عاجل
الثلاثاء 7 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

تحذيرات في بولندا والتشيك من مخاطر الفيضانات بسبب «بوريس»

ارشيفية
ارشيفية

حذرت السلطات في التشيك وبولندا، من استمرار مخاطر الفيضانات التي تتعرض لها العديد من مناطق البلدين، نتيجة لإعصار «بوريس» الذي يجتاح مناطق وسط أوروبا.



 

وذكرت وسائل الإعلام في جمهورية التشيك، الاثنين، أن أربعة أشخاص على الأقل في عداد المفقودين نتيجة الفيضانات، فيما حذرت السلطات من مخاطر ارتفاع منسوب الأنهار، مع إعلان الطوارئ في بعض المناطق.

 

وصدرت أوامر في بعض المقاطعات بإخلاء بعض السكان من منازلهم.

 

من جهة أخرى، ذكرت السلطات البولندية، أن سداً ثانياً انهار في جنوب غرب البلاد نتيجة لاستمرار هطول الأمطار الغزيرة، لافتة إلى أن السد الذي انهار يوجد في مدينة ستروني سلاسكي، قرب الحدود البولندية مع جمهورية التشيك.

 

وكان سد في قرية ميدزيجورز الجبلية القريبة قد انهار السبت.

 

وفي الإطار نفسه، أكدت وسائل إعلام بولندية أن حركة التنقل بين التشيك وبولندا اختفت تماماً نظراً للفيضانات التي تشهدها المنطقة.

 

وكانت العديد من مدن وسط أوروبا قد شهدت أمطاراً غزيرة خلال الأيام الماضية أدت إلى فيضانات عارمة، أسفرت عن مصرع عدة أشخاص، فضلاً عن إجبار الآلاف على الفرار من منازلهم، وإلحاق الدمار بالبنية التحتية للكهرباء والنقل.

 

من ناحية أخرى، ستشهد دول كوارث مناخية غير مسبوقة قريباَ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث سيشهد بعض مناطق العالم زيادة في الجفاف، مثل جنوب أفريقيا والأمازون وبعض مناطق أوروبا.

 

في الوقت نفسه، ستتعرض مناطق أخرى مثل شرق الولايات المتحدة وشرق وجنوب آسيا وأستراليا ووسط أفريقيا لزيادة في كميات الأمطار.

 

في ظل التغير المناخي الحاد الذي يشهده كوكب الأرض حاليا، اكتشف العلماء أن هناك زيادة متوقعة في تكرار وشدة هطول الأمطار المتزامن مع درجات الحرارة القصوى بنسبة أكبر من الظروف الجافة والحارة.

 

ووفقا للدراسة المفصلة التي نشرت في مجلة “مستقبل الأرض”، يُشير تأثير الظروف الرطبة الحارة إلى أن موجات الحرارة تؤدي في البداية إلى تجفيف التربة وتقليل قدرتها على استيعاب المياه. وهذا يجعل من الصعب على الأمطار اختراق التربة، بل وتمتد على السطح بدلاً من ذلك، مما يسهم في حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية وتلف المحاصيل.

 

وفيما يتعلق بذلك، أشار الباحث هايجيانغ وو، الذي يعمل في جامعة نورثويست إيه آند إف الصينية وهو المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، إلى أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة المعقدة قد أثرت بشدة على قطاعات الزراعة والصناعة والنظم البيئية، ما جعلها موضوع اهتمام كبير على مدى العقود الأخيرة.

 

واستخدم الفريق سلسلة من النماذج المناخية للتنبؤ بالظواهر المناخية المركبة، وهي مجموعات من العوامل الجوية والمناخية المتعددة والمخاطر التي تمكنها من التنبؤ بالتأثيرات القوية المحتملة بحلول نهاية القرن إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.

 

وجاءت نتائجهم تشير إلى أن بعض مناطق العالم ستشهد زيادة في درجات الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة، مثل مناطق جنوب أفريقيا والأمازون وبعض مناطق أوروبا. بالمقابل، ستشهد العديد من المناطق الأخرى، مثل شرق الولايات المتحدة وشرق وجنوب آسيا وأستراليا ووسط أفريقيا، زيادة في كميات الأمطار. ومن المتوقع أن تشمل هذه الظواهر المتطرفة الرطبة والحارة مساحات أكبر وتكون أكثر شدة من الظواهر المتطرفة الجافة والحارة.

 

وتشير الأبحاث إلى أن البلدان العربية المجاورة لهذه المناطق العالمية قد تتأثر بتلك الكوارث، وتحديدًا الدول العربية الموجودة في القارة الأفريقية.

 

ومستقبلاً، ستزداد احتمالية حدوث الظواهر المناخية الشديدة الممزوجة بالرطوبة والحرارة، وذلك نتيجة زيادة إمكانية الغلاف الجوي في الاحتفاظ بالرطوبة بنسبة تتراوح من 6% إلى 7% لكل درجة مئوية ارتفاع في درجات الحرارة. مع ارتفاع حرارة الكوكب، سيحتوي الغلاف الجوي الأكثر دفئاً على كميات أكبر من بخار الماء، مما يعني زيادة إمكانية هطول المزيد من الأمطار.

 

وسيتأثر بشدة مناطق تحتوي على كثافة سكانية عالية وتكون معرضة بالفعل لمختلف المخاطر الجيولوجية، مثل الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية، بالظواهر المناخية الرطبة والحارة.

 

ومن الممكن أن تتسبب زيادة الهطول الغزير وارتفاع درجات الحرارة في حدوث المزيد من الانهيارات الأرضية التي تشكل تهديداً للبنية التحتية المحلية، بينما يمكن أن تتسبب الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة في تدمير المحاصيل.

 

ويشير العلماء إلى أن زيادة الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الظروف التي شهدتها أوروبا من فيضانات في عام 2021، تستدعي ضرورة اعتماد استراتيجيات تكييف مع التغيرات المناخية تأخذ في الاعتبار الظروف الرطبة والحارة.

 

وأوضح الباحث وو: “نظرًا لأن خطر الظواهر المناخية المتطرفة المركبة في مناخ دافئ يكون أكبر من الظروف الجافة والحارة المركبة، يجب أن نتضمن هذه الظواهر المناخية المتطرفة الرطبة والحارة في استراتيجيات إدارة المخاطر”.

 

وأضاف وو: “إذا تجاهلنا خطر الظواهر المناخية المتطرفة المركبة والحارة وفشلنا في اتخاذ تدابير مبكرة كافية، فسوف تكون لها تأثيرات لا يمكن تصورها على أمن المياه والغذاء والطاقة”.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز