عاجل
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. أحمد عبدالمنعم يكتب: علاقات فوق صفيح ساخن

من نعم الله علينا أنه خلقنا جميعاً ولدينا احتياجات، وهذه الاحتياجات بالرغم من تنوعها وتعددها فإنها لا تُلبى إلا من خلال سياق الوجود الإنساني والذي يتطلب وجود الآخر.



 

من أول يوم لينا في الدنيا بنتولد وعندنا الاحتياجات دي ومنها تبدأ الرحلة.

 

 الاحتياجات المادية زي جوعان وعطشان أو بردان وحران هتلاقي إلى يسمعها ويساعدك في تلبيه احتياجك، لكن لو قلت إني محتاج أحس أني متشاف زين ما أنا، أو أني مقبول بدون شروط، أو  أحس بالأمان، أو أتحب، أو أني كفاية وليا لازمة.  

 

 

 كل دي احتياجات إنسانية نفسية لا تُلبى إلا بوجود الآخر في حياتنا، فهما كانت قوتك النفسية فأنت في الآخر محتاجها، لأنها لو لم تُلبى هتظهر في صورة مشكلات تانية سلوكية وانفعالية وجسمية.

 

 وزي ما في علاقات صحية حلوة بتدينا مشاعر وأحاسيس جميلة وثقة في نفسنا وشعور بالأمان والحب والتقدير، وفي علاقات تانية بتقلل مننا وبتعملنا ضمور نفسي،

الشكل ده من العلاقات بنسميه "علاقات سامة أو مؤذية" وهي علاقات فوق صفيح ساخن، بتسبب القلق والخوف وبتحطنا تحت ضغط نفسي مستمر، وبتظهر في مشاهد كتير في حياتنا النفسية:

 

 المشهد الأول: التوهان

 

مش لاقي نفسي في العلاقة "أنا مين بالضبط" طوال الوقت مطلوب مني أسدد فواتير  لحاجات مليش علاقة بيها، غير مسموح بالاعتراض أو إبداء أي رأي، وعشان ألاقي نفسي فلازم أدفع ثمن المعاملة الكويسة.

 

المشهد الثاني: مقبول نص وربع وثمن

 

بكون مقبول لما بنجح وأجيب درجات حلوة، لما أوافق على كل حاجة، لما أرضى إلى قدامي على حساب نفسي وثقتي وراحتى النفسية، نقد مستمر  لشكلي ولبسي وكلامي وأفكاري، مش مسموح ليا أخالف الخطوط المرسومة ليا في العلاقة، مطلوب مني أفصل نفسي على مقاس إلى قدامي.

 

المشهد الثالث: فزاعة الذنب

 

طوال الوقت فزاعة الإشعار بالذنب شغالة واتهامات بالتقصير والإهمال والبحث الدائم على أي حاجة فيها شكل من القصور في  أى تصرف والتركيز عليه للإشعار بالذنب.

 

المشهد الرابع: التهديد المستمر

 

ممكن التهديد يكون بالعقاب المادي أو بالانسحاب من العلاقة أو إنهائها والنقطة دى بالتحديد ممكن تخلى الناس إلى عندها خوف من الهجر أو الوحدة تختار تكمل في العلاقة السامة خوفاً من ألم الهجر.

 

 

المشهد الخامس: الجزيرة المعزولة

 

العلاقات السامة بتسحبنا بعيد عن باقي العلاقات في حياتنا وبتاخدنا في جزيرة بعيدة معزولة نفسيا، وبنكون مش عارفين نشوف باقي العلاقات في حياتنا،  وممكن كمان نبدأ نشك في العلاقات الصحية وده بسب قوة تأثير العلاقة السامة المؤذية إلى كلها قلق وخوف وذنب ومشاكل  في النوم والأكل وآلام جسدية مستمرة.

 

 

المشهد السادس: أنا الجاني

في بعض الأحيان ممكن تكون أنت/ أنتِ السبب في العلاقة المؤذية خوفي من فقد العلاقة، أو النظرة الكمالية للطرف الآخر، وطريقة معاملته بالخضوع والخنوع وتقبل الأذى المستمر بيخلي الطرف الثاني يزيد في ايذائه. 

 

المشهد السابع: الكراسي الساخنة

 

العلاقات السامة بتخليك تلف فيها على أكثر من كرسي ساخن ، فمرة تقعد على  كرسى الجاني وأنك سبب في كل المشاكل إلى بتحصل وأنت المُقصر أو كبش الفداء، ومرة تقعد على كرسى المُنقذ فعليك تحل كل المشاكل وتقدم الحلول وتنفذها كمان، ويعدي شهور وسنين وبتفضل العلاقة مؤذية زي ما هي وبمزيد من الاستنزاف النفسي، ومش هننسى الكرسى الأساسي بتاعك وهو كرسي الضحية.

 

 المشهد الثامن: أسود في أسود 

في شخصيات مضطربة بتخلي العلاقات مؤذية زي الشخصية النرجسية "الطاوس" بتبص بدونية للطرف الآخر وطول الوقت توجيه لوم ونقد، وكمان في الشخصية الكمالية ودى شخصية  بتركز على النواقص وبتحط معايير لتقييم أي حاجة في العلاقة ولكنها للأسف كمالية مزعومة فالطرف ده نفسه كله نواقص ولكنه لا ينظر إلا للمحيطين به ويطالبهم بالتغيير، وفي كمان الشخصية الاعتمادية دى محتاجة طول الوقت من الطرف الآخر أنه يقوم بكل حاجة ولا يحاول  بذل أي مجهود، ومن العلاقات المؤذية كمان أنه يكون مدمن للمخدرات  أو التواصل الاجتماعي أو الإباحية وكل العلاقات دى بتخلي الحياه أسود في أسود.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز