أخلاق النبي وحسن خلقه وصدقه.. أهم ملامح شخصيته

قال الشيخ عمر عشماوي من علماء الأزهر الشريف إن النبي ﷺ اتصف بصفات عدة  منها الخلق  قال الله عز وجل عن رسوله ﷺ  "وإنك لعلى خلق عظيم"، وفى صحيح مسلم عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت إنه "ﷺ" كان خلقه القرآن أو كان قرآنا يمشى على الأرض.

كما قال عنه  الإمام على كرم الله وجهه هو أدب القرآن وقيل هو رفقه بأمته وإكرامه إياه وحقيقة الخلق وما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب فيسمى خلقاً لأنه يسير كالخلقة فيه وقد امتثل النبي "ﷺ " أدب القرآن فقال الله عز وجل له "خذ العفو وأمر بالعرف "وروى عنه "ﷺ أنه قال أدبنى ربى فأحسن تأديبى وروى الترمذي عن أبي ذر قال إن رسول الله ﷺ" قال: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". 

وعن أبي الدرداء أن النبي صل الله عليه وسلم قال "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وأن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء"، ولقد ضرب النبي "ﷺ مثلاً بأن الخلق الحسن يوضع في الميزان ويكون يوم القيامة أثقل من درجة صاحب الصلاة والصيام فقال صل الله عليه وسلم عن أبي ذر الغفاري رضى الله عنه " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وأن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصلاة والصيام" "رسول الله صل الله عليه وسلم" إلا أن الإنسان منا يستطيع أن يسع الناس بحسن خلقه والتبسم في وجوههم والقول الحسن لهم ما لم يستطيعوا أن يفعله الإنسان بماله فقال عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي "ﷺ قال " "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق وكان من أخلاقه "ﷺ" أن يعفو عمن ظلمه ويعطى من حرمه ويصل من قطعه فروى عن سفيان بن عينه عن الشعبى أنه قال إن جبريل نزل على النبي "صل الله عليه وسلم " فقال له النبي ما هذا يا جبريل فقال لا أدرى حتى أسأل رب العالمين فذهب فمكث ساعة ثم رجع فقال أن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك .

ودلل العشماوي بقول  الشاعر : مكارم الأخلاق في ثلاثة من كملت فيه فذاك الفتى إعطاء من تحرمه ووصل من تقطعه والعفو عمن اعتدى لذلك كان رسول الله " صل الله عليه وسلم " استحق أن يقول الله عز وجل له " وإنك لعلي  خلق عظيم " أن يقول ﷺ عن نفسه إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ويقول عشماوي إن أخلاقه ـ ﷺ ـ

  كانت من أهم وسائل دعوته للناس، وخاصة قريش الذين عايشوه صبيا وشابا قبل بعثته، وكانوا يسمونه "محمد الأمين"، ومن ثم أعلنها رسول الله ـ ﷺ ـ واضحة:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" "أحمد".

وقال أنس ـ رضي الله عنه: "خدمت رسول الله ـ ﷺ ـ عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعتُه لم صنعتَه، ولا لشيء تركته لِم تركته، وكان رسول الله ـ ﷺ ـ أحسن الناس خُلقا" "البخاري".

وقال عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما: "لم يكن النبي ـ ﷺ ـ فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول ـ ﷺ : "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا".. "متفق عليه".