عاجل
الإثنين 17 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"وول ستريت جورنال" تحذر إسرائيل من خطورة الحرب البرية مع لبنان

حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" إسرائيل من خطورة الدخول في حرب برية مع لبنان . مشيرة إلى أنها ستقاتل، إذا اندلعت حرب شاملة، على أرض جماعة حزب الله ولن تكون مزاياها في التكنولوجيا والاستخبارات حاسمة كما تعتقد.



وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير تحليلي اليوم الثلاثاء أن إسرائيل شنت هجمات مدمرة على حزب الله في الأيام الأخيرة بغارات جوية وانفجارات يتم التحكم فيها عن بعد، مما وضع الجماعة المسلحة في موقف دفاعي وأظهر تفوق إسرائيل الهائل في جمع المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا، ومع ذلك فإن الحرب البرية بين الطرفين، إذا حدثت، من المرجح أن تكون قصة مختلفة.

وأضافت أن حزب الله، الذي يضرب بانتظام أهدافًا في إسرائيل منذ ما يقرب من عام، احتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لمواجهة الهجوم الإسرائيلي، موضحة إنه من بين أخطر الأسلحة الجديدة التي يمتلكها حزب الله صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيراني يسمى ألماس ــ الكلمة الفارسية التي تعني الماس ــ والذي يمنح حزب الله درجة أعلى كثيرا من الدقة في ضرباته مقارنة بما كان عليه عندما خاض حربا مع إسرائيل في عام 2006.

وتابعت :إنه كما حدث في تلك الحرب التي انتهت إلى طريق مسدود، فسوف تضطر إسرائيل إلى القتال في ساحة معركة في جنوب لبنان تلعب على نقاط قوة حزب الله، وقد يتحول الصراع إلى ورطة خطيرة، تماماً مثل الحرب في غزة. ونقلت الصحيفة عن دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأمريكية، شارك في دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله: "إن الأمر أشبه بقولنا للولايات المتحدة في عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام".

ووفقا للصحيفة فإن خطر اندلاع حرب شاملة تصاعد يوم أمس الاثنين عندما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في أنحاء لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 500 شخص وإصابة أكثر من 1600 آخرين في أكثر يوم دموي في لبنان منذ بدء حرب غزة العام الماضي كما أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل.

وأشارت إلى أن إسرائيل تريد دفع حزب الله بعيدا عن الحدود وتقليص قدراته العسكرية حتى يتمكن نحو 60 ألف شخص اضطروا إلى إخلاء منازلهم في شمال إسرائيل بسبب ضربات الحزب الصاروخية على مدى الأشهر الـ 11 الماضية من العودة كما أدت الضربات الإسرائيلية إلى نزوح عشرات الآلاف من الناس من جنوب لبنان.

ونقلت الصحيفة عن أولئك الذين لديهم معرفة بحزب الله قولهم إن المجموعة سرّعت استعداداتها للحرب في الأشهر الأخيرة، ووسعت شبكتها من الأنفاق في جنوب لبنان، وأعادت تمركز المقاتلين والأسلحة وتهريب المزيد من الأسلحة بينما يقول مسؤولون أمريكيون وإقليميون إن إيران زادت من إمدادات الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.

كما نقلت الصحيفة عن ضابط عسكري سابق في حزب الله، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية: "الجنوب يشبه خلية النحل الآن. كل ما يملكه الإيرانيون، لدينا".

وتابعت الصحيفة أن هذه الاستعدادات بالإضافة إلى التطورات الأخرى تأتي منذ عام 2006، عندما أسفر الصراع الذي استمر لمدة شهر بين حزب الله وإسرائيل عن مقتل 121 جنديًا إسرائيليًا وأكثر من 40 مدنيًا إسرائيليًا، إلى جانب أكثر من ألف لبناني.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ ذلك الحين، حصل حزب الله على آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار الجديدة من إيران وربط مجموعات التوجيه بصواريخه القديمة غير الموجهة كما اكتسب مقاتلوه المزيد من الخبرة من القتال في الحرب في سوريا المجاورة، وتعلموا تقنيات المعركة للجيوش التقليدية.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن طائرات حزب الله بدون طيار ضربت بنجاح المعدات العسكرية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك بالون مراقبة الرادار المسمى سكاي ديو في مايو الماضي ونظام مضاد للطائرات بدون طيار بملايين الدولارات يسمى القبة الحديدية في يونيو الماضي. 

وقالت الجماعة المسلحة يوم الأحد الماضي إنها هاجمت مقر شركة عسكرية إسرائيلية بالقرب من حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل. ولم تؤكد إسرائيل الهدف لكنها قالت إن المجموعة ضربت في عمق أكبر من المعتاد داخل الأراضي الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن حزب الله قد ينسخ التكتيكات التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، بإطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من الطائرات بدون طيار في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء حيث يتوقع المسؤولون الإسرائيليون مقتل مئات الأشخاص.

وقال عساف أوريون، العميد المتقاعد من الجيش الإسرائيلي: "لن تكون نزهة في الحديقة، إذا اندلعت لحرب واسعة النطاق، لا توجد طريقة لعدم تعرضنا للدماء".

كما رجحت الصحيفة عدم قدرة حزب الله على التغلب على إسرائيل أو هزيمتها بشكل حاسم في حرب تقليدية خاصة بعدما ألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي خسائر فادحة بقيادة الحزب، ومن المرجح أنها أدت إلى تدهور بعض القدرات العسكرية لحزب الله، بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ ومخزونات الأسلحة.

وتابعت أن الجيش الاسرائيلي يمتلك أيضا أسلحة أكثر تقدما بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز اف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات، ومع ذلك فان إسرائيل تواجه عيوبا استراتيجية. 

ووفقا للصحيفة، فإن حزب الله لن يسعى الى النصر في حرب مع اسرائيل بالمعنى التقليدي ، بل انه يهدف بدلا من ذلك الى اغراق القوات الاسرائيلية في حرب استنزاف ، كما نجحت "حماس" وهي جماعة اصغر حجما واقل تسليحاً في النجاة من الحرب الإسرائيلية التي تستمر 11 شهرا على غزة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز