستيراد وتعزيز صوتها على الساحة العالمية، وسيكون هذا مفيدًا بشكل خاص في ظل استمرار ماليزيا في لعب دور حيوي في سلسلة التوريد العالمية للإلكترونيات وكمصدر رئيسي للسلع الأساسية.
وكان رئيس الوزراء الماليزي قد أشار فى تصريحات الشهر الماضي بأن توجه بلاده يعتمد على المسار الحر والمفتوح في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن مجموعة البريكس تعزز فرص الجنوب العالمي في الحصول على فرص اقتصادية كبيرة بعيدا عن الضغوط الخارجية.. وخلال لقاء سابق له مع الرئيس الروسي الشهر الماضي، أكد إبراهيم أن ماليزيا تسعى بقوة للانضمام إلى عضوية البريكس أو البدء بشكل شريك استراتيجي للكتلة. وكانت ماليزيا قد تقدمت رسميا في شهر يوليو بطلب للحكومة الروسية للانضمام إلى عضوية البريكس.. وفي الأسبوع الماضي، خلال جلسة برلمانية، طرح عضو البرلمان الماليزى أمين الهدى بن حسن، عن حزب تحالف الامل بالبرلمان، استفسارًا على وزير الاستثمار والتجارة والصناعة تنغكو ظفرول عبدالعزيز، بشأن تقدم ماليزيا في السعي للحصول على عضوية مجموعة البريكس الاقتصادية.
وخلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر، سترحب مدينة قازان الروسية بقادة الدول الاعضاء بتكتل البريكس، حيث من المتوقع أن يتم مناقشة موجة جديدة من توسع البريكس. تعد هذه الموجة الأكبر حتى الآن، حيث قدمت 34 دولة طلباتها للانضمام إلى البريكس، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالمنظمة، وقد أدت التحولات الجيوسياسية الأخيرة إلى إعادة تنظيم في السياسة العالمية وظهور مركز جديد للتأثير.
ومن المتوقع أن تكون هذه القمة الأكثر تمثيلاً في تاريخ المنظمة، حيث سيشارك قادة من أكثر من 30 دولة، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وممثلين عن عدة منظمات دولية كبرى.