عاجل
الثلاثاء 9 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أمين "التعاون الإسلامي" يؤكد أهمية تمكين المرأة في مواجهة تأثير تغير المناخ

حسين إبراهيم طه
حسين إبراهيم طه

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أهمية العمل على تمكين المرأة في مسألة مواجهة تأثير تغير المناخ على المجتمعات، إذ أثبتت النساء قدرة على مجابهة تلك الظاهرة الطبيعية بشتى الوسائل العملية والعلمية، على الرغم من كون المرأة هي أكثر الفئات الاجتماعية تضرراً من آثار الصدمات المناخية، وتتحمل العبء الأكبر منها.



 

جاء ذلك في كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في حفل إطلاق تقرير منظمة تنمية المرأة حول "المرأة والتغير المناخي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي" والتي ألقتها نيابة عنه الدكتورة أمينة الحجري المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة بمنظمة التعاون الإسلامي.

 

وقال حسين طه إن تقرير منظمة تنمية المرأة حول: "المرأة والتغير المناخي" يعد وثيقة هامة لما يقدمه من معلومات وتحليل للجهود النسائية المبتكرة في الدول الأعضاء وما أثبتته من جدارة في مواجهة تأثير تغير المناخ على المجتمعات. 

 

واضاف أن التقرير يلقي الضوء على دور المرأة في التكيف والتخفيف من التغيرات المناخية، وأنشطتها العلمية والمجتمعية في هذا الشأن، كما يركز على أهم التوصيات المقترحة حول تعزيز هذا الدور الاجتماعي والتنظيمي للنساء في مجال العمل المناخي.

 

وأشار إلى أن الطبيعة ارتبطت بالمرأة ارتباطا وثيقاً على مر العصور، حيث تصدرت المرأة المشهد في بعض الثقافات باعتبارها رمزاً معنوياً من رموز الطبيعة، كما أعطت البيئة الهوية والصفات الأنثوية كالرعاية والإنتاج والحياة. 

 

وذكر أن الاعتراف بحق المرأة في حماية الطبيعة يعتبر من الظواهر الأكثر أهمية في العقود الأخيرة والتي انعكست في العديد من الاتفاقيات الدولية، حيث أن علاقة المرأة بالبيئة أشد ارتباطا وتأثيرا مقارنة بالرجل، وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتباط هذه العلاقة من حيث كونها كانت تحتاج دائماً إلى توفير الأمن الغذائي لها ولأطفالها خاصة في فترتي الحمل والرضاعة، وأسباب اجتماعية ترتبط بتأثيرات التغيرات المناخية، حيث تشير منظمة الفاو (منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة)، فى أحد تقاريرها عن التأثيرات الزراعية المرتبطة بتغير المناخ، إلى أن المرأة ستكون أكثر تأثيرا بتلك التغيرات المترتبة على تغير المناخ، مثل التهجير المرتبط بتغير المناخ حيث تبين من تقديرات الأمم المتحدة عام 2018، أن 80٪ من النازحين بسبب التغير المناخي كن من النساء في ظل غياب نظم الحماية فضلا عما إذا حدثت صراعات أو حروب أو تأثيرات قوية مما يؤثر ذلك تأثيرا مباشرا على المرأة.

 

وتابع أنه بالرغم من ذلك، نجد أنه من النادر أن يتم توثيق مشاركة المرأة في الحفاظ على البيئة وتعاونها مع الرجل فى إدارتها، وذلك على مدار تاريخ العديد من الشعوب حيث تعد الأنماط السلوكية للأفراد أحد التحديات التي تواجه الحفاظ على استدامة البيئة هنا تلعب المرأة دورا مهما في تحقيق تلك الاستدامة من خلال ممارساتها اليومية داخل إطار الأسرة وخارجها، حيث تساعد التوعية البيئية للمرأة على تمكينها من اتخاذ قرارات بيئية صحيحة، مثل شراء منتجات صديقة للبيئة أو إعادة تدوير النفايات، وغير ذلك من قرارات بيئية سليمة.

 

واستطرد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي قائلا: "جميعنا نعلم أن الوضع العام في العالم الإسلامي ليس في المستوى الذي تطمح اليه شعوبنا ودولنا من نواح كثيرة، خاصة في ظل النزاعات المحتدمة والأزمات المتفاقمة والخلافات الناشبة لذا نؤكد على أن دور المرأة المهم في ظل هذه الظروف الراهنة يحتم علينا دعمها بكافة السبل وفي جميع المجالات وأننا في التعاون الإسلامي وبالتعاون الوثيق مع منظمة تنمية المرأة وادراكا منا لحجم التحديات التي تواجه شعوبنا ودولنا وضعنا في مقدمة أولويات عمل منظمة التعاون الإسلامي وفي خطة العمل العشرية ، الاهتمام بمسألة النهوض بالمرأة وتمكينها في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من المجالات ذات الأولوية الرئيسية المحددة في برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي لعام 2025.

 

واضاف أنه لكي تتغلب الدول الأعضاء على هذه التحديات المشتركة اتخذت منظمة التعاون الإسلامي إجراءات متعلقة بالسياسات على المستوى الوطني وعلى مستوى التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة، ويتمثل ذلك في عقد 8 دورات للمؤتمر الوزاري المعني بدور المرأة في تنمية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ففي الدورة الثانية للمؤتمر الوزاري، التي عقدت عام 2008، اعتمدت البلدان الأعضاء في المنظمة بالإجماع الوثيقة الأولية لخطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة (اوباو) بهدف معالجة عدد من الصعوبات التي تواجهها المرأة، وتحدد الخطة بعض السبل والوسائل التي يمكن تبنيها للعمل على القضاء على التمييز على أساس الجنس وبالتالي الحد من مستوى التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين المرأة والرجل.

 

وأكد أن منظمة التعاون الإسلامي تعول كثيراً على دور منظمة تنمية المرأة التي باشرت أعمالها بمقرها في القاهرة بفضل انضمام ما لا يقل عن (19) دولة إلى عضويتها، وقد قام معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي مؤخرا بمخاطبة وزراء خارجية الدول الأعضاء التي لم توقع بعد على النظام الأساسي حتى الآن لحثهم على الإسراع في إجراءات التوقيع والمصادقة والانضمام لعضوية المنظمة من أجل المساهمة في تحقيق أهدافها في مجال تمكين المرأة وتفعيل دور منظمة تنمية المرأة في عملية التنمية في الدول الأعضاء.

 

وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الأمانة التنفيذية المنظمة تنمية المرأة بقيادة الدكتورة أفنان الشعيبي المديرة التنفيذية للمنظمة وفريق العمل في المنظمة الفتية، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها في مجال تمكين المرأة في العالم الإسلامي، وتشجعها على مواصلة تلك الجهود والعمل على إعداد برامج ودورات تدريبية وورش عمل في كافة المسائل الموضوعية التي تهم المرأة، وتقديم المساعدات الفنية حول تعزيز دورها والنهوض بوضعها في الدول الأعضاء في مختلف المجالات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز