عاجل
الثلاثاء 27 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

فرنسا: تعزيزات أمنية غير مسبوقة لتأمين أولمبياد باريس 2024

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 المقررة في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس القادم، وتليها الألعاب البارالمبية من 28 أغسطس إلى 8 سبتمبر. وتقف قوات الشرطة والدرك في جميع أنحاء العاصمة الفرنسية على أهبة الاستعداد لتأمين هذا الحدث الرياضي العالمي الكبير.



 

طوال الفترة الماضية، تقوم فرنسا بتعزيز إجراءاتها الأمنية قبل الألعاب الأولمبية في المدينة، والتي من المتوقع أن تشهد توافد نحو 15 مليون زائر. حيث سيتم نشر نحو 35 ألف شرطي ودركي و18 ألف جندي في المتوسط يوميا في جميع أنحاء العاصمة الفرنسية، وذلك لضمان أمن الألعاب الأولمبية وتأمين الجمهور واللاعبين. ووصلت التعزيزات الأمنية إلى موقع حفل الافتتاح المقرر أمام برج إيفل وعلى ضفاف نهر السين، كما انتشرت قوات الشرطة والدرك حول جميع المنشآت الرياضية القائمة. يتواجد رجال الشرطة في كل مكان تقريبا ويقومون بدوريات مستمرة، في ممرات الحدائق وفي مراكز التسوق وبداخل ممرات مترو الأنفاق، بل في كل شوارع باريس تقريبا؛ لضمان استتباب الأمن قبيل انطلاق الأولمبياد. ووضعت القوات الأمنية بالعاصمة عدة حواجز أمنية أمام المطاعم وعلى الأرصفة لإحكام الأمن،

كما قامت السلطات بتقسيم المواقع الأولمبية إلى منطقتين: المنطقة الحمراء والمنطقة الرمادية، الأولى يُمنع فيها سير كل المركبات ذات المحركات وستصبح مفتوحة للمشاة، والثانية وهي مكان المسابقات وحول نهر السين (حيث سيشهد حفل الافتتاح) ويجب أيضا للوصول إليها إثبات "رمز مرور" مصرح به من قبل الشرطة ويُمنح للأفراد الذين يقيمون في المنطقة أو يعملون بها.  وتم تفعيل هذا النظام الأمني، وبحسب شرطة باريس، ومنذ الساعات الأولى من تفعيله، قدم 44 ألف شخص من بين المقيمين في المنطقة أو العاملين أو الزوار، تصاريحهم الخاصة للمرور بالقرب من المحيط الأمني الخاص عند ضفاف نهر السين وسمح لهم رجال الشرطة بالمرور والتجول سيرا داخل المحيط الأمني، من خلال رمز المرور الخاص بهم. لذا، تنتشر رجال الشرطة في باريس بشكل مكثف عند هذه الحواجز، وقد طلب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين من قواته التحلي بالسلوك المثالي، مؤكدا أن تصرفات الشرطة ستكون مهمة للغاية لصورة البلاد.  وبجانب قوات الشرطة والدرك، سيتم نشر 18 ألف جندي فرنسي يوميا لتأمين الألعاب الأولمبية، بحسب وزير الدفاع الفرنسي، من بينهم ثلاثة آلاف مسؤولون عن المراقبة الجوية.

 

بالإضافة إلى ذلك، وفي الأيام الأخيرة، بات من الممكن رؤية تنقل ضباط الشرطة الفرنسية برفقة نظراء لهم أجانب. حيث تستقبل باريس قوات من عدة دول أجنبية منها إسبانيا وألمانيا، للمساعدة في تأمين الألعاب الأولمبية. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن وزارة الدفاع بأن "عدة دول أجنبية" سترسل قوات للمساعدة على توفير الأمن خلال أولمبياد باريس، وعلى تعزيز الأمن في بعض المجالات الحيوية، إذ تكون الاحتياجات هائلة خلال الأولمبياد. وذكرت الوزارة أن هذه الممارسة شائعة، حيث شارك الجنود الفرنسيون في ضمان أمن كأس العالم لكرة القدم في قطر أواخر عام 2022. وكان وزير الدفاع البولندي قد أعلن- في تصريح سابق- أن بلاده سترسل تعزيزات عسكرية للمساعدة على توفير أمن الأولمبياد، وكتب على منصة إكس "ستُنشر قوة من جنودنا بالإضافة إلى كلاب بوليسية في باريس. هدفها الرئيسي سيكون الكشف عن المتفجرات ومكافحة الإرهاب". ووفقا لوزارة الداخلية الفرنسية، يصل ما يقرب من 1800 من قوات الأمن من نحو 43 دولة مختلفة، حيث ستدعم هذه التعزيزات الدولية 35 ألف شرطي ودرك، بالإضافة إلى 18 ألف جندي فرنسي سيتم تعبئتهم يوميا لتأمين الألعاب، وسيتم نشر جزء كبير منهم في محطات القطارات والمطارات وحول مواقع المنافسات الرياضية.

ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار خلال الفترة الأولمبية إلى 15 مليون زائر، لذا، فإن حضور هذه القوات الدولية العربية والأجنبية أمر "مطمئن" بالنسبة للسياح على وجه الخصوص.  وبالفعل وصلت عدة قوات أجنبية، منها القطرية وتشارك في عدة عمليات منها التغطية الأمنية لأولمبياد باريس من خلال مشاركة ضباط في أعمال الدوريات غير الثابتة وبالمركز العملياتي الوطني، والمسيرات وإبطال المتفجرات.

 

وقبل أيام من حفل الافتتاح على ضفاف نهر السين، تشهد المنطقة الاستعدادات النهائية لخطة أمنية استثنائية، حيث تم تفعيل المحيط الأمني واسع النطاق للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب حول السين، يمنع الوصول إلى النهر الذي يتدفق عبر وسط العاصمة الفرنسية، وذلك استعدادا لحفل الافتتاح، والذي سيشهد عرضا يبلغ طوله 6 كيلومترات، لنحو 10 آلاف و500 رياضي من 206 وفود في قوارب في النهر.  وتم اتخاذ تدابير استثنائية لضمان سلامة الجمهور والتنظيم لهذا الحدث الكبير، فمن المتوقع أن يحضر نحو 326 ألف متفرج حفل الافتتاح على نهر السين، وهو الأول في تاريخ الألعاب الأولمبية، الذي يقام خارج ملعب رياضي. وكان لوران نونيز قائد شرطة باريس قد أكد أنه بالنسبة لحفل الافتتاح، أن الخطة المضادة للطائرات المسيرة، والتي وُصفت بأنها "قوية للغاية"، تم إحكامها. وتهدف هذه الخطة التي تم وضعها تحت إشراف القوات الجوية والفضائية، إلى "تشويش وتحييد" الأجهزة الضارة بينما سيتم نشر طائرات مسيرة "صديقة" تتمتع "برؤية عالية" من أجل كشف تحركات حشد من الناس أو المجموعات الصغيرة المعرضة للخطر. وأضاف أن عدد الدوريات في وسائل النقل العام تضاعف ليصل إلى 850 دورية شرطة يوم حفل الافتتاح.  وتشهد فرنسا بذلك أعلى مستويات التأهب الأمني مع اقتراب موعد انطلاق الأولمبياد.

 

كما تظل أجهزة مكافحة الإرهاب في حالة يقظة مستمرة، وتم مؤخرا إحباط خطط للقيام بأعمال عنف خلال الأولمبياد. إلا أن هذا لم يمنع من وقوع حادثتين الأسبوع الماضي. فقد أصيب أحد رجال الشرطة في هجوم بسكين الخميس الماضي عند جادة الشانزليزيه، أحد أهم المواقع السياحية الشهيرة في العاصمة، وأصابت قوات الأمن منفذ الهجوم ما أدى إلى مقتله. كما جُرح جندي كان ضمن دورية لمكافحة الإرهاب، طعنا بسكين في هجوم في باريس وتم توقيف المشتبه به، وفق ما أعلن وزير الداخلية.  مثل تلك الحوادث تثير المخاوف بشأن الأمن في الفترة التي تسبق الأولمبياد، ومع توقع وصول نحو 15 مليون زائر، تضاعف فرنسا من تعزيزاتها الأمنية بشكل غير مسبوق وتقف قوات الأمن في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة الزوار من جميع أنحاء العالم. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز