عاجل
الأحد 1 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
هل يُقصى الذكاء الاصطناعى العنصر البشرى من صناعة الإعلام قريبًا؟!

هل يُقصى الذكاء الاصطناعى العنصر البشرى من صناعة الإعلام قريبًا؟!

بعد مطالعة عدد من البرمجيات قبل ثلاثة أسابيع من المنتظر طرحها هذا العام، وسيكون الموسم الأفضل لترويجها  الانتخابات الأمريكية، تذكَّرت مقالًا كتبته منذ 5 سنوات بسبب تلك البرمجيات التي ستؤدى إلى اختصار الكثير من الوظائف التحريرية مع الإبهار البصرى دون اعتماد يذكر على العنصر البشرى، هذه البرمجيات قد تكون غريبة فى اللحظة الراهنة؛ ولكن إذا أخذنا القراءات الاقتصادية التي تتحدث عن مخاوف ركود الاقتصاد العالمى فى العام 2025 ستجد هذه الصناعة مدخلها العالمى بعيدًا حتى عن فكرة مواكبة العصر مثلما انتعش هذا المسار فى فترة كورونا.. ومؤخرًا استمتعت بقراءة ورقة بحثية لزميلى فى «القاهرة الإخبارية» الدكتور عاصم أبوالغار حول دور الإعلام فى الاقتصاد، فوجدت مسارًا أكاديميًّا ناضجًا للتحولات الإعلامية الدولية الراهنة والتي وصفتها قبل 5 سنوات بـ«NEW WORLD MEDIA ORDER» أو نظام إعلامى عالمى جديد يتسق مع النظام العالمى الجديد الذي يمر بمرحلة مخاض الآن.



أترك لكم المقال للاطلاع على محتواه..

رسمت نهاية الحرب العالمية الثانية محددات ما زال بعضها باقيًا كحال تكوين وتوازنات مجلس الأمن الدولى، وانتهت بعض الصفحات مثل الثنائية القطبية والحرب الباردة، وإن كانت التفاعلات الأيديولوچية تظهر بين الحين والآخر، أما صناعة الإعلام فكانت الأكثر مرونة مع كل التطورات وانعكاسًا واضحًا لتفاعلات النظام الدولى، وهى تفاعلات لم تبتعد يومًا عن معامل السياسة ورأس المال.

شكلت حقبة السبعينيات أول نقاط التحول، انطلق الإعلام الأمريكى بسياق الوعى المعلَّب الذي يجعل للمتلقى داخل أمريكا رسالة واهتمامات تختلف عن الرسالة الدولية التي تهدف إلى استراتيجية الولايات المتحدة الخارجية.. وهى المرحلة التي وثقها بامتياز «هربرت شيلر» فى مؤلفه «إدارة العقول» والذي ترجمته سلسلة المعارف الكويتية تحت عنوان «المتلاعبون بالعقول»، ومن خلاله ظهرت حتمية دور الإعلام فى صناعة المعرفة المعلبة لتوجيه الرأى العام والتأثير فيه.

مع مطلع التسعينيات سحب النظام الإعلامى الدولى من حلبة السياسة إلى ساحة الرأسمالية الدولية بشراسة، وكان أمرًا منطقيًّا بعد انتهاء الهدف الاستراتيجى وسقوط الاتحاد السوفيتى وبداية تشكيل أوروبا الجديدة وسطوة الناتو وتراجع وارسو.

بسهولة ويسر استوعب الإعلام العالمى ثورات عالمية متعددة اقتنصتها الصناعة بداية من ثورة المعلومات مع دخول العالم عصر الإنترنت ثم ثورة الاتصالات ثم ما يعرف بثورة المعرفة وهو التوظيف الذكى للمعلومة.

مع العام 2008 كان هناك متغير نوعى إعلامى وسياسى أقدمت عليه حملة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بابتداع التوظيف السياسى لوسائل التواصل الاجتماعى كإعلام بديل محدد الجمهور، وانطلقت كرة الثلج فى العالم كله لتصبح نمطًا حياتيًا صعب السيطرة عليه والبديل هو العزلة وهى الأخرى باتت صعبة.

هذه الموجة  ضربت الإعلام التقليدى.. صحف بريطانية عريقة اختفت.. نيويورك تايمز نفسها تصدعت قبل أن تتمكن من استيعاب العصر، وفى العالم العربى حدثت سكتة صحفية؛ إذ تحالفت عوامل كثيرة على الصناعة فى توقيت واحد بداية من قسوة المتغيرات الدرامتيكية فى الإقليم وتأثيرها على رأسمالية الصناعة ومساحة حركتها والميل نحو المزاج الإلكترونى فى المتابعة ثم صحافة المواطن عبر السوشيال ميديا.

مع دخول ترامب البيت الأبيض ظهرت ملامح كثيرة للرأسمالية الأمريكية انعكست هى الأخرى على الإعلام ونظامه العالمى، وامتد تجاه أوروبا فكان المخرج هو تلاحم الصناعة الإعلامية فى الاقتصاد الأهم عالميًا وهو صناعة الترفيه على حساب الأدوار التقليدية للإعلام، وبدأت ملامح النظام الجديد فى التدفق نحو المنصات بإنتاج ضخم حتى الصحافة بات همها هو اللحاق بالعالم الكائن فى وادى السليكون والحصول على تطبيقات محدثة بشكل مستمر وتقديم دور النشر ما يصلح للإنتاج سواء فى نت فليكس أو أمازون أو جوجل.

كيانات كبرى ستتحول إلى مجرد مؤسسات وسيطة لحساب ديناصورات النظام الإعلامى الجديد.. التحقيق الصحفى العالمى سيكون مكانه المنصات.. البرنامج الكوميدى سيكون مكانه المنصات.. حتى المعارك السياسية الدولية ستصفى عبر المنصات.

وللحديث بقية

 

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز